قوى الاستكبار فوق القانون
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الحرب التي تُشنّ على الشعب الفلسطينيّ في قطاع غزة وعلى الشعب اللبنانيّ، هذه الحرب الشعواء الشنيعة الوحشيّة والبربريّة التي تحصد آلاف الأرواح وآلاف المُصابين من المواطنين الأبرياء العُزَّل الآمنين في بيوتهم، في حقيقة الأمر ليست سوى حربٍ تشنّها قوى الاستكبار العالميّة من أميركا ومعظم الدول الغربيّة، التي لا تُخفي مُساندتها لإسرائيل والوقوف معها وإلى جانبها بالمال والسلاح.
فمنذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، أعلنت هذه الدول "العُظمى" أنها مع إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضدّ (الحركة الإرهابيّة) وأبدت استعدادها لفتح جسور من أجل إمدادها بالسلاح لحماية نفسها، ومن هنا يتّضح جلياً أنّ أميركا وغالبية الدول الأوروبية هي مَن سمحت لنشوب هذه الحرب القذرة اللّاأخلاقيّة التي اتخذت مَساراً خطيراً لكونها لا تستهدف المُقاوَمة وإنما هدفها هو تدمير هذين البلديْن وإبادة شعبيهما قصد تنفيذ استراتيجيتها في المنطقة ووضع خريطة جديدة للشرق الأوسط تكون فيها إسرائيل هي الدولة العُظمى الوحيدة التي تضمن لها الحفاظ على مصالحها.
إسرائيل هي الوسيلة التي تستخدمها أميركا والغرب في الوصول إلى مراميها التي خطَّطت لها منذ أمد بعيد، وها هي اليوم تشرع في تنفيذ مُخطَّطاتها. وما صمْتُ العالم عن الجرائم البَشِعة في حق الإنسانيّة التي ترتَكبها إسرائيل في غزة وفي لبنان إلّا دليل قاطع على أنّ معظم دول العالم مع أميركا في تطبيق غاياتها وتحقيق أهدافها في المنطقة.
إقرأ أيضاً: ماذا ينتظر حزب الله؟
لقد أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتيْ اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع المُقال يُوآف غالانت، بينما شهد الأمر تبايُناً أوروبياً بين الالتزام القضائي والتردّد في اتخاذ أي قرار واضح. وفي هذا الإطار أدانت أميركا والعديد من الدول الغربية القرار ورفضت ما قضت به المحكمة الدولية، مما يدُلّ على أنّ وُقوفها إلى جانب إسرائيل ثابت لا يتغيّر وأنها لن تتخلّى عنها رغم كل جرائمها التي تقترفها في حقّ الإنسانيّة، وأنها مستعدّة لإفشال كل قرارات المحكمة الجنائيّة الدوليّة التي أصدرت في حقها.
أميركا والعديد من الدول الغربية الصديقة لإسرائيل تواجه وبكل قوة القضاء الدولي بإبطال قراراته الصادرة في حق مجرمي الحرب في إسرائيل لكون هذا الكيان هو الطفل المُدلَّل لأميركا والغرب ولا يُمكن لأحد كيفما كان المَساس به ولو تعلَّق الأمر بالقضاء الدولي. إسرائيل فوق القانون الدوليّ، تفعل ما يحلو لها دون أيّة مُحاسَبة ولا معاقَبة.
إقرأ أيضاً: وجهان لعملة إسرائيلية واحدة
أميركا من خلال تصرُّفها الجبان تُجاه القانون الدولي تقول للعالم إنّ القانون لم يوجد لِيُطبَّق على إسرائيل ومستحيل أن تُجرى بنوده على كيان تعوّد على خرق كلّ القوانين الدوليّة التي أصدرت في حقّه منذ نشأة “الدولة العبريّة” عام 1948. فقد تنصّلت إسرائيل من كل قرارات الأمم المتحدة التي ترمي إلى حقّ الفلسطينيّين في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المُستقلّة وذات سيادة. هذا التحدّي الصارخ لقرارات مجلس الأمن الدولي راجع إلى الحماية الكاملة لأميركا للكيان الصهيونيّ حتى من سريان القانون الدولي عليه لِكونِه، وبكلّ وضوح، فوق القانون ولا يوجد في العالم من يُجبِره على الالتزام بمُقتضياته.