كتَّاب إيلاف

حتى في الموسيقى.. صوت الطبل أعلى من صوت القانون

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

(اطمئن يا امي انا بخير)...تلك هي الكلمات الصحفي الشهيد ( كاوا كرمياني ) الاخيرة لوالدته بعد ان تلقى اكثر من 10 رصاصات غادرة في مختلف أنحاء جسمه وهو يتلفظ انفاسه الاخيرة، مساء يوم الخميس المصادف 5/12/2013 عندما فتح (مجهولون) نيران اسلحتهم اللعينة عليه بشكل مباشر امام انظار والدته وزوجته الحامل التي عاشت يتيمة بعد ان انفل النظام العراقي البائد عائلتها وقتل والدها.
شارك (كرمياني) قبل اغتياله بيومين مع زملائه وممثلي المجتمع المدني في مدينة السليمانية , شارك في وقفة احتجاجية لمطالبة الجهات المسؤولة بالاستعجال في تطبيق القوانين التي تضمن حرية وسائل الإعلام، فضلا عن اتخاذ تدابير فعالة لحماية الصحفيين من القتل والعنف ومكافحة الإفلات من العقاب.
لقد تعرض (كرمياني ) للتهديد لسنوات عديدة بسبب كشفه للفساد داخل المؤسسات الحكومية , وعليه اقام العديد من الدعاوى القضائية ضد المسؤولين عن هذه التهديدات....
فقبل اغتياله ابلغ ( كرمياني ) الجهات المسؤولة بان حياته وحياة اسرته مهددة بالخطر، كما أبلغ السلطات الامنية في المنطقة حول التهديدات التي تلقاها عبر هاتفه الجوال "المحمول", وكان من الممكن حمايته لو أتُخذت التدابير اللازمة لذلك, ولكن لم تحرك الجهات الأمنية في الموضوع ساكنا.... !! 
 (كرمياني) كان يتحدث دائما وبدون خوف عن المضايقات الامنية والحكومية والانتهاكات والتهديدات التي يتعرض لها الصحافيون والإعلاميون خلال عملهم في اقليم كردستان , وكتب على صفحته في الفيس بوك قبل اغتياله : لايمكن ارجاع مشاكل الفساد الاداري الى موظفي الإقليم الذين لا تغطي رواتبهم رمق العيش , بل يقع اللوم على (حيتان الفساد ) فليس من المعقول التوقع باستاقامة الظل اذا كان العود أعوجأ.
و كتب ايضأ : ان ما بين المُلاحقات القانونية، والمضايقات الأمنية يظل الصحافيون مغلولي الأيدي، أقلامهم مُكبّلة، وممنوعين من الخوض في قضايا عديدة تهم الشأن العام ومنها (الفساد الذّي ينخر قطاع الطاقة والثروات الطبيعية والمؤسسات الحكومية في اقليم كردستان ).
كما تحدث لي شخصيأ عن الضرب والتهديد الذي تعرض له من قبل بعض المسؤولين في الإقليم على خلفية نشره تحقيق استقصائي عن الفساد وتهريب النفط الخام في منطقة كرميان.
وعليه حذرته وقلت له : احذر من انتقام الجبناء يا صاحبي , فهؤلاء هم حيتان الفساد والسرقة , يقتلون كل من يقف في طريقهم , تطلع الية ( كرمياني ) وقد اذهلة اسلوبي فى الحديث معة ,ثم أطلق ضحكة طفولية بريئة ورد قائلا بصرامة : 
هل تريد ان اسكت امام أفة المازوشية التي تفتك بابناء شعبي ؟ هل تريد ان اسكت امام ممارسات السلطة الفاسدة التي تمارس دور الاله على الارض وتحاول طوال الوقت السيطرة على مشاعر وتفكير الناس من اجل استلابهم وتحويلهم الى روبوتات بحاجة الى صدقات السلطة ؟ هل تريد ان اترك اللصوص وتجار النفط يسرحون ويمرحون على هواهم ويسرقون أموال الشعب ؟ هل تريد ان اسكت عن الجرائم التي ترتكب بحق شعبي وابناء منطقة كرميان ؟ هل تريد ان اشارك في سرقة اموال الشعب ؟ 
لا...لا...طالما بقيت روح في جسمي، سوف أبقى صامداً، واحارب الحيتان الفساد مهما كلفني الامر , ولدية وثائق سوف انشرها قريبا في مجلتي ( رايل ) عن سرقات ونهب النفط وتلاعب بقوت الشعب وتورط بعض الحيتان في هذه السرقات... وارسل لك نسخة منها..
وقبل ان يوفي ( كرمياني ) بوعده , تركنا ورحل قبل ان يرى ( امد )(1 ) الذي كبر واصبح يسأل والدته ويستفسر منها عن سر غياب والده.. 


