فضاء الرأي

أمل عائلات الأسرى ومستقبل الصفقة

تجدد أمل الأمهات الفلسطينيات بأن يستعيد الأسرى حريتهم
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، وفي ظل الفرحة العارمة التي تعم أوساط العائلات الفلسطينية بإطلاق سراح أبنائها من سجون الاحتلال، يتزايد الأمل لدى عائلات الأسرى في أن تواصل حماس صفقة تبادل الأسرى، لتسمح لأبنائهم بالعودة إلى بيوتهم والاحتفال بشهر رمضان مع عائلاتهم.

وأكثر ما يبعث الأمل لدى أهالي الأسرى هو زيارة وفد من قيادة حركة حماس برئاسة خليل الحية إلى القاهرة، ولقائه مع المسؤولين المصريين، ومن ثم التباحث في مجريات تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى واستشراف مفاوضات المرحلة الثانية منه، وهنا أكد وفد قيادة الحركة على موقفه الواضح بضرورة الالتزام التام والدقيق ببنوده ومراحله كافة، بحسب بيان لحماس.

ومؤخراً، جرى التوافق أيضاً على اتفاق لحل مشكلة تأخير الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الذين كان يجب إطلاق سراحهم في الدفعة الأخيرة، على أن يتم إطلاق سراحهم بشكل متزامن مع جثامين الأسرى الإسرائيليين المتفق على تسليمهم خلال المرحلة الأولى، بالإضافة إلى ما يقابلهم من النساء والأطفال الفلسطينيين.

وهنا تجدد أمل الأمهات الفلسطينيات، اللواتي سيطرت عليهن الفرحة بخروج أبنائهن من سجون الاحتلال، كما تجدد الأمل لدى الفلسطينيين، خاصة وأن قيادة حماس ستكون مستعدة لمواصلة صفقة تبادل الأسرى، بما يسمح لأكبر عدد ممكن من الأسرى الفلسطينيين باستعادة حريتهم.

إقرأ أيضاً: الفلسطينيون والهدنة وضبط النفس

وككل أم وزوجة وابنة، ينتظر أهالي الأسرى الفلسطينيين تنفيذ المرحلة الثانية لصفقة التبادل، خاصة بعد أن انتهت آخر عملية تبادل لهذه المرحلة في اليوم السادس عشر لبدء تطبيق الاتفاق.

ورغم إعلان حماس استعدادها لاستكمال الصفقة، ينتظر الوسطاء موقف إسرائيل بشأن استكمالها، خاصة مع تلويح نتنياهو بالعودة إلى الحرب، بعد تعيين رون ديرمر، وزير الشؤون الإستراتيجية، رئيساً للوفد بدلاً من رئيس الموساد دافيد برنياع، وتحييد دور رئيس الشاباك رونين بار، مما يهدد بالتأكيد استكمال الصفقة.

ربما ترفض حماس مفاوضات المرحلة الثانية بسبب الشروط التعجيزية التي تفرضها إسرائيل، خاصة وأن هذه الشروط تهدف إلى استكمال مشروع تهجير أهالي غزة خارج القطاع، واستمرار الحرب، وكذلك إقصاء حماس سياسياً، وهو ما رفضته الحركة، لا سيما الشرط الأخير، حيث تسعى في المقام الأول إلى البقاء على رأس السلطة، وهو ما ترفضه إسرائيل، متذرعة بهذا الشرط لاستكمال حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني وزيادة معاناته.

وبالتأكيد سترفض حماس خروجها من المشهد السياسي، لتظل آمال الأهالي والأمهات بخروج أبنائهم وذويهم من سجون الاحتلال معلقة على قبول الحركة لشروط إسرائيل، وكذلك على تعنت الاحتلال تجاه أي تسهيلات للحركة، وإصراره على إقصاء حماس نهائياً. ويبقى انتظار الفرج من قبل العائلات، سواء بخروج أبنائهم أو بانتهاء الحرب، مجرد أمنيات في ظل التعنت المتبادل بين حماس وإسرائيل.

إقرأ أيضاً: متى تكتمل فرحة أهالي الأسرى الفلسطينيين؟

ويظل مشروع التهجير واللعب بأعصاب الفلسطينيين ومستقبلهم، وتنفيذ مشروع الاستيطان في غزة، هدفاً إسرائيلياً لن يموت، خاصة في ظل وجود نتنياهو على رأس السلطة، الذي لا يريد خيراً للفلسطينيين. وفي ظل رفض حماس إقصاءها عن المشهد، ومع استمرار جهود الوسطاء العرب، كمصر وقطر، لإنهاء معاناة الفلسطينيين وعودة الهدوء إلى القطاع ووضع حد للحرب، يظل الأهالي متمسكين بأمل عودة أبنائهم من سجون الاحتلال، وكذلك الرجوع إلى بيوتهم وحياتهم، حتى لو عاشوا على ركام.

وفي النهاية، هل ستسفر الأيام القليلة المقبلة عن شروط جديدة لاستكمال صفقة الهدنة وعودة الأسرى؟ هل ستستجيب حماس لشروط إسرائيل بشأن عودة الأسرى؟ وهل ستتبع تل أبيب سياسة جديدة قائمة على المرونة من أجل استعادة أسراها، أم ستصل الصفقة إلى طريق مسدود من جديد؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف