عندما أجمعت أميركا ومعظم الدول الغربية على شن حرب على غزة، كانت تعلم أن هذه الحرب ستؤدي إلى دمار شامل وسيترتب عنها قتل وجرح الأبرياء العزل في القطاع وتشريد العديد من الأهالي عن بيوتهم، ومع ذلك أيدت إسرائيل في الاستمرار في جرائمها الفظيعة علها تقتلع جذور المقاومة وعلى رأسها حركة حماس التي تعتقد أنها تشكل تهديدًا للوجود الصهيوني في فلسطين.

جميع البلدان الغربية ضد الحركات المقاومة في فلسطين وفي لبنان والعراق وغيرها، لكونها رافضة للسياسة الاستعمارية التي تنهجها هذه الدول في المنطقة، والتي تسعى إلى الإبقاء على الأنظمة التي قامت بتنصيبها من أجل حماية ورعاية مصالحها، وفي نظرها، فحركات المقاومة تشكل خطرًا على الأنظمة المنضوية تحت لواء السياسة الأميركية والغربية، ولما لم تقوَ القوات الإسرائيلية على القضاء على حركة حماس في القطاع، لجأت إلى سلك سبيل الوساطة لإنهاء هذه الحرب عبر مفاوضات واتفاقيات، ولكن ما يزعج هذه الدول الغربية منها والعربية هو اليوم التالي من الحرب، فهي تسعى جاهدة إلى تحييد حركات المقاومة والوقوف ضدها في تولي زمام الأمور في المنطقة، ولذلك تحاول إزاحتها من قاموس السياسة وترغب في إسناد الحكم إلى من يتماشى وسياستها بعيدًا عن هذه الحركات وبعيدًا حتى عن الديمقراطية التي ترى فيها خطرًا داهمًا على مصالحها التي لا يمكن أن ترعاها إلا أنظمة تصنعها على مقاسها.

وعليه، فإن أميركا والدول الغربية ومعهما الدول العربية لا يهنأ لها بال حتى تقيم حكمًا في غزة ينسجم مع رغبتها ويسير وفق سياستها.