انتفاضة غزة: قول الحق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ما يحدث في غزة ليس مفاجئاً وليس غريباً ويجب أن لا يكون كذلك أبداً. فالصبر الشعبي يصل مداه، والاحتقان يتفجر، ولا بد للمصدور أن ينفث.
ربما لم يعد ضرورياً انتظار سقوط حركة حماس في قطاع غزة لنعرف رأي الفلسطينيين بها، فقد بدا الشعب الفلسطيني في القطاع يعبر عن رأيه بكل جرأة وشجاعة، وخرج في مسيرات مناهضة للحركة وبصوت واضح ومرتفع هذه المرة.
فالنزيف الدموي في القطاع لم يتوقف، وبعد خمسين ألف ضحية ومئة ألف جريح، صار لا بد للشعب الفلسطيني أن يخرج عن صمته ويقول قول الحق الذي يجب أن يستمع له الجميع. والعواطف الشعبية العربية التي حفزتها وسائل الإعلام الشعبوية الراكضة نحو تحصيل المشاهدات العالية كانت ذات دور سلبي في استمرار النزيف الفلسطيني. والتحليلات العاطفية التي بثها جنرالات الشاشة كانت سبباً في استمرار عتمة نظر حركة حماس، التي ظنت أن تلك التحليلات تعني نصراً مؤزراً لها.
لم تخسر حركة حماس النصر الذي وعدت به تحليلات المحللين، بل ستخسر حكمها لقطاع غزة، إذ يبدو أن لا عودة لحكمها في القطاع، وهذه حقيقة بدأ يصوغها الغزيون بأصواتهم عبر مسيراتهم المناهضة لحكم حماس، ولا شك أنهم مستعدون لكل التضحيات الممكنة لتحقيق ما خرجوا من أجله.
إقرأ أيضاً: المعايير المغلوطة للنصر والهزيمة
ستحاول حركة حماس إحباط المسعى الشعبي المناهض لها، وقد تستخدم السلاح ضد المتظاهرين العزل، فإن نجحت حماس في ذلك، فمعنى هذا أنه تم بدعم إسرائيلي مباشر. وهذا لن يكون أمراً غريباً. فلم يعد خافياً أن حماس كانت صنيعة المخابرات الإسرائيلية في بداية الانتفاضة الأولى عام 1987، لكي تكون الأداة الأقوى لضرب الحركة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية بصورة خاصة. كذلك كان سكوت إسرائيل على انقلاب حماس ضد السلطة الفلسطينية عام 2007 سكوتاً مشبوهاً، وما جرى بعد ذلك من دعم إسرائيلي لسلطة حماس بتمويل خارجي لم يعد مصدره سراً لحكم حماس في غزة، يشير إلى أن إسرائيل ربما منعت السلطة الفلسطينية من استعادة حكم غزة بالقوة. وظلت استراتيجية إسرائيل، وبصورة خاصة منذ عودة بنيامين نتانياهو للحكم عام 2009، إبقاء حماس قوية وإدامة حكمها لقطاع غزة لمواصلة إضعاف السلطة في رام الله.
كان بنيامين نتانياهو صاحب فكرة توريد التمويل الخارجي بقيمة ثلاثين مليون دولار شهرياً إلى حماس، وكانت الأموال تصل نقداً وعداً إلى تل أبيب، وتنقلها حكومة بنيامين نتانياهو مباشرة إلى حماس، التي كانت تستخدمها للتسلح وبناء الأنفاق، وليس لتنمية القطاع ومساعدة أهله.
الذي كان بين نتانياهو وحماس ربما كان أكثر من مجرد تعاون، بل يمكن تسميته بأنه "تحالف الأضداد"، وكل طرف كانت له مصلحته في هذا التحالف، الذي استمر بالتمويل الخارجي تحت سمع وبصر القوى العربية والإقليمية. وقد كانت حماس هي أداة إسرائيل الصلبة في تحطيم عملية السلام وتبخر مشروع حل الدولتين، وظل بنيامين نتانياهو يعلن أنه لا يجد شريكاً فلسطينياً حقيقياً للتفاوض معه.
إقرأ أيضاً: إلى متى يظل الوعي مفقوداً؟
والآن، مع استمرار الحرب واستمرار المظاهرات المناوئة لحركة حماس في القطاع، لماذا يجب أن تخرج حماس من حكم غزة ومن كل غزة؟ فقد حكمت حماس غزة بالحديد والنار، واستخدمت الدين للترغيب والترهيب وفرض سلطتها وثقافتها وتوجيه القطاع في الاتجاه الذي تريده الحركة بما يناسب مصالح إيران وإسرائيل، التي تقاطعت أيضاً مع مصالح بعض القوى الإقليمية الأخرى.