اخيرا اقول : اُغتيل ( كرمياني ) بعد ان عاش منفيأ ومطاردا في وطنه , والمضحك المبكي , ان اعلام الكردي نعى ( كرمياني ) وقدم حلقة خاصة عن حياته وعمله في ذكرى استشهاده السنوي , لكنه بالتاكيد لم يتطرق الى القاتل وأسباب اغتيال ( كرمياني ) الذي جعل من قلمه أداة دفاع عن قضية وطن وشعب.


اختتم هذه المقالة بمقولة المؤلف الموسيقي والمغني الثوري الكبير ( مارسيل خليفة ) في هذا الجانب قد تختصر كل المعاني وهي : 
 حتى في الموسيقى.. صوت الطبل أعلى من صوت القانون....؟! 

ـــــــــــــ

* (كاوا كرمياني )مواليد 1981 صحفي متخصص بالتحقيقات في قضايا الفساد المالي والاداري في إقليم كردستان ورئيس تحرير مجلة (رايل Rayel - ) الشهرية في كلار، ومراسل اذاعة ( ازادي ) التابعة للحزب الشيوعي الكردستاني في كرميان وناشطا في عدد من منظمات المجتمع المدني في قضاء كلار- السليمانية، وعرف عنه كتاباته الجريئة التي تكشف قضايا الفساد في المؤسسات الحكومية والحزبية في الإقليم. 
(1 ) (امد ) الولد الوحيد للعائلة , ولد بعد اغتيال والده ( كرمياني ) باسابيع.... !!
 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تسلم كاكا شمال
نشميل احسان -

عاش قلمك الجريء ايها الوفي ,المجد والخلود للصحفي كاوا كرمياني الذي دفع دمه ثمن شجاعته ـ والخزي والعار لقتلته

.................
رحمان ابراهيم -

(يا ابن ....، إذا أصدرت تلك المجلة غداً، فسوف أدفن رأسك ......") .المجلة المعنية هي مجلة ''رايل''، وهي مطبوعة شهرية مستقلة تصدر في كردستان.أما الشخص المنادى بـ "ابن ...." فهو رئيس تحرير ''رايل''، الذي يبلغ من العمر 32 عاماً، وكان قد نشر عدة تقارير زعم فيها وجود فساد في صفوف السياسيين الأكراد، خاصة أولئك المنتمين منهم للحزب السياسي القوي؛ أي حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.

أتحداهم جميعاً
بسبوسة -

أنا متأكد من أنّ رزكار ورائد وبرجس شويش يعرفون القاتل! و أتحدى أي واحد ممن ذكرت أن يُعلّق على المقالة أو على تعليقي.

تعليق
وفاء -

أنا عربية وأنا مع جميع حركات التحرر في العالم. وكردستان ليست استثناءً. لن أنسى اسم (كاوا كرمياني) ما حُييت. هذا اليوم هو اليوم الذي طبعت فيه الحروف التالية (ك ا و ا) كالوشم في ضميري. يا أكراد العالم أقول لكم: إنْ ذهب دم كاوا كرمياني هدر فإنّ ظنّي بكم قد خاب وما أنتم إلا أمّة بائسة. أما وإن إنتصرتم له فإن شمس الحرية ستشرق على كردستانكم إن عاجلاً أم آجلاً.

