دعا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الجمعة إلى "ضبط النفس" مع تصاعد الأعمال القتالية في اليمن، متجنبا الانحياز لأي طرف بين السعودية والإمارات، الشريكتين الرئيسيتين لواشنطن.
وقال روبيو في بيان "نحض على ضبط النفس ومواصلة الجهود الدبلوماسية بما يفضي للتوصل إلى حل دائم"، مضيفا "نحن ممتنون لشركائنا، المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة، على قيادتهم الدبلوماسية".
وكان المجلس الانتقالي الجنوبي اليمني، والذي يحظى بدعم من أبوظبي، قد رفض دعوة سعودية لسحب قواته من مناطق سيطر عليها في وقت سابق من ديسمبر/ كانون الأول، قائلا إنه سيواصل تأمين محافظتي حضرموت والمهرة بشرق البلاد.
وكانت طائرات المملكة العربية السعودية قد شنّت، الجمعة، غارات جوية استهدفت مواقع لقوات موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة حضرموت شرقي اليمن.
وقال المجلس الانتقالي، في بيان، إن القصف الجوي "لن يخدم أي مسار تفاهم، ولن يثني شعب الجنوب عن المضي نحو استعادة كامل حقوقه".
وأكد "انفتاحه على أي تنسيق أو ترتيبات تقوم على أساس ضمان حماية أمن ووحدة وسلامة الجنوب، ومنع عودة التهديدات الأمنية، وبما يلبي تطلعات وإرادة شعبنا الجنوبي، والمصالح المشتركة مع الأشقاء في المملكة".
وفي وقت سابق، ذكرت قناة "عدن المستقلة" التابعة لـ"المجلس الانتقالي" في منشور على موقع فيسبوك أن "سلاح الجو السعودي قصف مواقع لقوات النخبة الحضرمية في وادي نحب بحضرموت".
ونقلت وكالة فرانس برس عن مصادر في المجلس الانتقالي الجنوبي أن ثلاث غارات جوية قد نُفّذت.
وفي بيان لاحق، أفاد المجلس بأن سلاح الجو السعودي شنّ غارتين على قوات النخبة الحضرمية التابعة له، "الأولى عند الساعة الثامنة صباحاً، والثانية عند الساعة 9:15" بتوقيت اليمن.
وقال مسؤول عسكري تابع للمجلس في حضرموت إن الغارات تركزت على وادي نحب، "الذي شهد خلال الساعات الماضية عملية أمنية لقوات النخبة الحضرمية لملاحقة مجموعات قبلية يقودها عمرو بن حبريش المدعوم من السعودية".
وأشار المسؤول إلى أن "بن حبريش غادر الوادي أمس نتيجة العملية الأمنية".
- قصة الوحدة اليمنية، ولماذا تعود مطالب الانفصال من جديد؟
- التحركات العسكرية في حضرموت: انقسام داخلي أم تضارب مصالح خليجية في اليمن؟
- حضرموت اليمنية… كيف تحولت من مملكة تاريخية إلى ساحة تنافس إقليمي؟
الرياض: تحركات أحادية للمجلس الانتقالي
وأكدت السعودية أن التحركات العسكرية التي نفذها المجلس الانتقالي في محافظتي حضر موت والمهرة تمت دون تنسيق، وأدت إلى "تصعيد غير مبرر أضر بمصالح الشعب اليمني والقضية الجنوبية وجهود التحالف".
وأوضحت أنها عملت، بالتعاون مع دولة الإمارات ورئيس مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، على احتواء الموقف عبر حلول سلمية، شملت إرسال فريق عسكري سعودي – إماراتي مشترك لترتيب عودة قوات المجلس الانتقالي إلى مواقعها السابقة، وتسليم المعسكرات للجهات المختصة تحت إشراف التحالف.
وشددت الرياض على استمرار جهودها لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه، داعية المجلس الانتقالي إلى إنهاء التصعيد والخروج العاجل من المحافظتين.
