الضاحية منكوبة وأهلها يطالبون بالثأر

..وفي اليوم السادس الحرب مستمرة
الضاحية منكوبة وأهلها يطالبون "بالثأر" من إسرائيل

إقرأ أيضا

حزب الله الصورة وسوريا الإطار وإيران الظل

جبهة الخلاص تهاجم سياسة النظام السوري المغاِمرة

الإخوان الأردنيون يباركون عمليات حزب الله ضد إسرائيل

بوتين مرتاح لقمة مجموعة الثماني

شيراك لنزع سلاح حزب الله في اسرع وقت

مقتل ثمانية مدنيين كنديين في جنوب لبنان

رايس لا تستبعد الانتقال الى الشرق الأوسط لمحاولة حل الأزمة

روسيا تشطب 10 مليارات دولار من ديونها على العراق

عمليات اجلاء الرعايا الاجانب مستمرة من لبنان

اسرائيل تحذر رعاياها من عمليات خطف في البلدان العربية

المروحيات الإسرائيلية تهاجم مقر الزهار بغزة

نسرين عزالدين من بيروت: "مؤمنون بالله، وبالسيد حسن نصر الله". هذا هو لسان حال أهل الضاحية الجنوبية التي تعيش أعنف هجوم إسرائيلي عليها. الضاحية الجنوبية لم تعد تشبه نفسها، فالمباني في حارة حريك مدمرة بشكل كامل خصوصاً في منطقة المربع الأمني حيث تتواجد مكاتب ومقر الأمانة العامة لحزب الله. وكان القصف الإسرائيلي قد دمر مبنى تلفزيون المنار الذي توقف عن البث لبعض الوقت أمس ليعود إلى الهواء مجددا. لكن الانقطاع لم يكن نتيجة القصف وإنما نتيجة الاحتياطات والخطط البديلة التي تتخذها هذه المحطة من أجل مواصلة البث. أمس أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن المعركة مع إسرائيل باتت معركة الأمة، معركة ستحدد مستقبل العلاقات والوجود. فإما القوة أو الذل الأبدي. اتجاه جديد في خطب وبيانات الحزب، لكنها قناعة قديمة لمؤيدي وداعمي هذا الحزب، فهم ما دأبوا يؤمنون انهم يخوضون معارك الأمة العربية بمواجهة إسرائيل.

الضاحية الجنوبية منكوبة، وجنوب لبنان منكوب. وإسرائيل لم توفر أي من الأساليب لتدمير لبنان... فدمرت الجسور والمرافىء ومحطات الكهرباء والمطار ومحطات الوقود وبدأت أمس خطة تدمير المؤسسات، كمعامل البناء ومصانع الغاز. لكن الأمر لم يتوقف هنا، فقصفت جنوب لبنان باسلحة محرمة دوليا ومنها القنابل العنقودية وقنابل غازية، وتم الإعلان عن هذا الخرق رسميا بعد ان تاكدت الحكومة اللبنانية من ما تردد، وتردد ايضا ان اسرائيل تستخدم صواريخ محرمة دوليا في الضاحية الجنوبية لبيروت.

لا يعرف اهالي الضاحية النوم، ففي حال لم تتساقط الصواريخ واحدة تلو الاخرى فان القلق والتأهب كفيلان بإبقائهم مستقيظين...
إنه اليوم السادس للعدوان الاسرائيلي وبيروت تربض تحت غيوم كثيفة سوداء نتيجة الدخان المتصاعد من الضاحية والجنوب والمطار وكل المناطق التي تتعرض للقصف.

" أين نذهب" يقول احد سكان منطقة حي السلم التي هي الاقرب من منطقة الضاحية الى مطار بيروت الدولي."منزلنا الاخر في الجنوب، وكل اقاربنا يقطنون في الضاحية. لن نذهب بالطبع الى مدرسة او اي من المراكز المعدة للنازحيين، لاننا سنتعرض للذل". هو يتمنى الموت في منزله "لست افضل ممن قتلوا ولا افضل من جيراني. جميعنا هنا، الله يحمينا".

