تواصل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف مناطق واسعة في لبنان، وسط تضارب في الأنباء حول وقوع توغل بري أو تنفيذ عملية برية محدودة في قرى الجنوب، التي تعتبر معقل حزب الله اللبناني.
وأعلن الاحتلال، الجمعة الماضية، أن قواته استهدفت أكثر من ألفي موقع تابع لحزب الله منذ بدء عملياته البرية في جنوب لبنان، حيث قُتل تسعة من جنوده خلال المعارك.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإنَّ عدد القتلى من الجانبين، وخصوصاً من جانب حزب الله، يفوق بكثير الأرقام المعلنة، وذلك ضمن إطار الحرب النفسية التي يديرها طرفا النزاع، فضلاً عن الفروقات الكبيرة في ميزان القوى العسكرية.
وفي تحقيق استقصائي أجرته الصحيفة، تعتقد إسرائيل أن انفجارات الباجر التي سبقت التوغل البري بأيام، ألحقت "أضراراً جسيمة" بوحدة "رضوان" النخبوية التابعة لحزب الله، التي فقدت العديد من قياداتها نتيجة لذلك.
ومنذ بداية الحرب بين حماس وإسرائيل، اتسمت الهجمات بين الطرفين بتوازن نسبي والالتزام بقواعد الاشتباك، لكن في الأسابيع الأخيرة تصاعدت بشكل كبير، حيث استهدفت قوات سلاح الجو الإسرائيلي قيادات الصف الأول في الحزب، بينما رد حزب الله بضرب العمق الإسرائيلي. وكان حزب الله قد خسر 263 مقاتلاً في حرب عام 2006 التي اندلعت بعد أسر الحزب لجنود إسرائيليين.
إقرأ أيضاً: الطائفية وأزمة النازحين في لبنان
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة في تصريح لشبكة أخبار الشرق أن الوضع الإنساني الكارثي في لبنان قد يدفع حزب الله إلى إخفاء الواقع الميداني الصعب والدقيق في الجنوب، خاصة في ظل الدعم العسكري الغربي غير المحدود لإسرائيل.
ويضيف سوالمة أن قرى الجنوب أصبحت شبه مهجورة نتيجة سياسة إسرائيلية غير معلنة تربط عودة سكان جنوب لبنان المهجرين بعودة سكان شمال إسرائيل.
ويشير خبراء عسكريون إلى أن قتال حزب الله سيكون أكثر تعقيداً للجيش الإسرائيلي مقارنةً بحماس، نظراً لاختلاف ميزان القوى. ومع ذلك، فإن استهداف الاحتلال لقيادات بارزة داخل الحزب قد أثر على سير المعارك.
إقرأ أيضاً: مخاوف في لبنان من تكرار سيناريو حرب تموز 2006
وبحسب موقع "أكسيوس" الأميركي، فإنَّ الاستهداف الإسرائيلي أثر بشكل كبير على سير المعارك بين الحزب وإسرائيل، بسبب غياب خطة قتالية محدثة تلائم التغييرات الميدانية، نتيجة استهداف عدد كبير من القيادات العسكرية للحزب.
وحقيقة الأمر تشير كل المعطيات والمؤشرات بغرف القرار بإسرائيل بتنفيذ اقتحام بري لجنوب لبنان على الأقل، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن كيف ستكون نتيجة ذلك التوغل البري، هل ستكون نفس نتيجة حرب تموز (يوليو) 2006 والتي كانت الخسارة الأكبر فيها لدبابات ميركافا الإسرائيلية، أم ستكون النتيجة مختلفة بعد ان شن سلاح الجو الإسرائيلي غارات لا أول لها من أخر على أغلب نقاط ومواقع ومنصات صواريخ حزب الله لاضعاف قدرته على الأرض بعد تصفية كافة الصفوف الأولى من قادة الحزب، فالأيام القادمة قد تحمل لنا غزة جديدة في الضاحية، أو تموز (يوليو) جديد بتوقيت تشرين الأول (أكتوبر).
التعليقات