كردستان تعلن الافلاس
واحد -

ليشكر الكرد سياسييهم الفاسدين بعد اعلان وزير موارد الحرامية اليوم اشتي حوماني ان حكومة قزم اربيل عاجزة عن دفع مستحقاتها للشركات العاملة هناك وستبدأ الشركات بالهروب الجماعي وخاصة حين قال لهم انكم قامرتم بالمجئ الى كردستان وعليكم تحمل الخسارة وتناسى هذا الفاسد ان الشركات لم تخطط للتعامل مع العائلة الفاسدة وقزم يتصور نفسه طرزان هذه اللطمة تبعتها لطمة مجلس النواب الذي اجبره على دفع رواتب الموظفين قبل كل شئ , اين فرقة الطبالين ؟؟ نريد معزوفة استقلال الشحاذين الفاسدين

تعلم العالم القتل وا
Rizgar -

تعلم العالم القتل والا غتيال من الشيوعيين 1- جرائم ماوتسي تونغ الشيوعي 79 مليون ضحية من أبناء وطنه ٢- جوزيف ستالين البرو ليتاري : كان يحبُّ السينما والقتل ,قتل ستالين 60 مليونًا, قتل اعز اصدقائه ٣- بول بوت الشيوعي قتل 3 مليون كمبودي فقط في دولة كمبوديا ٤- هتلر؛قتل أقلّ من رفاقه الشيوعيين (ماو وستالين) !!! كل الحركات - الثورية - مارسوا مهنة القتل والاغتيال طبعا تعلموا من الشيوعيين ...واليوم شيوعي يحاول تعليم الاخرين الديمقراطية !!! جميل.

الاستقلال اعلان الاستق
Rizgar -

اعلان الاستقلال سند امين لتاسيس نظام اجتماعي سياسي سليم في كوردستان. هذه الظواهر القبيحة نتائج طبيعة للا ستعمار العراقي اللا اخلاقي , وككل الشعوب الاخرى الاستقلال كفيل بانشاء نظام اداري نموذجي وللبشرية تجارب مماثلة فمثلا استقلال سنغابور , استقلال موريتانيا ,استقلال ايست تيمور , استقلال دول البلطيق من الهيمنة الشيوعية ...فالاغتيالات ظواهر ,آ فة نتيجة استعباد الشعوب .كل النماذج المذ كورة دليل اثبات بامكانية التخلص من القيم الهمجية عن طريق الحرية والا ستقلال.

إلى من يهمه الأمر
بسبوسة -

لا أبالغ إن قلت إنّ أحد المعلقين مصاب بلوثة. وإن كان تشخيصي ليس في محلّه، فهو إذن أُميّ، جاهل ومتخلف أيضاً. لماذا؟ لأن موضوع المقالة يتناول تكميم الأفواه واغتيال الأصوات الحرّة غيلة وبدم بارد في كردستان، غير أنه يتحدّث عن الشيوعيين. موضوع المقالة هو عن المناضل والصحفي كاوا كرمياني الذي اغتاله مسعود بن مصطفى، بينما المعلّق إياه يتحدث عن ماو وستالين. وا مصيبتاه! لو كنت أنا هو لدفنت نفسي بنفسي ولغسلت عار جهلي وتخلفي بيدي. ((أما أن يُنشر التعليق كاملاً أو لا ينشر)).

الى رزكار
نشميل احسان -

عجيب وغريب ـ لم تتطرق هذه المرة كعادتك الى عاصمة الانفال والشيعة والمالكي والخ ـ اكتفيت ما كان يقول سيدك صدام حسين عن الشيوعيين ـ انا شيوعية وافتخر ـ وستبقى الشيوعية طريقأ للخلاص من الدكتاتور مسعود ـ وكل الخونة من امثاله ـ نعم لابد ان تتعلم من الشيوعيين القيم والاخلاق النبيلة ـ والا ستبقى خادما وحاملا للاباريق مدى الحياة ....حلوة هاي ( حامل الاباريق ) ...

من البشمركة
سروة عبدالواحد -

النساء اللواتي يستشهد أزواجهن من البشمركة ، يرغمن على بيع أجسادهن بسبب الفقر.