كتَّاب إيلاف

مصر... مجتمع قلق

يخضع بناء الكنائس في القاهرة لشروط شبه تعجيزية، وأولها ألا تكون قريبة من جامع أو زاوية في مدينة تضم آلاف المساجد
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

فى مصر صراع محتدم تحت السطح؛ صراع اشتعل منذ القرن السادس ولم تخبُ جذوته حتى اليوم؛ صراع شعبي ورسمي ونخبوي؛ صراع ثقافي واجتماعي وطائفي؛ صراع طال كل مناحي الحياة في المحروسه بدءاً من الأسماء والأزياء والمعمار والفنون وحتى الرياضة، وصولاً إلى الشراب والغذاء. هذا الصراع أنتج مجتمعاً قلقاً متوتراً، يتجذر ويعلو فيه كل يوم الحاجز النفسي والحياتي بين مكونات المجتمع؛ هذا الصراع أعاق تقدم أمة بأسرها، وخلق أجيالاً متوترة بهويات مترددة.

وصراع الهوية المحتقن تغذيه أزمات اقتصادية طاحنة، مما يزيد معه معامل الاحتكاك، فتنفجر أحداثاً طائفية غالباً ما تكون دامية، وخصوصاً بعد أن وضع السادات اللبنة الأولى للدولة الدينية (الإسلام دين ودولة)، تلك اللبنة التى تلقفتها تيارات العنف والكراهية، وأسست قواعدها وانتظمت في إطارها على هذا الأساس العنصري القائم على الفرز والإقصاء والتمييز والتعالي والاحتقار؛ وهؤلاء هم أنصار تيارات دينية معروفة أهدافها.

إقرأ أيضاً: حرب الرقائق

وإن كان صراع الهوية المشتعل الآن فى مصر يبدو أنه تحت السطح، ألا أنَّ أدواته جميعها فوق السطح، منها القديم ومنها الحديث، ومنها المستحدث، وبالطبع أقدمها هو المساجد. فالمآذن هي عنصر هوية أصيل في الثقافة الإسلامية، ولحق بها عنصر مستحدث وهو الميكروفون، وأصبحت المئذنة والميكروفون هما العنوان الأبرز للهوية، وتكنى القاهرة في التراث التاريخي بأنها عاصمة الألف مئذنة، وأصبح نشر المساجد غاية وليست وسيلة صلاة وايمان وهداية، فكثافتها على الأرض هو دليل هوية غالبة أو هكذا يعتقدون.

إقرأ أيضاًَ: تترات قديمة

وهناك جمعيات وكيانات وأفراد، هذا الغرض هو اختصاصهم الرئيس، بعضهم في الداخل مهمته التنفيذ، وبعضهم فى الخارج وهم المتخصصون بالتمويل، ولم تستطع الدولة تقنين أو تنظيم بناء المساجد على مر العصور، في حين يخضع بناء كنيسة لإجراءات عسيرة تتطلب قراراً جمهورياً، وحتى هذا يمكن تعطيله بإنشاء زاوية أو مسجد قريب من موقعها المقترح، فتفقد شرطاً من شروط إنشائها، وهو المسافة بينها وأقرب مسجد أو زاوية، ويبدأ البحث المضني عن موقع جديد لبناء كنيسة يصلى فيها مواطنون مصريون ليسوا وافدين ولا جاليات ولا لاجئين، كل ذلك لطمس أي هوية مغايرة.

إقرأ أيضاًَ: التوجس العرقي

إلا أنَّ أنصار (دولة مدنية حديثة) لهم أدواتهم أيضاً، وعلى رأسها ما يسمى بالهوية البصرية. فمباني العدل والشرطة ومبان حكومية أخرى تأخذ الطابع الفرعوني فى معمارها، مما يثير حفيظة المؤسسة الدينية، ولعل حالة الجفاء الحاد التي لا تخطئها عين بين الأزهر والقيادة السياسية تبين لنا بجلاء ما وصل إليه الحال في هذا الملف الشائك وملفات أخرى، فالقيادة السياسيه تبدو توجهاتها متوازنة إلى حد ما في كثير من المواقف التي تغذي هذا الصراع، ومواقف أخرى بغرض كبح جماح المؤسسة الدينية ووقف تغولها وتوغلها.

