في الأسبوع الماضي، استأنفت إسرائيل عملياتها البرية المكثفة في قطاع غزة، وسط تصاعد مستمر في وتيرة القصف والمعارك داخل المناطق المأهولة بالسكان. وعلى الرغم من الخسائر البشرية المتزايدة يوماً بعد يوم، يبدو أن هذه العمليات لا تلوح لها نهاية في الأفق، وسط مشهد دموي ومعاناة إنسانية غير مسبوقة.

في ظل هذا الواقع المؤلم، يطرح العديد من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة تساؤلات مشروعة: إلى متى ستستمر هذه المعاناة؟ ومتى تنتهي دوامة الدماء والدمار؟ والأهم من ذلك، أين هي القيادة التي تضع مصلحة الإنسان الفلسطيني فوق أي اعتبارات سياسية أو عسكرية؟

إقرأ أيضاً: لا إعمار في ظل سيطرة حماس

يرى كثيرون أن استمرار القتال والمواجهات لا يخدم سوى إطالة أمد الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع منذ سنوات، بل ويزيد من عزلة غزة وتدمير بناها التحتية، فضلاً عن الأثر النفسي والاجتماعي العميق على الأجيال القادمة.

يتساءل البعض: ألا ترى قيادة "حماس" حجم المعاناة التي يعيشها الناس يومياً؟ ألا تسمع صرخات الأطفال تحت الأنقاض وآهات المرضى الذين لا يجدون دواءً أو مأوى؟ إن الشعب الفلسطيني، في جوهره، يتطلع إلى حياة كريمة، إلى مستقبل أكثر استقراراً وأمناً، وإلى قيادة تضع أولوياته فوق كل اعتبار.

إقرأ أيضاً: تصعيد إسرائيلي يُنذر بتوسع النزاع

إنَّ تطلعات الناس في غزة أصبحت واضحة؛ فهم يريدون قيادة مسؤولة، عقلانية، وواقعية، تُنهي عزلة القطاع وتفتح له أبواب الأمل والتنمية، بعيداً عن الحسابات الضيقة والمغامرات العسكرية التي أثبتت على مرّ السنين أنها لا تؤدي إلا إلى المزيد من الضحايا والمآسي.

ما بين العدوان المستمر، والتشظي الداخلي، يظل الشعب الفلسطيني في غزة هو الخاسر الأكبر، في انتظار بصيص أمل يأتي بقيادة جديدة، تضعه في قلب القرار، وتمنحه حقه في الحياة، السلام، والكرامة.