حارة حريك وبعض اطراف الغبيرية وصفير - أي المنطقة المعروفة بالمربع الأمني - أخليت من السكان منذ اليوم الاول.
منطقة المشرفية الاقرب الى الشياح - الخط والطيونة-والتي تعرضت للقصف اكثر من مرة ما زال معظم سكانها في منازلهم . فهم يعتبرون ان القصف يطال الخط الذي يؤدي الى الضاحية الجنوبية وان المنطقة آمنة الى حد ما من التدمير كما هو حال حارة حريك، وان كان البعض لا يبدي هذا التفاؤل فاسرائيل لا تميز بين مناطق عسكرية ومناطق مأهولة بالسكان. أحد سكان منطقة المشرفية يقول لـ إيلاف" هم لم يقصفوا سوى البنى التحتية والمدنيين... المربع الامني لا يعتبر حتى منطقة عسكرية هم اغبياء قتلة. فلا اعتقد اننا بمأمن ربما غدا يخطر لهم قصفنا والله اعلم".
هو يؤمن ان حزب الله والسيد حسن "سيرد لنا كرامتنا ويأخذ بثأرنا... نحن نريده ان يقوم بذلك ".

التطورات الميدانية
قصف حزب الله ومنذ ساعات الفجر الاولى بعشرات صواريخ الكاتيوشا مدينة عكّا ومستعمرة نهاريا. واعلن الجيش الاسرائيلي عن سقوط عشرات الصواريخ على منطقة الجليل الأعلى الشرقي قرب طبرية.

وكان حزب الله قد قصف امس مصفاة حيفا للنفط ومحطة قطارات ومني الاقتصاد والسياحية الاسرائيلي بخسائر فادحة. من جهته جدد الطيران الاسرائيلي غارته على الضاحية الجنوبية هذا الصباح وقصف منطقة حارة حريك وبئر العبد. كما قصف ميناء بيروت واندلعت فيه النيران اضافة الى ميناء الجميل في منطقة الدورة.

كما قصفت الطائرات الحربية شرق لبنان وشماله امس ما ادى الى مقتل 13 شخصا، ودمرت احدث موجة موقعين للجيش اللبناني على ساحل لبنان الشمالي مما ادى الى قتل تسعة جنود لبنانيين وإلحاق اضرار بمنازل مسؤولين في حزب الله في شرق البلاد وقتل خمسة اشخاص في أكثر من 40 هجوما. كما تعرض مطار بيروت الدولي امس لغارات جديدة استهدفت خزانات الوقود.

اما في الجنوب فان القرى ما تزال تتعرض للقصف المتكرر والمتواصل، وبلغت حصيلة قتلى أمس على مدينة النبطية والقرى المحيطة17 قتيلا.

وماتزال مجزرة قرية مروحين تتردد أصدائها في لبنان، فهذه القرية التي انذرتها اسرائيل بضرورة اخلائها وحين قرر الاهالي اللجوء الى مقر القوات الدولية الى الامم المتحدة رفضوا استقبالهم بحجة انهم لا يريدون تكرار مجزرة قانا. وتركت الاهالي يهيمون على وجوههم من دون حتى ايصالهم باليات الامم المتحدة الى القرى المجاورة، فقرروا القيام بتلك المبادرة فقصفتهم اسرائيل وقتل 23 شخصا بينهم شيوخ واطفال ونساء حرقا.

رئيس مجلس النواب نبيه بري حمل الامم المتحدة مسؤولية هذه المجزرة وذكر بمجزرة قانا موضحا ان الامم المتحدة طالبت اسرائيل - بعد مجزرة قانا- بالتعويض عن مقرها فقط. لكن اسرائيل لم تدفع ... فسامحتها.

لبنان يتحضر ليومه السادس .. وأهالي الضاحية والجنوب يطالبون حزب الله بالرد العنيف على اسرائيل. وما يحمله هذا اليوم من تصعيد او تهدئه رهن بالساعات المقبلة.