مؤتمر بغداد..تطلعات عراقية بمواجهة مصالح دولية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الجامعة العربية : الحكيم أساء فهم موقف موسى
مؤتمر بغداد..تطلعات عراقية بمواجهة مصالح دولية
المالكي: على فرنسا ان تدعم التجربة السياسية
خليل زاد مستعد للقاء الإيرانيين والسوريين
إجتماع حول العراق في القاهرة مطلع الشهر المقبل
الفضائية العراقية تعلن إعتقال أبو عمر البغدادي
إجراءات أمنية جديدة حيال اللاجئين العراقيين
علاوي يحذر من ترد يهيئ العراق لنهاية مريعة
تأكيدات شيعية على ظهور الصدر في كربلاء
عمار الحكيم: لن نسمح لموسى بالتدخل في شؤوننا
الحكيم: سنقاوم محاولات حرف مؤتمر بغداد
بوش لإسقاط محاولات بيلوسي لسحب القوات من العراق
الشيعي العراقي: مواقف موسى تثير الفتن وأعمال العنف
المالكي يوقف تعامل حكومته مع القوات البريطانية
إنسحابات وتكتلات جديدة تضعف الإئتلاف الشيعي
الجلبي: السعودية وإيران ركيزتا توازن مصالح المنطقة
أسامة مهدي من لندن : تبدأ في بغداد اليوم اجتماعات أول مؤتمر إقليمي دولي من نوعه يعقد في العراق الجديد وسط تضارب مصالح دول مشاركة فيه لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية قد لا تصل اليها لكن الاهم الذي يمكن ان يسفر عنه هو فتح ابواب هذا البلد امام اجتماعات اعلى مستوى تعيد العراق بقوة الى المجتمع الدولي وسط مخاوف قوى عراقية مشاركة في الحكم من محاولة الدفع باتجاه تدويل القضية العراقية تعتقد انها ستسحب البساط من تحت سلطتها .. في حين اعربت الجامعة العربية عن استيائها من الهجوم الذي شنه الائتلاف الشيعي الموحد وقادته ضد امينها العام عمرو موسى .الموقف الرسمي العراقي
يقول رئيس الوزراء نوري المالكي إن عقد هذا المؤتمرعلى مدى يوم واحد في بغداد دليل على عودة العراق إلى محيطه العربي والدولي واستقرار العملية السياسية في البلاد. كما اشارت مستشارته للشؤون الخارجية مريم الريس في حديث مع "إيلاف" من بغداد ان المؤتمر لن يقتصر على مناقشة الأوضاع الأمنية في العراق وإنما سيتعداها إلى تقديم الدعم السياسي والإقتصادي والإعلامي لهذا البلد الذي يواجه الإرهاب الذي قالت إن خطره لن يبقى محصورًا في العراق وإنما في جميع الدول الإقليمية إذا لم يتم إتخاذ إجراءات عملية للقضاء عليه في العراق.
وأضافت أن أهمية المؤتمر تكمن في أنه الأول على هذا المستوى الإقليمي والدولي الذي ينعقد في بغداد وبحضور عربي من الجامعة العربية ومصر والبحرين إضافة إلى دول الجوار العربية. ووجهت نداءً إلى الدول المشاركة في المؤتمر دعتها فيه إلى الإدراك بأن النجاح في القضاء على الإرهاب في العراق سينقذ هذه الدول من تمدد عملياته إليها وبما ينعكس بشكل إيجابي على الأوضاع فيها كما سينعكس على العراق أيضًا.
الموقف الاميركي
ومن جانبه اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم إنه ينتظر من ايران وسوريا ان تساعدا الحكومة العراقية محذرا في الوقت نفسه من اثارة اي اضطرابات في العراق . وقال بوش "رسالتنا الى السوريين والايرانيين لن تتغير خلال ذلك اللقاء.. وهي اننا ننتظر منكم ان تساعدوا هذه الديمقراطية الفتية وسندافع عن انفسنا وعن شعب العراق ازاء الاسلحة التي يتم شحنها .. واننا سنحمي انفسنا ونساعد الشعب العراقي في حماية نفسه من اولئك الذين قاموا بقتل الابرياء لتحقيق اهداف سياسية".
