شيكاغو: اكد كل من المرشحين الديموقراطيين هيلاري كلينتون وباراك اوباما الفوز بعد انتخابات "الثلاثاء الكبير". ورغم ذلك ينبغي عليهما، مع عدم تسجيل اي منهما تقدما حاسما على الاخر، الاستمرار في الحملة لاسابيع طويلة سعيا لانتزاع ترشيح حزبهما للانتخابات الرئاسية الاميركية. وفي الجانب الجمهوري كان الفوز بترشيح الحزب في متناول جون ماكين (71 عاما) الذي فاز في تسع ولايات بينها الولايتان الرئيسيتان كاليفورنيا ونيويورك. لكن خصميه ميت رومني ومايك هاكابي ممثلي اليمين المحافظ دافعا جيدا عن حظوظهما بفوزهما معا ب12 ولاية.

ونتيجة ذلك، فضل ماكين الذي حصل حتى الان على دعم 604 مندوبين في مقابل 244 لرومني و128 لمايك هاكابي، الغاء زيارة مقررة لاوروبا نهاية الاسبوع الحالي ولا سيما لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون للتركيز على الحملة.

وفي الجانب الديموقراطي، اعتبر هاورد ولفسون مسؤول الاعلام في حملة هيلاري كلينتون ان الامور قد تحسم في اللحظة الاخيرة. واوضح ان "الذين يحلمون بمعركة خلال المؤتمر العام للحزب (في آب/اغسطس في دنفر كولورادو) بسبب عدم تسجيل اي من المعسكرين تقدما واضحا، قد يحصلون على ما يحلمون به".

وحصلت كلينتون حتى الان على دعم 900 مندوب في مقابل 824 لاوباما مع فوز الاولى في الانتخابات في ثماني ولايات والثاني في 13 ولاية. وباشر المرشحان على الفور حربا اعلامية وسعى كل منهما الى الدفع للاعتقاد انه يتمتع بدفع كبير قبل المراحل المقبلة في السباق الى الفوز بترشيح الحزب الديموقراطي.

ويعتبر كثير من الخبراء ان المبارزة الديموقراطية ستستمر حتى انتخابات ولايتي تكساس واوهايو الكبيرتين في الرابع من اذار/مارس او حتى انتخابات بنسيلفانيا في نيسان/ابريل. وقال باراك اوباما للصحافيين "شهر ونصف شهر فترة طويلة جدا في السياسة بشكل عام. ومن المؤكد انها فترة طويلة في هذه الحملة بالذات"، مضيفا "نحن على ثقة بان الرياح مؤاتية لنا".

واعرب خبير الاستراتيجيا في فريقه ديفيد اكسيلورد عن ارتياحه "الكبير" الى "الدفع" الذي شكلته نتائج الثلاثاء. ويمكن ان يصبح اوباما الذي جمع مبالغ قياسية قدرها 32 مليون دولار خلال كانون الثاني/يناير المرشح الاوفر حظا بعدما كان طوال الحملة في المرتبة الثانية.

فهو يلقى دعما من شخصيات مرموقة وباشر تقدما منتظما في استطلاعات الرأي. لكن هذا الدفع لم يسمح له بالفوز في ولايات رمزية جرت فيها انتخابات الثلاثاء مثل كاليفورنيا وماساتشوستس، لكنه قد يساعده في الولايات التي ستشهد انتخابات الاسبوع المقبل مثل لويزيانا وولاية واشنطن ونبراسكا ومن ثم ماين وفي مقاطعة كولومبيا (مدينة واشنطن) ومنطقتها (ميريلاند وفيرجينيا).
وفيما اظهر فريق اوباما تفاؤلا حذرا، اكثر فريق كلينتون من المعانقات واشارات الفوز.

قال تيري ماكوليف رئيس فريق حملتها "الكل متفق على ان هذه الامسية هي امسية هيلاري، لقد فازت في الولايات الكبيرة كاليفورنيا ونيوجيرسي ونيويورك". واضاف "لديها كل الموارد للمحافظة على قدرتها على المنافسة"، مستبعدا ان يكون الفرق في الاموال التي جمعت عاملا حاسما بين المرشحين.

والقدرة على شراء مساحات لبث الدعاية المتلفزة ستكون حاسمة. ورغم ذلك، سيواصل المرشحان المنهكان جولاتهما في ارجاء البلاد، فتنتقل كلينتون الخميس الى فيرجينيا واوباما الى لويزيانا.

التعليقات