بسيطرتهم على بلدة كسب في محافظة اللاذقية
مقاتلو المعارضة السورية يسجلون نقاطًا في معقل الأسد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: حقّق مقاتلو المعارضة السورية مكسبًا على الارض في محافظة اللاذقية التي تعتبر معقلا لنظام الرئيس السوري بشار الاسد بسيطرتهم اليوم الاثنين على بلدة كسب ومعبرها الحدودي مع تركيا، وذلك غداة اسقاط تركيا طائرة حربية سورية كانت تشارك في معارك كسب.
وبالسيطرة على معبر كسب، لم يتبق سوى معبر حدودي واحد مع تركيا تحت سيطرة قوات النظام هو معبر القامشلي في محافظة الحسكة (شمال شرق) المقفل من جانب السلطات التركية التي تعتمد موقفا مناهضا للنظام منذ بدء الازمة في سوريا قبل ثلاث سنوات.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "وصل مقاتلو الكتائب المعارضة الى الساحة الرئيسية في بلدة كسب التي سيطروا على معظمها، ولا تزال المعارك جارية على اطرافها".
واكد "سيطرة مقاتلي الكتائب الكاملة بالتالي" على معبر كسب الذي كانوا دخلوه السبت. وتسببت المعركة في محيط كسب التي توسعت الى قرى مجاورة ايضا بمقتل حوالى 130 عنصرا في الجانبين المقاتلين يومي السبت والاحد فقط.
وبين القتلى من جهة النظام، قائد جيش الدفاع الوطني هلال الاسد، وهو احد اقارب الرئيس السوري، والذي قتل مع سبعة عناصر كانوا برفقته. ونفى مصدر امني في دمشق، ردا على سؤال لفرانس برس، سقوط كسب. وقال ان "المعارك مستمرة، والموقف غير واضح". وتشارك في المعركة من جهة المعارضة، بحسب المرصد، جبهة النصرة وكتائب اسلامية عدة. وقال المرصد ان مقاتلين قاموا بتحطيم تمثال نصفي للرئيس السابق حافظ الاسد في البلدة بعد دخولها.
وكان شريط فيديو تم بثه على موقع "يوتيوب" على الانترنت الاحد اظهر مسلحين بعضهم ملثم داخل المبنى الرئيسي للمعبر، وقد حمل احدهم علما اسود كتب عليه "كتائب انصار الشام". وقام آخرون بتحطيم صور للرئيس السوري بشار الاسد والدوس عليها.
وقصف الطيران الحربي السوري فجر الاثنين معبر كسب. كما نفذ غارات على مناطق في محيط كسب وبلدة سلمى وجبل التركمان المجاورين. واشار المرصد الى استقدام تعزيزات عسكرية للقوات النظامية الى المنطقة. في المقابل، قصفت الكتائب المقاتلة مدينة اللاذقية بصواريخ.
واعلنت "جبهة النصرة" و"حركة شام الاسلام" و"كتائب انصار الشام" في 18 آذار (مارس) بدء "معركة الانفال" في الساحل السوري. وقال الناشط عمر الجبلاوي من منطقة اللاذقية لفرانس برس في اتصال هاتفي ان "معبر كسب الحدودي وحوالى 90 في المئة من البلدة" تحت سيطرة المعارضة مشيرا الى ان المعركة انتقلت الى محيطها.
وقال ان النظام "يحاول جاهدا منع تقدم الثوار الى البحر"، معتبرا ان اسقاط تركيا مقاتلة سورية امس "يعني ان المقاتلين مدعومون هذه المرة من تركيا وليس كما المرات السابقة". واسقطت مقاتلة تركية من طراز اف-16 الاحد طائرة حربية سورية كانت تشارك في قصف منطقة كسب.
وهنأ المسؤولون الاتراك هيئة الاركان على اسقاط الطائرة، وادرجوه في اطار "حماية الحدود" التركية بعد انتهاك الطائرة لهذه الحدود. في المقابل، اتهمت سوريا الاحد جارتها الشمالية بارتكاب "اعتداء سافر يؤكد تورط (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) اردوغان في دعم العصابات الارهابية".
وتتهم دمشق تركيا بالتورط في معركة كسب ومساندة المجموعات المسلحة، مشيرة الى ان هذه المجموعات دخلت المدينة من الاراضي التركية. واشار المرصد الى ان معظم سكان كسب ذات الغالبية الارمنية، فروا من منازلهم بسبب المعارك.
وبحسب الخبير في الشؤون السورية والاختصاصي في علم الجغرافيا الفرنسي فابريس بالانش، تعتبر كسب آخر بلدة ارمنية في الشرق الاوسط. وقد نجت من المجازر التركية العام 1915، على الارجح بسبب عزلتها.
في العام 1939، فصلت فرنسا كسب عن اقليم الاسكندرون التركي خوفا من طرد سكانها كما حصل مع سكان المناطق الارمنية الاخرى. ويرى بالانش ان مقاتلي المعارضة اجتازوا الحدود التركية ودخلوا كسب من جهتي الغرب والجنوب الشرقي من اجل تطويق البلدة وقطعها عن اللاذقية ذات الغالبية العلوية.
وياتي هذا التقدم في وقت سجل مقاتلو المعارضة نقاطا ايضا خلال الايام الماضية في مدينة حلب (شمال) ومحيطها، وفي ريف ادلب (شمال غرب) وفي حماة (وسط). وكانت القوات النظامية سيطرت قبل اكثر من اسبوع على بلدة يبرود، آخر اكبر معاقل المعارضة المسلحة في منطقة القلمون شمال دمشق، وبلدة الحصن، آخر معقل للمعارضة المسلحة في ريف حمص الغربي.
دبلوماسيا، يتوقع ان يكون الموضوع السوري احد ابرز محاور نقاشات القمة العربية التي تلتئم غدا الثلاثاء في الكويت. واستبعد الموفد الدولي والعربي الى سوريا الاخضر الابراهيمي الموجود في الكويت اليوم في حديث مع صحافيين استئناف المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة في جنيف حيث عقدت جولتا تفاوض بين وفدين من الحكومة والمعارضة السوريين في نهاية كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) من دون احراز اي تقدم على صعيد حل الازمة.
وقال "العودة الى جنيف في الوقت الحاضر ليست واردة لان شروطها غير متوافرة". وردا على سؤال عما اذا كان سيزور سوريا قريبا، اجاب "خلاص كفاية".