كما قال السفير الأميركي في بغداد زلماي خليل زاد الذي سيرأس الوفد الأميركي إلى مؤتمر بغداد لمحطة "سي ان ان" ان الولايات المتحدة قد تجري محادثات ثنائية مع ايران. وقال في مقابلة مع المحطة التلفزيونية الاميركية "اذا اعتبرنا ان لقاء ثنائيا (مع ايران) من شأنه ان يكون مفيدا فسنكون مستعدين لعقد هذا اللقاء (...). واضاف "قلنا مرات عدة انه اذا كان هذا الامر مفيدا فنحن مستعدون للجلوس مع الايرانيين والتحدث عن العراق". واوضح "حصلت على الموافقة لهذا الامر قبل عام تقريبا ولكن لم نتمكن من اللقاء اما بسبب جدول زمني غير مناسب (...) واما لان الايرانيين لم يكونوا مستعدين للمشاركة".
وكان قد اكد ممانعته لقاء المسؤولين الإيرانيين والسوريين في لقاء اخر أجرته معه شبكة "ايه بي سي" التلفزيونية. وقال "إنني لا أمانع في لقاء الإيرانيين والسوريين للتأكيد على المواقف الأميركية بشأن سبل وضع حد لأعمال العنف في العراق. وأضاف أنه يجب أن نقول لهم أولاً إن عليهم وقف تهريب الأسلحة التي تعبر الحدود وتستخدم ضد قوات الإئتلاف في العراق وذلك بوقف دعمهم للميليشيات التي تهدد إستقرار العراق وتزيد من حدة المصاعب فيه.
الموقف الايراني
وقد شكك رئيس مجلس صيانة الدستور الايراني احمد جنتي باهداف المؤتمر وقال "ان بعض دول المنطقة والدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي تسعى من خلال مشاركتها في مؤتمر بغداد الى سحب السلطة من ايدي الشعب العراقي في اشارة الى القوى الشيعية وتقديمها الى جماعات اميركية او الى تلك التي ترتبط بها". واضاف ان المشاريع الاميركية في المنطقة قد فشلت لذا فان واشنطن عمدت الى بث الفرقة والخلاف بين الشيعة والسنة تنفيذا لمشاريعها الاستعمارية".
زعيم الائتلاف الشيعي الحاكم
ودعا السيد عبد العزيز الحكيم زعيم الائتلاف الشيعي الحاكم خلال كلمة في حشود الزائرين لمدينة كربلاء لإحياء مراسم اربعينية الامام الحسين جميع الاطراف الدولية والاقليمية المشاركة في المؤتمر الى التحلي بالروح الايجابية الرامية الى تعزيز الايجابيات والانجازات الكبيرة التي تحققت بتضحيات العراقيين ودمائهم النازفة . وحذر من خطورة أي مسعى لتجاوز تلك المنجزات الوطنية كما ظهر من كلام الامين لجامعة الدول العربية كما ننبه الى خطورة فرض اهداف اقليمية او دولية خاصة تتعارض مع مصلحة العراقيين وتتجاوز ارادتهم".
كما طالب جميع الدول الاقليمية والمجتمع الدولي بممارسة الدور الايجابي في المجالات الثقافية والاقتصادية والسياسية من اجل مساعدة العراق على النهوض من جديد . وقال "اننا نعتقد ان نهوض العراق وتحقيق الامن فيه سينعكس ايجابيا على الامن والسلام الاقليمي والعالمي وقد اثبتت السنوات الاربع الماضية ان عدم الاستقرار في المنطقة كان سببه اضطراب الوضع في العراق وهذا الامر يدعو الجميع الى التفكير الجدي بتحمل المسؤولية التضامنية لتحقيق الامن في العراق" .
واكد في هذا المجال ضرورة قيام تعاون اقليمي في المنطقة من اجل مكافحة الارهاب الذي يستهدف جميع دول المنطقة وشعوبها وان كان العراق وشعبه اليوم هو الهدف الرئيس لهذا الارهاب وان الشعب العراقي يدفع الضريبة الكبرى لهذه المعركة . واضاف ان هذا الارهاب قد استهدف الشيعة والسنة والعرب والاكراد والتركمان والمسلمين والمسيحيين وكل المكونات العراقية ولذلك لابد من تظافر جميع الجهود من اجل مكافحته وعدم الانجرار الى مخططاته الرامية الى إحداث الاقتتال الطائفي في العراق "
وعبر الحكيم عن القلق الكبير من تبلد اجواء المنطقة بالازمات الخطرة المهددة للسلام والامن فيها في اشارة الى الصراع الاميركي الايراني مؤكدا ضرورة اللجوء الى الحوار السياسي من اجل حل المشكلات الناجمة بين القوى الاقليمية نفسها او بينها وبين القوى الدولية. وقال " نعتقد ان اللجوء الى القوة في حل المشكلات القائمة لن يؤدي الاّ الى المزيد من المشكلات الاضافية التي لن يدفع ثمنها سوى شعوب المنطقة".
