هل تخطط إسرائيل لعزل قطاع غزة؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كشفت مراكز بحثية أميركية عن التكلفة المرتفعة التي تحملتها إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة لتركيز قواتها العسكرية في شمال قطاع غزة. وتشير التقديرات إلى أن هذه التكلفة تجاوزت عشرات ملايين الدولارات، مما يعكس إصرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على المضي في تنفيذ خطة الجنرالات المثيرة للجدل.
ووضعت هذه الخطة في أيلول (سبتمبر) الماضي، وتهدف بشكل رئيسي إلى تهجير سكان شمال غزة وتحويل المنطقة إلى ثكنة عسكرية إسرائيلية معزولة، بذريعة منع أي هجمات مستقبلية قد تنطلق من تلك المنطقة.
ووفقاً لصحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، تعتمد الخطة على محاصرة مسلحي حماس في الشمال وقطع جميع المساعدات الإنسانية، لإجبارهم على خيارين: إما الاستسلام أو الموت جوعاً.
ويعبر الفلسطينيون عن مخاوفهم من أن تمتد الطموحات الإسرائيلية لتشمل عزل مدينة غزة نفسها، التي تعرضت أيضاً لدمار كبير منذ اندلاع الحرب، ما يجعل فكرة انسحاب إسرائيلي كامل من القطاع تبدو بعيدة المنال.
وكان وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش قد قال في تصريح إنه يساند إعادة احتلال قطاع غزة وإقامة مستوطنات فيه.
ورغم الجهود الدولية المستمرة لدفع الطرفين نحو وقف لإطلاق النار وتبادل للأسرى، تشير التقارير الأخيرة إلى وجود خلافات كبيرة في وجهات النظر بين حماس وإسرائيل، مما يعيق التوصل إلى اتفاق قبل تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهام منصبه في 20 كانون الثاني (يناير) المقبل.
إقرأ أيضاً: في ذكرى تأسيسها.. حماس بين فكي كماشة الحرب والأزمات
ونشر ترامب في وقت سابق بياناً على صفحته في موقع "إكس"، هدد فيه بأنه إذا لم يتم إطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل تنصيبه، فإن "الجحيم سيحل في الشرق الأوسط". وأضاف: "سيتلقى قادة حماس ضربات أشد من أي ضربات تلقاها شخص في تاريخ الولايات المتحدة الطويل".
ويذكر أن ترامب قد رشح ضمن حكومته وزراء ومسؤولين معروفين بدعمهم غير المشروط لإسرائيل، من بينهم ماركو روبيو، ومايكل والتز، وبيت هيغسيث، وهو ما اعتبره المراقبون دليلاً على توجهاته المتشددة.
ويتزايد القلق في غزة من احتمال منح ترامب حكومة نتنياهو الضوء الأخضر لتنفيذ خططها الرامية إلى الاستيلاء على أجزاء واسعة من شمال القطاع وتحويلها إلى ثكنة عسكرية دائمة، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل توليه السلطة.
إقرأ أيضاً: ماذا ينتظر سكان شمال القطاع؟
ويحذر خبراء من أن استمرار الحرب، التي بدأت في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي، إلى ما بعد تنصيب ترامب، قد يضع غزة في مواجهة مباشرة مع آلة الحرب الإسرائيلية المدعومة من البيت الأبيض.
خلاصة القول: تسعى الأطراف الفلسطينية لطي صفحة الحرب في أواخر أيام جو بايدن بالحكم قبل دخول ترامب للبيت الأبيض في كانون الثاني (يناير) القادم، في ظل ما لمسته الأطراف الفلسطينية من حالة تحفز لدى ترامب تجاه منطقة الشرق الأوسط عامة وفلسطين خاصة، وما يمنحه ترامب من ضوء أخضر لدولة الاحتلال في كل تصريح له. فهل تتمكن فلسطين من تفويت الفرصة على نتنياهو الساعي للحرب بكل قوة وتنتهز آخر أمل متبقٍ للسلام قبل نهاية ذلك العام؟ عموماً، سننتظر جميعاً ما ستفسر عنه الأيام القادمة، بعد أن بات حال الشرق ينقلب رأساً على عقب في يوم وليلة.