لماذا إهمال المتقاعدين؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
قال الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان المغربي مصطفى بايتاس إن الإعفاء الكلي للمعاشات والإيرادات العمرية المدفوعة في إطار أنظمة التقاعد الأساسي بنسبة 100 بالمئة، ابتداء من مطلع 2026 “سيكلف أزيد من مليار و200 مليون درهم، وسيستفيد منه 164 ألفاً و744 متقاعداً، وتمثل نسبة المتقاعدين المعفيين المسجلين في الصندوق المغربي للتقاعد حوالى 86 بالمئة".
هذا التخفيض الضريبي على الدخل لا يشمل إلا نسبة قليلة من المتقاعدين. فالمتقاعدون الذين سيستفيدون من التخفيض هم أولئك الذين يتقاضون في راتبهم 14 ألف درهم شهرياً فما فوق وهم قلة قليلة جداً، في حين أن الأغلبية العظمى منهم معفون أصلاً من الضريبة على الدخل، في حين أن المتقاعد ينتظر زيادة في راتبه الهزيل الذي لم يعد يساير الارتفاع المهول الذي تعرفه جميع المواد الضرورية للحياة. إنَّ إعفاء الذين تساوي أو تفوق رواتبهم 14 ألف درهم شهرياً من الضريبة يعني الزيادة في أجور الميسورين وحرمان الفقراء المساكين البؤساء.
إقرأ أيضاً: وجهان لعملة إسرائيلية واحدة
على الحكومة أن تبادر إلى حل المشكلة بما يمكن هذه الفئة من العيش الكريم في وطنها الذي خدمته بكل إخلاص وتفانٍ ونكران للذات، ومراعاة الظروف القاسية التي تعيشها هذه الطبقة الفقيرة من الشعب، وذلك بالرفع من راتبها بقيمة لا تقل عن 2000 درهم شهرياً، كما طالبت بذلك الشبكة المغربية لهيئات المتقاعدين الداعية إلى اعتماد نظام السلم المتحرك للمعاشات، إلى جانب زيادة لا تقل عن 2000 درهم شهرياً في المعاشات، وقد جاء ذلك في بيان صادر عن لجنة التنسيق الوطني للشبكة، مشيرة إلى أن أكثر من 90 بالمئة من هذه المعاشات غير خاضعة أصلاً للضريبة…
والسؤال المطروح بإلحاح، لماذا تم تهميش فئة المتقاعدين من طرف الحكومات المتعاقبة والذين ضحوا تضحيات جسيمة في سبيل الرقي بوطنهم والعمل على تنميته وتقديمه وتطويره ولعقود عدة؟ ولماذا تم تجميد رواتبهم لحقبة طويلة من الزمان؟
إقرأ أيضاً: السلم المتحرك للمعاشات في المغرب هو الحل
المتقاعد المغربي في حاجة إلى عدالة اجتماعية يستفيد من خلالها بحقّه في العيش الكريم في وطنه مثله في ذلك مثل جميع المتقاعدين في العالم. فالدول الديمقراطية في جميع بقاع العالم تولي اهتماماً بالغاً لمتقاعديها وتعترف لهم بالجميل الذي أسدوه لأوطانهم، فحكومات هذه الدول تدرك أن للمتقاعد دوراً أساسياً في التقدم والازدهار الذي تعرفه هذه البلدان، فالـمتقاعدون بالنسبة لهذه الدول هم أولئك الرجال الأفذاذ الذين وضعوا أسس ولَبِنات متينة لتقدمها لتأتي من بعدهم أجيال تمشي على آثارهم وعلى طريقتهم في مواصلة ما بنوه وشيّدوه، فهم قدوة الأجيال الشابة النشيطة التي تخلفهم والتي تسير على نهجهم في العمل الجادّ والجبّار سعيًا وراء السير ببلدها على سكة التطوّر والحداثة في إطار التصنيع والابتكار والاختراع والبحث في فضاء التكنولوجيات المتنوعة التي يعرفها العالم المعاصر، إنها دول تقوم بالاعتناء بمواردها البشرية ولذلك وصلت إلى ما وصلت إليه من تقدم ورفاه في جميع الميادين والمجالات.