بعد السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023، أيدت أميركا ومعظم الدول الأوروبية إسرائيل في شن الحرب على غزة والانتقام من حركة حماس، التي خططت ونفذت من خلال طوفان الأقصى هجوماً على القواعد الإسرائيلية، فقتلت وأسرت العديد من الإسرائيليين.
قدمت أميركا والعديد من الدول الأوروبية مساعدات لا محدودة لإسرائيل، من أموال وأسلحة حديثة ودعماً استخباراتياً ولوجستياً، وأمام صمت العالم، وبالخصوص الدول العربية والإسلامية، أمام هذا الغزو الصهيوني الهمجي، تطورت الحرب إلى إبادة جماعية للشعب الفلسطيني الأعزل أمام أعين العالم، في الوقت الذي وجدت الأمم المتحدة نفسها عاجزة عن إيقاف تدمير القطاع وقتل متعمد للأطفال والنساء والشيوخ.
تدخل الرئيس المنتخب دونالد ترامب، قبل تسلمه السلطة، واتفق مع الكيان الإسرائيلي على وقف الحرب وفسح المجال أمام الوسطاء للسير في سبيل اتفاقية تبادل الأسرى.
إقرأ أيضاً: هدف ترامب من تهجير غزة
صرح ترامب، قبل وبعد تسلمه الحكم، بأنه سيعمل على إخماد نيران الحرب وتغيير وجه الشرق وجعله يعيش في أمن واستقرار. فقد قال ترامب إنه سيوقف ما وصفها بالفوضى في الشرق الأوسط، كما سيوقف الحرب في أوكرانيا ويمنع اندلاع الحرب العالمية الثالثة، دون أن يفصح عن كيفية القيام بكل ذلك.
في نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي، وبعد أيام من تنصيبه رسمياً، أفصح الرئيس ترامب عن خطته الرامية إلى تهجير الغزيين من أراضيهم بحجة أنها أصبحت مدمرة وغير قابلة للعيش، نحو أراضٍ لائقة في دول عربية مجاورة على رأسها مصر والأردن، زاعماً أن خطته سوف تلقى ترحيباً من أهالي غزة الذين سيكونون "سعداء للغاية" لمغادرة القطاع المحاصر والمهدم نحو أماكن أخرى.
إقرأ أيضاً: غزة ليست هي الضفة
من الملاحظ أن رئيس أكبر دولة في العالم يتناقض في كلامه، ففي الوقت الذي أعلن فيه أنه يعمل على تحقيق السلم والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، يعود فيتحدث عن تهجير الفلسطينيين من أرضهم ووطنهم؛ علماً أن الاستقرار في المنطقة لن يتأتى إلا بحل القضية الفلسطينية التي هي جوهر القضايا، ودون تسويتها، لن تعرف المنطقة أي استقرار، لم يدرك الرئيس الأميركي أنه في حالة عدم تقرير مصير الفلسطينيين، بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، فلن يكون هناك لا سلم ولا أمن ولا استقرار في الشرق الأوسط.
التعليقات