مسودة اتفاق في لبنان وتعثر المفاوضات في غزة
ماذا ينتظر سكان شمال القطاع؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
رغم تواصل وتيرة الاشتباكات، تشير آخر التسريبات إلى اقتراب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، غداة زيارة مبعوث الرئيس الأميركي، آموس هوكستين، إلى المنطقة.
ووفقاً لمسودة الاتفاق التي تم تسريبها، سيلتزم جانبا الصراع بوقف جميع الهجمات والسماح للجيش اللبناني بالانتشار في القرى الجنوبية للبنان، مقابل الانسحاب التدريجي للجيش الإسرائيلي خلال فترة أقصاها أسبوع.
وفي حين تتجه جبهة لبنان نحو خفض التصعيد، لا تبدو الأوضاع في غزة، وخاصة في الشمال، مبشرة، حيث تتصاعد الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس بشكل كبير خلال الأيام الماضية. وقد دفعت إسرائيل بدباباتها إلى بيت لاهيا وبلدتي بيت حانون وجباليا بهدف "طرد مقاتلي حماس"، الذين قالت إنهم أعادوا ترتيب صفوفهم في المنطقة، وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد سكان المنطقة الشمالية.
ويشعر الغزيون بقلق متواصل من أن تستفرد القوات الإسرائيلية بالشمال لتنفيذ خطط الجنرالات، خاصة مع ورود أنباء عن إمكانية نقل الجيش الإسرائيلي لقواته من لبنان إلى قطاع غزة حال توقيع اتفاق مع حزب الله خلال الأيام المقبلة.
وقال القيادي في حركة حماس، طاهر النونو، الخميس، إن الحركة ترفض فكرة "الوقف المؤقت للحرب" في قطاع غزة، مشدداً على دعمها لأي اقتراح يؤدي إلى وقف دائم للأعمال العدائية. وقال النونو لوكالة "فرانس برس": "سبق أن أعلنا رأينا في فكرة الوقف المؤقت للحرب، ثم العودة إلى العدوان. حماس مع الوقف الدائم للحرب، وليس المؤقت".
من جهته، أفاد مصدر مسؤول لوكالة "فرانس برس" بأن "المسؤولين الأميركيين يعتقدون أنه في حال التوصل إلى اتفاق مؤقت، فقد يفتح ذلك الباب أمام اتفاق دائم".
ورغم وجود عرض على طاولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل لوقف مؤقت لإطلاق النار وتبادل الأسرى، إلا أن التصريحات الأخيرة لقيادات حماس لا تبدو منفتحة على أي اقتراح يشمل وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار بدلاً من إنهاء الحرب.
إقرأ أيضاً: لبنان بين مطرقة الحرب وسندان الدمار والتهجير
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة في تصريحات لشبكة أخبار الشرق أن غياب الليونة الكافية لدى حماس في التعاطي مع المقترح القطري الأخير كان مفاجئاً، خصوصاً بعد مقتل رئيس الحركة يحيى السنوار، الذي كان يُتهم بعرقلة التوصل إلى حل.
وأضاف سوالمة: "ما عاشه الفلسطينيون في قطاع غزة خلال السنة الماضية تجاوز بكثير أحداث النكبة الأولى. لقد آن الأوان لإنهاء هذه الحرب بشكل فوري وتفويت الفرصة على الاحتلال الذي يسعى للانفراد بالقطاع وتطبيق خطة الجنرالات".
إقرأ أيضاً: ماذا تخفي الساعات القادمة للبنان؟
أخيراً وليس آخراً، يقف الجميع على أطراف أصابعه مترقباً شكل الجولة الجديدة لتلك الحرب الدامية في ظل تصريحات إيران التي تفيد بالرد على العدوان الإسرائيلي الأخير، واستمرار لهجة التصعيد لدى حكومة بنيامين نتنياهو في ظل ما يسعى لتنفيذه قبل الانتخابات الأميركية، ورغبة فرنسا في عدم إغراق لبنان في الحرب أكثر من ذلك. فهل تشهد المنطقة هدوءاً في أي بقعة ما سواء في غزة أو لبنان، أم ستستمر الحرب لما هو أبعد من ذلك؟