يبدو أن ما يحدث في الشرق الأوسط قد تم التخطيط له منذ زمن طويل، وقوده سيكون من البشر، أبناء تلك المناطق التي كُتب عليها أن تكون جزءاً من هذه "الطبخة".

قد تكون هناك تفاهمات خلف الكواليس أو تحت الطاولة، وربما وُقعت اتفاقيات وتسويات، وقد يكون هناك من لم يحصل على "حصته" من الكعكة أو طالب بحقٍ فيها. لكن ما يحدث في أرض الميعاد، وفقاً لما ورد في التراث الديني، أنها لطالما عُرفت كأرضٍ للدماء؛ مكان يجمع أتباع الرسالات السماوية المختلفة، حيث يعتقد كل منهم أنه صاحب الحقيقة المطلقة.

السياسة وما يجري في كواليسها داخل أروقةٍ محدودة، ليست بعيدة عن حقيقة أنَّ "النصر" الدائم مجرد وهم. فمع مرور الوقت، تندثر العواطف، ويستبدل الناس بأناس جدد، حتى الآلام ستختفي كما يختفي الإنسان في التراب، ذلك التراب الذي سيبتلع الجميع في نهاية المطاف.

لكنَّ الحياة تستمر، وكذلك يستمر المكر والخداع. في نهاية الأمر، يجد الإنسان نفسه في عالم جديد، عالم قد يكون مكتمل الإعداد، يحمل نهاية عصر الإنسان كما نعرفه، ليس الإنسان الماكر بطبيعة الحال، بل الإنسان المثقف الصامت، الذي تراجع وترك الجميع خلفه.