سوريا الدولة المتوحشة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بالأمس، أعلنت منظمات حقوقية دولية وأخرى سورية عن اكتشاف مقبرة القطيفة بالقرب من دمشق. واستناداً إلى شهود عيان وآخرين شاركوا في عمليات الدفن، وصور الأقمار الاصطناعية، فإنه يُقدّر أن ما يقرب من 100 ألف جثة قد تم دفنها في هذه المقبرة الجماعية.
المسالخ البشرية في سوريا لم يُكشف منها حتى الآن إلا رأس الجبل الجليدي، وأكبر مقابر سوريا الجماعية لم تُفتح بعد.
لعل الكاتب الفرنسي ميشيل سورا، في كتابه "سوريا الدولة المتوحشة" (قتله وكلاء الأسد في بيروت سنة 1986) كان من أوائل الكتّاب الغربيين الذين أدركوا مشروع الدولة السورية بقيادة الأسد الأب. فقد أشار منذ الثمانينيات الميلادية إلى أن النظام البعثي في دمشق لا يملك أي مشروع آخر سوى السلطة والبقاء في السلطة، ولن يعمل أبداً على بناء أمة أو دولة. وسوف يستخدم كل أدوات القمع والبطش والقتل والإخفاء القسري في سبيل بقاء مشروع اللادولة الذي تبنّاه ليحكم من خلاله سوريا.
لقد سقط النظام الأسدي في دمشق، ولكن لم يسقط داعموه، ولا زال البعض حتى الآن يؤمن بأنه نظام مقاومة وتصدي ودفع ثمن مواقفه السياسية الخالدة!
كثير من الأقليات في سوريا لا زالت متوجسة من التغيير ومن المستقبل، وهي في ظرف تاريخي ونفسي يمكن أن تقبل معه إعادة تدوير النظام أو بعض رموزه. ولذلك؛ فسقوط النظام كمبدأ أو قيمة عُليا، أهم بكثير من سقوطه ككيانات وأشخاص.
إقرأ أيضاً: حزب الله.. قبول ما لا يمكن قبوله!
في ألمانيا، لم تسقط النازية حين سقطت برلين! لقد سقطت حين اكتشف الشعب الألماني هول الفظائع النازية بحق البشرية.
لقد نظم الحلفاء حملات ممنهجة، اطلع فيها الشعب الألماني على معسكرات الاعتقال، وغرف الموت، وغرف الغاز، وغرف الحرق والمقابر الجماعية.
كان المدنيون الألمان يدخلون المعتقلات ويخرجون وهم يبكون. لقد شاهدوا الإبادة الجماعية للبشر، والجثث التي تحولت إلى رماد، والرؤوس المتقلصة، والأجساد العارية التي أكلها الجوع، والعظام البشرية التي تحولت إلى أدوات منزلية. وفي هذه اللحظة، لفظت النازية أنفاسها الأخيرة في قلوب وعقول الألمان.
إقرأ أيضاً: "صيدنايا" الهولوكوست السوري
سوريا السجون والكبتاجون، المقابر الجماعية وغرف القتل، مكابس الجثث وكل الفظائع، يجب أن يشاهدها العالم والعرب والسوريون المخدوعون بأكذوبة المقاومة والممانعة وفلسطين.
المحاكمات يجب أن تكون عاجلة وعلنية وعادلة. يجب أن لا يُنتظر حتى تكتمل القائمة، يجب فقط أن تبدأ، وعندها سوف تسقط كل أحجار الدومينو تباعاً.
نورنبيرغ النسخة السورية سوف تصدم العالم.