ذَريعةُ إسرائيل لِتحقيقِ طُموحاتِها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لم يبدأ طوفان الأقصى من فراغ كما يعتقد البعض، وإنّما جاء في وقت اشتدّ فيه العدوان الإسرائيلي واحتدّ على الشعب الفلسطينيّ ووصل إلى قمّته. لم تَقُم حركة حماس بالتسلُّل إلى المراكز والقواعد العسكريّة الإسرائيليّة إلّا بعد اعتداء المستوطنين على حرمة المسجد الأقصى المبارك، من خلال اقتحاماتهم المستمرّة والمتكررة لباحتِه وقيامهم بجولات استفزازية، وأدائهم لطقوسهم التلمودية وبحماية من قوات الاحتلال. وفي الضفّة الغربية تقوم القوات الإسرائيليّة بمُداهمات متوالية للمدن والقرى والبلدات والمخيمات، بذريعة البحث عن الشباب المقاومين، فتقوم هذه القوات بهدم للمنازل والبنية التحتية، كما تعمد إلى اعتقال العديد من الشباب والأطفال والتنكيـل بهم قبل الزّجّ بهم في السجون.
عندما أقدمت حركة حماس على الانتقام للشعب الفلسطينيّ المقهور في الضفّة والقدس الشريف من خلال طوفان الأقصى المجيد، اتخذت إسرائيل هذه العمليّة الفدائيّة مَطيَّة لتوغُّلها البرّي في قطاع غزة بمباركة أميركيّة وبعض الدول الأوروبية التي قدّمت كل الدعم للكيان من مال وأسلحة وعتاد حربيّ ولوجيستي، ممّا شجّع الكيان على ارتكاب مجازره في حقّ الشعب الأعزل في غزة.
لقد كان هدف إسرائيل المُعلَن من هذه الحرب الشعواء هو القضاء على حركة حماس وتدمير قدراتها العسكريّة، إلّا أنّ ما تطمح إليه، في حقيقة الأمر، بإبادتها الجماعيّة للمواطنين والقصف العشوائيّ لمنازل الفلسطينيّين فوق رؤوسهم وقتلهم للنساء والأطفال وتخريبٍ لكل البنية التحتيّة للقطاع واستهدافٍ للمدارس والمشافي، هو القضاء على أكبر عدد من أهالي غزة وتهجير ما بقيَ منهم على قيد الحياة خارج غزة.
إقرأ أيضاً: ماذا ينتظر حزب الله؟
ومن الناس من يعتقِد أنّ حماس هي التي تُعرقِل مساعي الوُسطاء في التوصّل إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، فهذا الطّرح غير صحيح ولا يمت للحقيقة بأيّة صِلَة. إسرائيل هي من تَقِف حجر عثرة في الوصول إلى أيّ اتفاق حول إبرام صفقة لتبادُل الأسرى والمعتقلين، فشروطها في شأن هذه المسألة تعجيزيّة ولا يمكن قَبولها من قبل حماس، بحيث أن إسرائيل تشترط هُدنة مؤقتة تُجرى خلالها مفاوضات حول صفقة الأسرى، وبعدها تستمرّ في حربها البربريّة والهمَجيّة في حقّ الأبرياء، في حين أنّ المُقاومة تطالب بوقْف شامل للحرب وانسحاب كامل للجيش الإسرائيليّ من غزة، وبعد ذلك يُشرع في التّفاوُض حول صفقة لتبادُل الأسرى.
إقرأ أيضاً: وجهان لعملة إسرائيلية واحدة
لقد خططت إسرائيل لتوغلها العسكري في غزة ووضعت له أهدافاً تسعى إلى تحقيقِها، وهي ماضية إلى اليوم في التدمير الشامل للقطاع وإبادتها الجماعيّة للسكان الآمنين وترهيب للمواطنين من أجل تهجيرهم من وطنهم قصد الاستيلاء على غزة وضمّها إلى الضفّة من أجل توسيع رقعة "الدولة العبريّة" من جهة وضمان أمنها واستقرارها من جهة ثانية.
التعليقات
نصدق من ؟
فول على طول -عمو يقول فى مقاله : في حين أنّ المُقاومة تطالب بوقْف شامل للحرب وانسحاب كامل للجيش الإسرائيليّ من غزة، وبعد ذلك يُشرع في التّفاوُض حول صفقة لتبادُل الأسرى...انتهى الاقتباس ..ثم يقول : اسرائيل هي من تَقِف حجر عثرة في الوصول إلى أيّ اتفاق حول إبرام صفقة لتبادُل الأسرى والمعتقلين.انتهى الاقتباس . يعنى نصدق من ؟ يعنى المقاومه تطالب بوقف شامل للحرب وانسحاب الجيش الاسرائيلى بالكامل ثم تبدأ المفاوضات بعد ذلك ..هل يعقل هذا الكلام ؟ وهل ممكن قبول هذا الكلام من الجانب الاسرائيلى ؟ ...يبدو أنكم أنتم الأعلون .. ألم تخبرنا بأن اسرائيل فشلت ولم تحقق هدفا واحدا وهذا يعنى أن المقاومه انتصرت ؟
المُقاوَمة في طريقها إلى النّصر...
الأستاذ : علي او عمو -يا "فول على طول": الحرب التي شنَّتها إسرائيل على الشعب الفلسطينيّ الأعزَل تدلّ على جُبْن الكيان الصهيونيّ المُحتلّ، و يتّضح جُبنه في استهداف المدنيّين و تدمير البُنى التحتية لقطاع غزة، و في الميدان لم يَقْوَ (الجيش الذي لايُقهَر) أن يُحقّق أيّاً من أهدافه المُعلَنة، و منها بالأساس القضاء على حركة حماس التي تُكبِّده يوميّاً خسائرَ فادِحةً في الأرواح و العتاد.. فكُلَّما تعرَّض الجيش الجَبان لهجوم من حركة المُقاومة يُوسِّع نِطاق هجَماته على المدنيّين الأبرياء.. هذا الكيان المُحتلّ يُحارب الشعب و لا يُحارب المُقاومة..