ردّاً على كلّ من يقول إنّ حماس هي السبب في إزهاق أرواح المدنيين في غزة، لهؤلاء أقول: إنّ حماس هي حركة تحرّرية تدافع عن أراضيها المحتلة منذ أكثر من سبعة عقود. لم يكن طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) هو الذي أشعل الحرب بين الكيان الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية المقاومة، وإنما السبب الرئيس هو الاعتداءات المتكرّرة للقوات الإسرائيلية على أهالي فلسطين في الضفة الغربية والقدس الشريف، من خلال الاقتحامات المتتالية للمدن والبلدات وتهجير السكان وهدم البيوت واعتقال الشباب بالمئات، ما دفع حركة حماس إلى الهجوم على القواعد الصهيونية في غلاف غزة ردّاً على ما يقوم به الاحتلال في ربوع فلسطين المحتلة.
لا تحتاج إسرائيل إلى ذرائع لتحقيق أهدافها من وراء جرائمها التي تقترفها في القطاع والضفة. فأهدافها واضحة وجلية، فهي ترمي إلى التهجير القسري للفلسطينيين والاستيلاء على الضفة والقطاع وتوسيع رقعة إسرائيل (إسرائيل الكبرى)، ومن يقول غير ذلك فهو واهم.
لمّا لم تستطع إسرائيل تحقيق أي نصر في حربها الشعواء، وعندما تكبّدت خسائر فادحة في أرواح جنودها وعتادها، لجأت إلى سلك طريق المفاوضات تغطيةً على فشلها في تحقيق أهدافها من الحرب.
وها هو الكيان يعود إلى استئناف الحرب ضارباً عرض الحائط كل ما تم الاتفاق عليه مع حماس، الشيء الذي يدلّ على أنه لا يرغب في السلم ولم يكن يوماً أهلاً له.
أما فيما يتعلق بحكم غزة، فتصريحات مسؤولي حماس واضحة لا لبس فيها في هذا المجال، فهي تريد قطع الطريق أمام الكيان باستعدادها للتخلي عن حكم غزة، حيث طرحت فكرة تشكيل إدارة وطنية للقطاع، هذه الإدارة التي ستتألف من شخصيات مستقلة وكفاءات قادرة على إدارة القطاع في المجالات الخدمية، الصحية، والمدنية.
التعليقات