وأكدت أن القضية الجنوبية ستُحل عبر الحوار ضمن إطار الحل السياسي الشامل، مع تجديد دعمها لرئيس مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في اليمن.
وكان المجلس الانتقالي الجنوبي قد أعلن مطلع ديسمبر/كانون الأول توسيع سيطرته على مناطق واسعة في جنوب اليمن، ليبسط نفوذه على معظم الأراضي التي كانت تشكل دولة اليمن الجنوبي السابقة بين عامي 1967 و1990، قائلاً إن عملياته تهدف إلى طرد "الإسلاميين" ووقف عمليات التهريب لصالح جماعة الحوثيين المدعومين من إيران، الذين يسيطرون على صنعاء وأجزاء واسعة من شمال البلاد.

دعم خليجي ومصري لمساعي التهدئة
إقليمياً، قالت وزارة الخارجية الإماراتية، الجمعة، إن الإمارات ترحب بالجهود التي تبذلها السعودية لدعم الأمن والاستقرار في اليمن، مؤكدة التزامها بدعم كل ما يسهم في تعزيز الاستقرار والتنمية في البلاد.
وجاء في البيان أن الإمارات "ثمّنت دور المملكة في خدمة مصالح الشعب اليمني وتحقيق تطلعاته المشروعة نحو الاستقرار والازدهار"، مشيرة إلى أن ذلك ينعكس إيجاباً على أمن المنطقة وازدهارها.
وفي السياق الخليجي، أعربت كل من قطر والكويت والبحرين وسلطنة عُمان عن دعمها للجهود السعودية والإماراتية الرامية إلى تعزيز السلم والأمن والاستقرار في اليمن.
من جانبها، أكدت الحكومة المصرية، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، موقفها الثابت الداعم للشرعية في اليمن، وحرصها على وحدة البلاد وسيادتها وسلامة أراضيها.
وشدد البيان على أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية وصون مقدرات الشعب اليمني، بما يهيّئ الأرضية اللازمة لاستعادة الاستقرار في اليمن والمنطقة، ويضمن حرية الملاحة في البحر الأحمر.
وفي السياق نفسه، أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اتصالاً هاتفياً مع نظيره اليمني شياع الزنداني، تناول تطورات الأوضاع الراهنة والجهود الإقليمية لخفض التصعيد، مجدداً ترحيب القاهرة باتفاق تبادل الأسرى في اليمن، باعتباره خطوة تمهّد لاستئناف مسار التسوية السياسية.
بدوره، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى "تجنب التصعيد في اليمن والتمسك بوحدة البلاد، محذراً من أن هذه التطورات "تزيد من تعقيد الأزمة اليمنية وتضر بمبدأ وحدة التراب اليمني".
ووفق بيان صادر عن جامعة الدول العربية، جدّد أبو الغيط التأكيد على "الموقف العربي الموحد" الداعم لوحدة اليمن وسيادته وأمنه وسلامة أراضيه، ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية، مع استمرار دعم الحكومة اليمنية الشرعية بقيادة مجلس القيادة الرئاسي.
كما دعا أبو الغيط الأطراف اليمنية، ولا سيما المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى الالتزام بخفض التصعيد وعدم المساس بوحدة البلاد، وتجنيب الشعب اليمني مزيداً من التداعيات السلبية.
- ماذا يعني أن تعيش على وجبة واحدة يوميًا؟
- الملحن اليمني محمد الحقوم تحدث لترندينغ عن مشروعه "سيمفونيات تراثية" لإيصال الموسيقى اليمنية للعالمية
- بدر أحمد في بلا قيود: اليمن حاصرته لعنة الجغرافيا
- قوات موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي باليمن تسيطر على مواقع نفطية في حضرموت
- كيف يواجه اليمنيون المجاعة المحدقة في بلادهم؟

























التعليقات