وإذا لم يتوافق المصريون في أقرب وقت على أرضية مشتركة لهويتهم بصيغة تحتوي كل الأعراق والثقافات فى كيان واحد مستقر هادئ، سينتقل الصراع من تحت السطح إلى فوقه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
حضارة حطموا أوابدها؟!
حدوقه -

في ما سماه "شهادة حق للتاريخ"، أكد مسؤول البعثة الألمانية المشاركة في الحفائر بالمنطقة، ديترش رو، أن التهشيم الموجود في وجه التمثال المكتشف للملك رمسيس الثاني قد حدث في العصور المتأخرة. وأضاف أن التمثال محطم منذ العصور المصرية مشيرا إلى أن المصريين كانوا يعتقدون بحرمة التماثيل الفرعونية، وقاموا بتحطيم العديد منها في مدينة "أون" القديمة، وهي عين شمس والمطرية وعرب الحصن حاليا بالقاهرة، وقال رئيس وحدة الاختيارات الأثرية بالمتحف المصري إن "التماثيل التي يتم اكتشافها بمنطقة المطرية معظمها يُكتشف محطما نتيجة تدميرها في العصور القديمة، نظرا لأنهم كانوا يعتبرونها عبادة وثنية"، وأن جميع الآثار والتماثيل التي عُثر عليها في منطقة المطرية، لا يُوجد بها تمثال واحد كاملاً، مشيرا إلى أن هذه التماثيل قد تم تدميرها وتكسيرها خلال العصور الحديثة، وأوضح أنهم اعتبروها مباني ومعابد وثنية، وأغلقوها، ودمروا جميع التماثيل والمعابد، واستخدموا أحجارها في بناء دور العبادة والمنازل، والمباني الخاصة بهم، "لذلك لن يُعثر في المطرية على تمثال واحد كامل".

كلام جميل
أبو القاسم -

كلام جميل وكلام معقول .. ولكن .. الهوس الدينى الذى هو سبب تأخر الشعوب لن ينتهى لأن طبقة المنتفعين من الدجل والشعوذة وعلوم الغيبيات لن تستسلم بسهولة، والقيادات ليست عندها الشجاعة الكافية للنهوض بالمجتمع المغيب الراضخ. العالم كله يتقدم والمجتمعات الدينية فى القاع كما تعلمون. مؤسسة الأزهر تتلقى المليارات سنويا من ميزانية الدولة ليس من أجل سواد العيون، كما تعلمون جيدا.

الدولة المدنية
عبوده -

هذا ما جناه دعاة الدولة المدنية تحت بنادق العسكر، والأعجب موقف من صوتوا لدستور الانقلابيين العسكر بشعار: قولوا نعم تزيد النعم، الذي جعل حكم الفرعون حتى آخر رمق.

الخلاصه
قول على طول -

أينما حل التعصب الديني الأعمى حل الخراب والدمار... انتهى. نقطه ومن أول السطر. ليس من قبيل الصدفه أن كل الدول التي يسود فيها التعصب الديني خربه وخاليه وعنصريه ومتخلفه وبها أنهار لا تسيل من الدماء حتى مع بعضهم بعضاً، فما بالك مع المخالف لهم فى العقيده؟

اضطهاد المسيحيين في مصر
سلام الراعي -

يجري في مصر اضطهاد منظم ترعاه الدولة ومؤسسات الحكم والنخب السياسية والثقافية والفكرية للأقليات عموماً والمسيحيين بصورة خاصة. حرية العبادة غير مكفولة في مصر إلا للمسلمين حصراً، ولو أن المسيحيين أقل عدداً في مصر، لكان المطاف انتهى بهم كما انتهى باليهود والأرثوذكس اليونانيين من قبلهم.

