الفوضى الخلاقة والكفاح صوب مغرب جميل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لعل الأحداث المتواترة في هذا العالم المترامي الأطراف، هنا وهناك، وما يقع في السودان وغيرها من دول الحظ الحزين، تؤكد أن ارتدادات الفوضى الخلاقة التي نجم عنها الخريف العربي المشؤوم لا تزال تؤثر على جل الأقطار العربية تقريباً. انظروا للبلدان التي ضُحك عليها بديمقراطيات آخر الزمان؛ فالاستقرار والبناء العادل والمتزن، وطمأنينة الجميع على سلامة الأبناء والبنات والأمهات والآباء والأسر والممتلكات، هي حياة الحياة. فلا تتوهموا أنَّ من يرغب في بقاء التبعية للأبد يريد الخير لكم، لأنَّ النهوض الجماعي يخيف الاستعلاء والاستغلال المستمر، فكان الله في عون سكان الأقطار التي غابت فيها نعمة الأمن والأمان.
ولعلَّ ما يحدث وسوف يحدث مستقبلاً في أقطار كثيرة أخرى لا تزال تواجه معضلات اقتصادية واجتماعية بنيوية سيكون لا محالة في مرمى قوى تستفيد من التخلف المشؤوم الذي ترزح فيه. فالتخلف المقرون بالتبعية يعني المزيد من الخضوع والانغماس في قوقعة الاستيراد واستقبال المزيد من البضائع والثقافات التي تدعي السمو على الجميع.
فالعالم القائم على المال والرأسمال والقوَّة ما هو في حقيقة الأمر إلا سنة تاريخية تمضي وفق قانونية تؤكد بالملموس أن القوة هي الآمر الناهي في مجريات السياسات المتعلقة بتدبير التوازنات كيفما كانت.
لذا، فالاستقرار وتقبل النقد والعمل الجماعي البناء هو مصدر النهوض الجماعي للبلدان والتقدم. أمَّا اللجوء إلى الأجانب واستغلال بعض الأزمات بغية خلق القلاقل داخل العديد من الأقطار العربية، فهذا استغلال فاضح لأزمات قد تكون مركبة، وسيكون لا محالة ضرباً من الجنون وتخريباً لمقدرات أجيال تحتاج إلى العيش وفق مقاربة عنوانها الأمن والسلام وكرامة العدالة الاجتماعية.
إقرأ أيضاً: المسيرة الخضراء والقلب النابض لتاريخ المغرب
فالكثير من الدول العربية، والحمد لله، بدأت تشق طريقها صوب تنمية مندمجة بالرغم من الإكراهات الموضوعية وغير الموضوعية الكثيرة، ولعل نموذج المملكة المغربية الشامخة بتاريخها لخير دليل على ذلك. فالتنمية متواصلة، والإصلاحات ماضية في طريقها، والبنى التحتية من طرقات وطرق سيارة وموانئ ومستشفيات ومدارس وغيرها تتوسع يوماً بعد يوم، علاوة على الإصلاحات السياسية الكبرى سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً، التي أقرها دستور الأمة لسنة 2011. إذ يشهد على ذلك تنامي الوعي المجتمعي القائم على حب الاستقرار والنهوض الجماعي، الذي أضحى السمة البارزة في المغرب الأقصى.
إقرأ أيضاً: الشرق الأوسط و"طبخة" اللغز الغريب
كل ذلك، على ما يبدو، يزعج البعض، وما معاكسة الوحدة الترابية المقدسة لدى كافة المغاربة إلا دليل على أن النجاح دوماً يتعرض لمؤامرات لا حصر لها. لذا، فمن يدعي الأخوة عليه أن يتأكد علم اليقين أن المملكة المغربية ستبقى شامخة في كل شيء: في وحدتها، ووحدة شعبها، وطموحها الدائم صوب أمل كبير قادم بحول الله، طموح اسمه اللحاق قريباً بمصاف الدول الصاعدة.