عندما لم يعارض الغزيون حماس في بداية الحرب، لم يكن ذلك يعني تماسك الأرضية التي تقف عليها حماس، ولم يكن يعني تلاحم الشعب والحركة، بل كان مجرد خوف ورهبة بعد صدمة القصف الإسرائيلي. أما الآن، وبعد أن جرب الغزيون حالة الهدنة لأكثر من شهرين، فقد استجمعوا شجاعتهم ليقولوا كلمتهم بالصوت العالي، وينطلقوا لأجل مصلحتهم ومصلحة الأجيال المقبلة. كما أن ما شجع الغزيين على الانتفاضة ضد حماس هو نقمتهم على الحركة وميليشياتها، التي ظلت مختبئة طوال أيام الحرب، وخرجت أيام تسليم المخطوفين كما لو كانت في استعراض النصر. وعندما تجدد القصف، وبدأ الفلسطينيون المدنيون يتساقطون بينما الميليشيات مختبئة، انفجر الغزيون في مظاهرات عفوية ضد الظلم والاستبداد الحمساوي.
تصاعد الغضب الشعبي الفلسطيني ضد حماس كان نتيجة اقتناع الناس بأن المقاومة المسلحة على طريقة حماس لم تحقق أي إنجاز لمصلحة الفلسطينيين، بل على العكس أعادت الاحتلال إلى القطاع. وما يحدث الآن يعكس حالة الإحباط العميقة لدى الغزيين، الذين اكتشفوا إخفاقات الحركة، سواء في الحكم أو في القتال.
إقرأ أيضاً: بعد صمت المدافع.. أي نصر وأي هزيمة؟
لقد شاهد أهالي غزة ميليشيات حماس تخطف المساعدات وتتاجر بها. وشاهدوا الميليشيات تختبئ بين النساء والأطفال وفي المستشفيات والمدارس، وهذا دفع الناس للانفجار في وجه الحركة بهذا الشكل الذي نراه الآن.
لا شك أن هناك من لا يريد الخير لفلسطين ولا لشعب فلسطين، وقد تم استخدام الشعب الفلسطيني كثيراً ليكون أداة لخدمة مصالح أطراف خارجية باتت معروفة، لا تريد للسلام أن يعم، ولا تريد للخير أن يصيب الشعب الفلسطيني، لأن السلام والخير لا يخدم مصالحها.
الشعب الفلسطيني يستحق حياة أفضل، وأهل غزة بالذات يكفيهم ما أصابهم من موت ودمار. لقد حان الوقت لتعود الحياة إلى قطاع غزة، ويتم إعمارها وإعادتها إلى الحياة، وتحويلها إلى ريفييرا الشرق الأوسط لأجل مصلحة شعبها وشعوب الشرق الأوسط.
وأخيراً، لا ننسى قوله تعالى: "ولكل أمة أجل، فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون"، فهل حان أجل حماس في غزة؟
التعليقات
دخوا التبريرات الهوائية جانبا
صالح -ليتكم تمحصتم قليلا قبل اصدار احكامكم. اولا من الممكن ان تكون اسرائيل مستفيدة من وجود حماس في السلطة وتحكم غزة وهذا الامر قد يكون وارد ولكن اسرائيل لم تصنع حماس لان شعب غزة انتخب حماس في ٢٠٠٦ في انتخابات عامة وشفافة وجاؤا بحماس لتحكمهم. وفي ٢٠٠٧ اظهرت حماس للعالم باسره اجرامها عندما انقلبت على فتح وشاهدنا على شاشات التلفزيون كيف كان افراد حماس يسحلون الفتحاويين الى الشارع ويطلقون عليهم الرصاص ومع احترامنا لشهداءفتح(وكأنهم احقر من كلاب) ,يتبع
كان سكوت إسرائيل على انقلاب حماس ضد السلطة الفلسطينية عام 2007 سكوتاً مشبوهاً
صالح -ولماذا كان سكوت اسرائيل مشبوها؟ابسط انسان يعرف ان اسرائيل فرحة لانها تريد تدمير الطرفين ولكن الامر المشبوه ان الدول العربية لم تشكم حماس على افعالها الاجرامية بحق اخوتها الفلسطينيين, وكانت حماس تتقاذف الهجمات الخفيفة مع اسرائيل طيلة السنيين الاخيرة وتقوم الاخيرة بالرد المناسب للهجمة وبعد توسط مصر ودول عربية اخرى تكون هدنة ولم تحترم حماس اي من هذه الدول التي توسطت لان اجرامها كان مدعوم من ايران وقطر ولا ندري لماذا لم يفصح الكاتب عن الدول التي دفعت حماس لتقوم بتدمير غزة بيد اسرائيل, القاصي والداني يعلم ان ايران وقطر تقفان وراء حماس ولانعرف على وجه التحديد قصد قطر من دعمها ولكن من لايرى ان ايران تريد خراب العرب فهو اعمى البصيرة
سقوط مبرر حماس اخوكم الصهيوني نتن ياهو لا يريد فلسطينيين بفلسطين،،
بلال -سقوط مبرر حماس يا فتحاويين اخوكم الصهيوني نتن ياهو لا يريد فلسطينيين بفلسطين، النتن ياهو: إسرائيل ستزيد من "الضغط" العسكري، وحماس ستنزع سلاحها وقيادتها ستغادر قطاع غزة حتى تبدأ "خطة ترامب" ل "الهجرة الطوعية" للفلسطينيين من غزة: "هذه هي الخطة. نحن لا نخفيها."