آراء اعضاء مجلس النواب
ومن جهتهم رأى أعضاء في مجلس النواب العراقي أن عقد مؤتمر بغداد غدًا هو بمثابة إعتراف دولي بضرورة مساعدة العراق للخروج من أزمته ودعمه أمنيًا واقتصاديًا وسياسيًا ويعد إعترافًا بسيادته، ودعوة دول الجوار إلى الحوار بشفافية حول الأزمة العراقية والتعرف إلى المشاكل الحقيقية التي يعانيها المواطن العراقي جراء التدخل الخارجي في شؤونه الداخلية.
وأشاروا خلال تصريحات في بغداد اليوم إلى أن الإستجابة الدولية بحضور المؤتمر ومناقشة أزمة العراق إعترافٌ من قبل الدول المشاركة بالحكومة الوطنية والعملية السياسية ودور العراق في المنطقة .وأوضحوا أن العراق سيمثل بشكل قوي في المؤتمر وسيستمع ممثلو الدول المشاركة إلى رؤيته حول أزمته. وقالوا إن الوفد العراقي سيطرح ورقة عمل تدعو إلى بذل الجهود المشتركة من دول الجوار والدول المؤثرة في المنطقة للعمل بمراقبة الأمم المتحدة نحو دعم إستقرار العراق والإعتراف بسيادته وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.
موقف حزب الفضيلة
ومن جهته قال حزب الفضيلة الاسلامية الذي انشق عن الائتلاف الشيعي هذا الاسبوع إن تدهور الوضع السياسي في العراق غير ناجم عن خلافات مباشرة بين الحكومة العراقية وبين دول الجوار وانما هو ناجم اساسا عن صراعات سياسية متعددة الاطراف اقليمية - دولية ولكن ميدانها هو العراق وبعض ادواتها هي قوى سياسية عراقية .
واضاف في بيان الى "إيلاف" ان الدول العربية تخشى التمدد والنفوذ الايراني في العراق وعلى حد قولها مما يشكل تهديدا خطرا لمصالحها , وسوريا وايران تخشيان من الوجود الاميركي في العراق خصوصا وانهما قد ادرجتا ضمن محور الشر على حد تعبير الولايات المتحدة الاميركية . واعرب عن الامل في ان يحقق هذا المؤتمر نتائج ايجابية ملموسة تؤدي الى استقرار الوضع السياسي في العراق وتبعا له بالطبع الوضع الامني . لكنه تساءل عن مدى امكانية تحقيق ذلك "خصوصا وان الملفات المتنازع عليها بين الدول التي اشرنا اليها شائكة وقد لا تمتلك مساحات مشتركة تهيئ الارضية لتحقيق تفاهمات بينها كما ان هناك علامات استفهام حول الملزمات القانونية التي ترافق التوصيات والمقررات التي سينتهي اليها المؤتمر والتي تلزم الدول المشاركة في المؤتمر بها خصوصا".
.. عن مؤتمر بغداد الدولي
سيكون المؤتمر الذي ينعقد غدًا إجتماعاً للوكلاء وكبار الموظفين في وزارات الخارجية للدول المجاورة للعراق وسط إهتمام وطني وإقليمي وعربي ودولي نظرًأ لأنه سيكون الأول الذي سيعقد في العاصمة العراقية. فقد بادرت الحكومة العراقية إلى دعوة السفراء المعتمدين للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن لحضور الإجتماع حيث وافقت جميع الدول المجاورة، تركيا، إيران، سوريا، الأردن، السعودية والكويت، إضافة إلى مصر والبحرين على حضوره وأيضًا جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة الأمم المتحدة. وعقد الإجتماع ضمن آلية مؤتمرات دول الجوار العراقي حيث عقد حتى الآن تسعة اجتماعات كان آخرها في تموز (يوليو) الماضي في طهران .
وقد عملت الدبلوماسية العراقية طوال الأشهر الماضية بدأب من خلال اللقاءات الثنائية والجماعية والإتصالات الثنائية المباشرة والتفاوض مع الأطراف الدولية لتحقيق رغبة الحكومة في عقد الإجتماع في بغداد. وقد تكللت هذه الجهود بالنجاح في ضمان مشاركة الجميع. ويتطلع العراق إلى أن يحقق الإجتماع نتائج عملية وآليات متابعة لضمان تعاون دول الجوار الإيجابي والبناء لمساعدة الحكومة في تأمين الأمن والإستقرار والرفاهية للشعب العراقي وتجنب التدخل في شؤونه الداخلية .ومن المتوقع عقد مؤتمر لوزراء خارجية الدول المشاركة في مؤتمر بغداد خلال شهر نيسان (أبريل) المقبل على المستوى الوزاري، يعتقد أنه سينعقد في تركيا .
