تكبدت إسرائيل في غزة خسائر فادحة في الأرواح وعتادها الحربي، رغم مساندتها من قبل الولايات المتحدة ومعظم الدول الغربية، وقد عملت القوات الإسرائيلية المدعومة بأحدث الأسلحة كل ما في وسعها للخلاص من فصائل المقاومة، التي ترى أنها تشكل تهديدًا لأمن دولتها، ولكن دون جدوى، ممَّا جعل الولايات المتحدة تتدخل لدى دولتي قطر ومصر للضغط على حركة حماس وإجبارها لخوض مفاوضات مع إسرائيل من أجل إبرام اتفاقية وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. الشيء الذي يبرهن على استنفاد الكيان الإسرائيلي لكل قواه للانتصار على فصائل المقاومة في القطاع.
لا تزال إسرائيل تهدد بالعودة إلى الحرب ما لم تطلق حماس ما تبقى من أسرى لديها، وقد لجأت إلى اختراق ما تم الاتفاق عليه من خلال قصفها من حين لآخر للمواطنين في مواقع عدة من القطاع.
إقرأ أيضاً: لماذا معاداة حركات المقاومة؟
ورغم تهديدات الكيان الصهيوني بالعودة إلى الحرب من جديد، فمن الواضح أنه لا يستطيع ذلك، لأنه تلقى هزيمة نكراء لم يسبق لها مثيل أمام حركة حماس، ذلك أن جيشه يعارض تصريحات رئيس الوزراء والموالين له من اليمين المتطرف لإدراكه باستحالة الانتصار في القطاع ووعيه بكون فصائل المقاومة على أتم الاستعداد والجاهزية لخوض الحرب لأشهر طويلة بل لأعوام.
فتصريحات رئيس وزراء إسرائيل لا تغدو أن تكون غطاء لهزيمته وسعيه إلى استعادة بعضًا من سمعته التي فقدها عندما قبل بصفقة إطلاق الأسرى التي عرّت كل تصريحاته الكاذبة أثناء الحرب التي كان يعد من خلالها الجمهور الإسرائيلي بالنصر والقضاء على حماس واسترجاع الأسرى بالقوة.
إقرأ أيضاً: انحياز أميركي لن يجلب الاستقرار
خسرت إسرائيل الحرب ولن تعود إلى شنها من جديد لأنها تعلم علم اليقين أنها لن تربحها ما دامت المقاومة بخير وما دام الشعب في القطاع مصرًا على الصمود والوقوف إلى جانب مقاومته الباسلة، رغم كل التدمير الذي تعرض له القطاع ورغم الآلاف من الشهداء والجرحى الذين قدمهم هذا الشعب المقدام فداء لوطنه.
التعليقات