كان انسحاب إسرائيل من قطاع غزة في آب (أغسطس) 2005، حيث تم سحب جميع قوات أمنها وإخلاء مستوطناتها، وترك القطاع في يد حركة حماس التي تدير شؤونه وتدبر أمره. قام الاحتلال بعد أحداث السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023، بشن حرب شعواء انتقامية على المدنيين في القطاع، فقتل الآلاف من المواطنين الأبرياء وجرح منهم الآلاف، كما قام بتدمير شبه كامل لغزة. إلا أن الكيان وجد مقاومة شرسة من حماس، مما أجبره على الرضوخ لشروط الحركة والقبول باتفاقية وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى من كلا الجانبين والانسحاب من القطاع.

أما في ما يتعلق بالضفة الغربية، فالأمر مختلف تماماً، فقد قام الاحتلال بقصف المدنيين وقتل العديد منهم وجرح الكثير واعتقال المئات، وفرض سيطرته على مدن وبلدات ومخيمات عديدة، دون أن يجد أي رادع يجبره على الكف عن ممارساته الهمجية، بالإضافة إلى وجود "السلطة الفلسطينية" إلى جانبه في كل ما يقوم به، من خلال “التنسيق الأمني” الذي يربط الكيان بـ”السلطة” التي تدعمه في رصد تحركات المقاومين وتنحية العديد منهم واعتقال الكثيرين.

فلو تنصلت "السلطة" من تنسيقها مع الكيان ووقفت إلى جانب كتائب المقاومة، لما استطاعت إسرائيل أن تستمر في غطرستها واستباحتها للقطاع وأهاليه.