الجامعة العربية : الحكيم أساء فهم موقف موسى
أعرب الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي عن استغرابه تصريحات زعيم الائتلاف العراقي الشيعي الموحد عبد العزيز الحكيم التي هاجم فيها الجامعة واتهم دولا عربية بمساندة الإرهاب. وأكد بن حلي في تصريحات صحافية حرص الجامعة على دعم وحدة العراقيين رافضا التشكيك بمواقفها. وأضاف أن الجامعة تقدر الحكيم باعتباره زعيما سياسيا . واشار إلى أن قائمة الائتلاف العراقي أساءت فهم التصريحات الأخيرة للأمين العام للجامعة عمرو موسى المتعلقة بالوضع في العراق. وكان الحكيم قد حذر امس في كلمة أمام ملايين الزوار الشيعة الذين يحيون أربعينية الإمام الحسين في كربلاء الأطراف الإقليمية والدولية من فرض أجندة تتعارض مع مصلحة العراق. وانتقد تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى واتهم دولا عربية لم يسمها بمساندة الإرهاب في العراق.
وجاء هجوم الحكيم ضد موسى بعد يوم من رفض الائتلاف الشيعي لدعوة موسى تدويل القضية العراقية معتبرا انها مثيرة للفتن والعنف داخل البلاد .وقال الائتلاف في بيان له إن كلمة موسى تعتبر تدخلا سافرا في الشأن الداخلي العراقي وتجاهلاً لمسيرة الشعب العراقي في المضي قدماً لبناء دولة ديمقراطية حرة والانجازات النوعية التي تحققت خلال السنوات الاربع المنصرمة . واضاف انه فوجئ بموقف الامين العام الداعي الى إلغاء تلك الانجازات كافة والعودة بنا الى المربع الاول والذي يفترض به ان يكون ومن موقع مسؤولياته وما تمليه عليه طبيعة منصبه من واجبات ازاء الدول العربية ان يكون اكثر حرصاً وايجابية . واستنكر ما اسماه بالمواقف غير المسؤولة لموسى والتي تتسبب وبشكل كبير في اثارة الفتن واعمال العنف داخل العراق وتسوغ الاسباب لها. واعرب عن الامل في الا تلقي بظلالها القاتمة على مؤتمر بغداد ولا تؤثر سلباًفي الجهود المخلصة المبذولة من اجل الخروج بقرارات حاسمة تدعم العملية السياسية وما انتجته من برلمان وحكومة .
وكان موسى دعا خلال اجتماع وزراء خارجية الدول العربية في القاهرة مطلع الاسبوع الحالي الى تدخل دولي لإنهاء ما اسماها بمخاطر الحرب الطائفية في العراق وحدد عدة نقاط لتحقيق التسوية فيه منها الاستناد إلى قاعدة المساواة في المواطنة وإصدار قوانين تضمن التوزيع العادل للثروة وتعديل الدستور لتصفيته من أي شوائب تهدد مستقبل الاستقرار في العراق، وتفكيك جميع الميليشيات الحزبية والمذهبية والعرقية.
وقد رد على ذلك وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري مؤكدا أن الحكومة العراقية تعارض الجهود الرامية إلى إشراك مجلس الأمن الدولي في خطط تهدف إلى وقف العنف في العراق وقال إن العراقيين هم المعنيون فقط بحل أزمتهم. واضاف زيباري ان هناك اقتراحات بتدويل القضية العراقية، وهو أمر مرفوض تماما من الجانب العراقي، لافتا إلى أن الحكومة العراقية حكومة منتخبة وهي قادرة على التعامل مع الوضع في العراق .
وكان وزراء الخارجية العرب قد وجهوا دعوة بعد انتهاء اجتماعهم في القاهرة الأحد إلى الحكومة العراقية لتعديل الدستور وإلغاء القوانين التي تسببت في تحقيق ما وصفوها بأفضلية للشيعة والأكراد، واتهموها أيضا بالمسؤولية عن العنف الطائفي في البلاد . كما طالب الوزراء حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي بقبول هذه التوصيات في مقابل حصولها على تأييد الدول العربية الكامل للمؤتمر الإقليمي المقرر عقده في بغداد غدا السبت . ومن بين توصيات الوزراء العرب الاخرى توسيع العملية السياسية بحيث تشمل أطرافا أخرى ومواجهة التوترات الطائفية وإجراء إصلاحات دستورية وضمان توزيع عادل للثروة .