هل تكون هذه خطوة لفصل الدين عن السياسة؟
عراقيون يدعون رجال الدين للحاق بالصدر وهجر السياسة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يريد العراقيون من كل رجال الدين أن يحذوا حذو زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر في ابتعاده عن السياسة، تمهيدًا لفصل الدين عن السياسة.
بغداد: مع اعلان زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر عن ابتعاده عن السياسة، أبدى الكثير من العراقيين امنياتهم في أن يحذو رجال الدين الآخرون المنشغلون بالسياسة حذوه، وأن يعودوا إلى المساجد تاركين السياسة.
وعبّر الكثير من العراقيين عن اعتقادهم بأن العراق يحتاج إلى فصل الدين عن السياسة، معبرين في الوقت ذاته عن سعادة العراقيين جميعًا لو اعلن كل رجال الدين الآخرين في العراق موقفًا مماثلًا، وأن يعودوا إلى دور العبادة منقطعين لمهماتهم الروحية.
فصل الدين عن السياسة
يأمل المواطن سجاد عبد الرحيم، الموظف في وزارة النقل، في أن تكون خطوة الصدر بداية فصل السياسة عن الدين، وقال: "مرت عشر سنوات من عمر العراق الجديد دون أي جديد، سوى أن السياسة تتغطى بالدين وتنخر اعماق البلد، وهذه السنوات أجدها كافية جدًا لانهاء هذا الارتباط المدمر، وأن يتخلى اهل الدين عن السياسة وأن يعلنوا التوبة للخالق".
واضاف: "لا اعتقد أن العراقيين لا يفهمون في أمور دينهم، لذلك على أهل الدين والمتغطين بغطاء الدين ترك العراقيين يختارون العيش الذي يناسبهم، نقول لهم ارحمونا ربما يرحمنا الله ويرحمكم!".
اما المواطنة ام مرتضى (معلمة) فاكدت أن الفساد الذي ازكم الانوف لرجال الدين دور كبير فيه، وقالت: "ما اقدم عليه السيد مقتدى يدعونا للثناء عليه حتمًا، فقد عرف أن الفساد وصل إلى حد لا يمكن معه السكوت خاصة أن الكثير من رجال الدين يشاركون فيه للاسف الشديد، وإعتزاله العمل السياسي بمثابة إعلان لفصل الدين عن السياسة، والمهم في الخطوة المقبلة هو أن يحل المجلس الأعلى نفسه وأن يخطو حزب الدعوة الخطوة نفسها".
فليحذوا حذوه
احمد الشمري: "لا اعرف اذا ما انتابتني مشاعر الفرح أم الحزن للقرار الحكيم للسيد مقتدى بالانسحاب من الحياة السياسية، والسبب، وبصراحة إن ما فعله عين العقل، وارجو أن تحذو حذوه الاحزاب السياسية والدينية التي لا نفع فيها غير أنها تخيف الناس بالحلال والحرام وطاعة المرجعية العمياء، فيما نرى الفساد وصل إلى مستوى اغرق البلد، ومن المؤسف أن هذه الاحزاب الدينية كنّا قد آمنا بها وسمعنا كلامها سابقًا ولكنها كانت تهتم بمصالحها اكثر من أي اهتمام بالشعب".
وأضاف: ما اتمناه، ونحن مقبلون على الانتخابات، أن تستوعب الاحزاب الدينية الدرس وتترك السياسة، فلا نريد للمجلس الاعلى أن يبقى، ولا حزب الدعوة ولا حزب الفضيلة ولا كل الاحزاب التي تتخذ من الدين والامام الحسين عليه السلام غطاءً لها لتمرير مصالحها والاستفادة من تدين المواطنين".
وقال الكاتب احمد عبد الحسين: "حتى لو كان قرار الصدر مفيدًا آنيًا لنوري المالكي ودولة القانون، لكنه مفيد على المدى البعيد للعراق بأجمعه، مهمّ للغاية سحب الغطاء الديني عن العملية السياسية، فهي تخوض في كل ما ينافي القداسة، وتتأكد في العراق خصوصًا لأن فيه ساسة تافهين هم أمثلة على الانحطاط على الصعيدين المهنيّ والشخصي".
وأضاف: "لا ساسة لدينا بل مجمع لصوص، والعباءة الدينية لم تزل تدثر فسادهم والمتدينون يرشون عليه العطور، فقد آن أوان أن يعطى ما لله لله وها هو الصدر يقلب الطاولة، لكني متخوف من رجوعه عن قراره كما فعل مرارًا".
خطوة صحيحة
اما الكاتب اياد السماوي فتمنى أن يخطو الآخرون الخطوة ذاتها، وقال: "يبدو أن الخطوة الشجاعة التي أقدّم عليها مقتدى الصدر باعتزاله العمل السياسي والنأي بسمعته وسمعة عائلته آل الصدر عن مفاسد السياسة والسياسيين، فقد لاقت ترحيبًا جماهيريًا حقيقيًا، وليست تلك المواقف المنافقة التي تعالت من البعض المختبئ تحت عباءة آل الصدر، والتي تطالبه بالعدول عن قراره الصائب والشجاع، حيث ارتفعت المناشدات لعمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي أن يخطو ذات الخطوة الشجاعة التي أقدّم عليها الصدر".
وأضاف: "أثارت انتباهي مناشدة الشيخ حميد السماوي على صدر صفحته في فايسبوك، وكتب تحت عنوان (ماذا لو صنع عمار الحكيم كما صنع السيد مقتدى الصدر)، حيث ناشد السماوي الحكيم أن يتّخذ القرار المناسب ويصون نفسه من مزالق السياسة، ولا أخفي القول إن خطوة من قبل الحكيم مماثلة لخطوة الصدر ستكون حتمًا في صالح ائتلاف دولة القانون ورئيس الوزراء نوري المالكي في سعيه نحو ولاية ثالثة".
أما رئيس جمعية الثقافة للجميع عبد جاسم كاظم الساعدي فأثنى على خطوة الصدر وعدّها مهمة.
وقال: "اعلان سماحة السيد مقتدى الصدر عن خروجه نهائيًا عن الساسة والسياسيين، وأن لا كتلة تمثله، ولا أي منصب في الحكومة وخارجها ولا البرلمان، إنما يبين مدى حال الغش والنفاق والافتراءات التي صارت ظاهرة يومية تؤرق الخيرين واهل الضمير والتاريخ والمجد الكبير، فهنا يعزز الصدر موقفه الشرعي والوطني والاخلاقي، وإعلانه يأتي في ظل حملات انتخابية واعلامية ممتلئة بالغش والافتراء وهستيريا الصراع على السلطة والنفوذ والمال الحرام، ولعله سيسهم مع الخيرين لتصحيح الحال وكشف محاولات استغلال الدين والطائفة بغير حق لفائدة نفر اثبتت الايام أنهم ضالون ومفترون ولا علاقة لهم بالاسلام الذي تعلمنا منه الدعوة إلى الخير والاصلاح والعدالة وانصاف المظلومين".