دستورجمهورية اليونان موطن أسلافكم ينص على دين الدولة ومذهبها ،،
حدوقه -

الدستور اليوناني ينصّ على : ‏المادة الأولى: المذهب الرسمي للأمّة اليونانية هو مذهب الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية. ‏المادة 47 : كل من يعتلي عرش اليونان يجب أن يكون من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية.!! أمور طريفة في دستور اليونان:- ذكرت عاصمة البلاد أثينا مرة واحدة، بينما ذكرت مدينة القسطنطينية - إسطنبول مرتين بسبب احتضانها لمقر البطريركية الرئيسية للكنيسة الأرثوذوكسية الشرقية.‏- فصل العلاقة بين الدولة والكنيسة أقرب إلى نص مسيحي لاهوتي منه إلى نص دستوري. والكنيسة حاضرة في المشهد السياسي اليوناني فكل الاحتفالات الأساسية الوطنية أو استلام المناصب الرسمية العليا تتم بأداء القسم أمام الكنيسة،كما وتدفع الحكومة اليونانية الرواتب الشهرية لجميع رجال الدين العاملين في الكنيسة وأسرهم وهم بدءاً من أدنى السلّم إلى أعلاه، بعشرات الآلاف وتضمن لهم معاشات تقاعدهم كأي موظف في الدولة. وتٌقدر ملكيات الكنيسة الشاسعة بمائة وسبعين ألف هكتار وبعض مبانيها بسبب أهميتها التاريخية لا تُقدّر بثمن و الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية معفية من الضرائب إلى حد كبير، وذلك مقارنًة مع منظمات دينية أخرى. جميع الطلاب في المدارس الابتدائية والثانوية في اليونان مُلزمون بحضور حصص الدين حسب المسيحية الأرثوذكسية، وفي اليونان اقليات من طوائف،؟!

توجهات التيار الانعزالي والمتطرف القبطي يعود إلى فترة الاربعينات،،
عبوده -

توجهات التيار الانعزالي والمتطرف القبطي في الكنيسة الأرثوذكسية في مصر يعود إلى فترة الاربعينات، وعليها تربى جيل كامل احد رموزه تولى البابوية البطرك الهالك في جحيم الابدية شنوده ربنا يجحمه مطرح مارح مسعر الفتنة الطائفية في مصر ،،

الأقباط اسعد اقلية في العالم
عبوده -

المسيحيون في المشرق اسعد اقلية دينية في العالم الأقباط كمثال وأحوالهم مقارنة بالاغلبية المسلمة لوز وجوز وفيهم مليارديرات وعلى حجر العسكر كنيسة ورعايا خاصة على زمن مسيحهم الانقلابي بلحه ، احنا المسلمين بيوقفنا كمين الشرطة وبيبهدلنا اما القبطي اللي داقق صليب بيقولوا تفضل حضرتك ، ان الكنايس في المشرق تبارك الطواغيت وتدعو لهم كما في مصر والشام لقد كان المسيحيون دائما في صف الطواغيت الداخليين او الغزاة هذا هو تاريخهم بلا مجاملة ونفاق لهم .

مطلوب تدخل العقلاء
فاروق -

السادات عندنا نحن المسلمين عميل للإنجليز وبالتبعيّة للأمريكان ، حتى لو تلقب بالرئيس المؤمن ، وشنودة ايضاً عميل ، وجمهرة من المثقفين المصريين مسلمين ومسيحيين عملاء للمخابرات مهمتهم مع السادات وشنودة تأجيج الفتنة الطائفية بين المصريين ، التي لم تكن موجودة على العهد الملكي حتى انقلاب العسكر عام 52 ، ان على العقلاء في الجماعة الوطنية المصرية ، العمل على اجهاض مشروع الاحتراب الاهلي الذي يقوده العسكر والتيار المتطرف في الكنيسة المصرية ،،

المواطنة في الدولة المصرية الحالية اما تتنخنخ او تتعرجن،،
عبوده -

فى الدولة المصرية المنقلبة:‏هذان هما رمز المواطنة الصالحة ،‏ورمز المواطن المحب لوطنه ،‏ورمز الرمز الساعية الدولة لإيجاده ،‏أيها المصرىُّ البئيس:‏تنخنخ أو تعرجن تأكل ملبن ،‏أما أن تتعلم أو تتعالم فإنك سوف تسجن!