كتَّاب إيلاف

انفجار مأساوي في منجم للفحم في طبَس

52 عاملاً على الأقل قتلوا في منجم طبس
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

وقع انفجار مروّع في منجم للفحم في منطقة طبس بمحافظة خراسان الجنوبية، إيران، مما أسفر عن وفاة 52 عاملاً على الأقل في 21 أيلول (سبتمبر) 2024. وحدث الحادث في حوالى الساعة التاسعة مساءً نتيجة تسرب غاز الميثان في أحد أنفاق المنجم، وفقًا لتقارير السلطات المحلية. وأكد محافظ خراسان الجنوبية، جواد قنات، أن مستويات الميثان كانت مرتفعة بشكل خطير في قسمين من المنجم.

وذكر أن أحد الضحايا، محمد جواد قاسمي، حذر زملاءه العمال من خطر الغاز قبل وقوع الانفجار. وأفادت والدة قاسمي، بحزن عميق، أن ابنها حاول إنقاذ زملائه لكنه لقي حتفه. وأضافت أن المنجم كان يفتقر إلى تدابير السلامة الأساسية.

الحادث أثار استنكارًا واسعًا، بما في ذلك انتقادات من شخصيات بارزة مثل لاعب كرة القدم الإيراني مهدي طارمي، الذي أشار إلى وجود رقابة على من يحاول انتقاد المأساة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. طارمي عبّر عن غضبه إزاء إهمال السلطات لحياة عمال المناجم، مشيرًا إلى أن حياتهم لا تُقدَّر بالشكل اللائق.

وصرح برلماني محلي أن إدارة المنجم تجاهلت التحذيرات السابقة بشأن تسرب الغاز، حيث أبلغ العمال عن المشكلة قبل يومين من الكارثة، دون اتخاذ أي إجراءات. كما أشار وزير التعاونيات والعمل والرعاية الاجتماعية إلى وجود عقبات إدارية حالت دون تعيين مفتشين للسلامة.

رئيس مجلس العمل في جنوب خراسان، علي مقدس زاده، أكد أن المنجم يفتقر إلى أجهزة استشعار غاز الميثان، والتي كان من الممكن أن تمنع الكارثة. كما أكد رئيس اللجنة البرلمانية للصناعة والمناجم أن عدم توفر بروتوكولات السلامة وأنظمة الاتصالات أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا.

إقرأ أيضاً: الأنشطة الإرهابية المتصاعدة للنظام الإيراني: تهديد عالمي

المناجم الإيرانية معروفة بعدم الأمان، والحوادث المأساوية شائعة. فقد شهد العام 2023 حادثًا مشابهًا في شازند. تقرير لعام 2021 كشف أن 23 بالمئة فقط من المناجم الإيرانية تتوافق مع معايير السلامة الدولية، ما يؤدي إلى معدلات حوادث أعلى بكثير من المعدل العالمي.

منجم طبس، حيث وقعت الكارثة، يعد جزءًا من شبكة من المناجم التي تسيطر عليها جهات تابعة للنظام الإيراني، بما في ذلك الحرس الثوري. هذه الجهات تستغل العمال بأجور زهيدة مقابل تحقيق أرباح طائلة. وعلى الرغم من الدور المركزي للقطاع المعدني في الاقتصاد الإيراني، فإن عمال المناجم يتقاضون أجورًا أقل من خط الفقر. يتقاضى العمال حوالى 12 مليون تومان شهريًا، وهو أقل بكثير من خط الفقر الذي يقدر بنحو 30 مليون تومان.

إقرأ أيضاً: عبودية العمل القسري في السجون الإيرانية

المنجم تديره شركة غل غهر القابضة للتعدين، المرتبطة بالحرس الثوري عبر بنك سبه، والذي هو جزء من مؤسسة المستضعفين. هذه الكيانات تستغل ثروة البلاد من التعدين مع إهمال تدابير سلامة العمال. هذا الحادث يسلط الضوء على التفاوت الهائل في إيران، حيث تُنفق المليارات على المشاريع النووية والحروب بالوكالة، في حين يواجه العمال ظروفًا غير آمنة ومزرية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف