غزة تنزف من جديد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عندما أنهت الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها الخامس عشر ولم يُحقق الكيان الصهيوني أياً من أهدافه المُعلنة، التي تتجلى في القضاء على حماس واسترجاع الأسرى بالقوة، اندفعت أميركا للضغط على قطر ومصر من أجل الدخول في وساطة تفضي إلى تبادل الأسرى ومواصلة المفاوضات حول وقف إطلاق النار والسماح لدخول المساعدات الإنسانية لأهالي غزة المُحاصرين منذ سنوات.
تم الاتفاق وبدأ تبادل الأسرى والمحبوسين في سجون الاحتلال على أمل أن يتم ذلك على مراحل، إلا أن الكيان عرقل مسار المفاوضات وتنصل من كل ما اتفق عليه.
وها هي إسرائيل تعود ثانية إلى استئناف الحرب على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، دون أن تُعير أي اهتمام لصفقة الرهائن التي تعهدت بها، وبدأت بشن الشوط الثاني من حربها الشعواء على المدنيين الأبرياء العزل، حيث تقوم بقصف عشوائي للسكان والمباني السكنية يسفر عن تدمير مُمنهج لكل مقومات الحياة، فتستهدف المواطنين في الخيام والمآوي وفي الشوارع كما تستهدف بالطائرات وقذائف الدبابات والمدافع المستشفيات وسيارات الدفاع المدني والطواقم الطبية والمرضى والمصابين. كما شددت إسرائيل حصارها على القطاع ومنعت دخول المساعدات الإنسانية وعملت على تجويع الفلسطينيين الذين يعانون من انعدام الأغذية ومياه الشرب والأدوية والوقود لإنقاذ أرواح من بقي منهم على قيد الحياة.
إقرأ أيضاً: فلسطين بين الاحتلال والمقاومة
قامت الإدارة الأميركية الجديدة بإعطاء الضوء الأخضر من جديد لإسرائيل لاستكمال إبادتها الجماعية للمواطنين في غزة، رغبة منها في تحقيق أهدافها التي لم تُحققها في المرحلة الأولى من حربها الهمجية، والمتجلية في قتل الفلسطينيين والقضاء على حركة حماس، سعياً وراء طمس القضية الفلسطينية إلى الأبد.
مجازر جديدة تُرتكب على مرأى ومسمع المجتمع الدولي والصمت الرهيب للأمة الإسلامية والعربية، لا أحد يتحرك لإجبار الكيان الإسرائيلي على وقف عدوانه على شعب لا يسعى سوى إلى تحرير أرضه من مُحتل غاشم جاثم على رقاب المواطنين الأصليين منذ أكثر من سبعة عقود.
إقرأ أيضاً: استئناف الحرب في غزة أكذوبة رئيس
لقد انخرطت قطر ومصر في مساعي الوساطة بين حماس والكيان الصهيوني، دون جدوى جراء تعنت وغطرسة الكيان وإصراره على المضي قدماً في حربه الفاشية على شعب أعزل.
والسؤال المطروح وبإلحاح، هو لماذا وقف الوسطاء العرب عاجزين عن إرغام الكيان الإسرائيلي على الالتزام بالصفقة التي قبل بها ولم يفِ بتنفيذها؟