اين اشاوس فتح ، مشغولون بتعقب احرار الضفة وقتلهم
بلال -خطوة جديدة على طريق ضمّ الضفة.صادق المجلس الوزاري الصهيوني المصغّر على فتح نفق بين بلدتي العيزرية والزعيم تمهيدا لضمّ مستوطنة معاليه أدوميم إلى القدس، وهو المشروع الذي تأجّل مرارا من قبل الحكومات السابقة. عنوان "يديعوت" للخبر:"الهدف: السيادة في يهودا والسامرة".العدو يجاهر بمشاريعه التوسّعية دون رادع، أما "جيش التحرير الفتحاوي" فمشغول بمطاردة المقاومة في الضفة وهجاء "حماس" ودعوتها للاستسلام على طريقته "التاريخية"، من دون أن ينسى قصف ذلك العدو ببيان ثوري بين حين وآخر!!
لا يزال الاحتلال يبهر الفتحاويين،،
بلال -إذاعة جيش العدو: وزير جيش العدو المجرم يسرائيل كاتس معقّبا على إحراق المستوطنين منازل ومركبات الفلسطينيين في قرية دوما بالضفة: "لا أُعرّف ذلك كإرهاب، من الجيد أنني ألغيت أوامر الاعتقال الإداري للمستوطنين"
مرضى نظرية المؤامره
فول على طول -كفى تعليق أسباب فشلكم وتمزقكم وارهابكم على الأخرين ...متى تخجلون ومتى تنضجون ومتى تتحملون المسئوليه ؟ حكاية ان اسرائيل سبب تشرذمكم وسبب الفتنه بينكم سبب مخبول ...متى تخجلون ؟ كان الله فى عون اسرائيل والمفروض تشكرونهم على ما تقوم به من القضاء على ارهابيينكم لكن لا تملكون الحد الأدنى من الخجل ..بل فقط نكران الجميل . انتهى
جماعة حراسة المشروع الاستيطاني القومي الصهيوني و التنسيق الامني ،،
بلال -منطق عصابة رام الله "الفتحاوية": المقاومة "ارتهان للأجندات الخارجية"، أما "التنسيق الأمني" مع العدو والصمت العملي (الكلام مسموح) على الاستيطان المتصاعد والقتل والتدمير، فهو "تغليب للمصالح الوطنية"، و"حراسة للمشروع الوطني". دلّونا على سقوط معجون بالمزايدة أسوأ من هذا ، في التاريخ.
بالمناسبة الحمساوية بشر و فلسطينيه ومسلمين يا فتحاويه ،،
بلال -البعض يتعامل مع حماس، وعائلاتهم، وأطفالهم وكأنهم ليسوا فلسطينيين. يتعامل معهم وكأنهم لم يتعرضوا للإبادة، وكأنهم سبب الإبادة، ولا يعلم أنهم قدّموا لفلسطين أضعاف ما قدّمت سلالته وسلالة عائلته.إن كنت لا ترغب في تحرير الوطن، وتريد أن تورّث الأجيال القادمة احتلالًا أكثر تجبرًا ، فهؤلاء يريدون تحرير الوطن ليمنحوا الأجيال القادمة أملاً ومستقبلاً، يعيشونه كما تعيشه باقي الشعوب.وإن كنت تطمح إلى حكم ذاتي، فهؤلاء استغلّوا الحكم الذاتي للمقاومة، لا لبطاقات الـVIP. ولا أعلم من أين تأتي هذه الاستحقاقية لدى البعض، ليتحدث وكأنه أكثر فلسطينية من غيره!