أخبار

بغداد تطلق على عملياتها في المدينة تصفية الحساب

اتفاق عمان لحل أزمة الفلوجة مهدّد بالسقوط قبل إعلانه!

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بعد أيام من تفاؤل شعبيّ عراقيّ بقرب الاعلان عن اتفاق لحل مشكلة الفلوجة بين الحكومة وعشائر محافظة الأنبار الرافعة للسلاح لانتزاع المدينة من سيطرة مسلحي تنظيم داعش التي تسيطر عليها منذ اربعة اشهر ظهرت اليوم مؤشرات الى فشل الاتفاق الذي ذكر أنه وقع بين ممثلين عن الطرفين في عمان قبل اعلانه فيما تواصل القصف المدفعي على المدينة وسط اعلان مساجدها النفير العام تحسبا لاقتحامها من قبل الجيش.

لندن: أشار رئيس مجلس عشائر محافظة الأنبار امير الدليم الشيخ علي حاتم السليمان إلى أنّ هجوم القوات الأمنية على الفلوجة يجرى من اربعة محاور الأول: معسكر طارق وحي الشهداء إلى سد الفلوجة والثاني من الفلاحات باتجاة السد والثالث: من مطار المثنى الطريق القديم الكرمة عسكريا والرابع بواسطة زوارق بالماء باتجاه السد فقد أكد انه لم يتفاوض مع الحكومة المركزية بشأن الازمة التي تشهدها محافظة الأنبار خلال زيارته الاخيرة للعاصمة الاردنية عمان.

وأضاف في كلمة تضمنها شريط فيديو انه منذ مغادرته العراق إلى عمان الاسبوع الماضي "بدأت وسائل الإعلام المغرضة بمحاولة الصاق التهم وإثارة الشبهات حول الزيارة".. وأوضح "خلال تواجدي في الأردن لم يجرى اي لقاء او اتصال مع اي مسؤول تابع لحكومة المالكي وأتحدى اي جهة تدعي إثبات ذلك". وقال ان زيارته عمان كانت للقاء علماء الدين وشيوخ العشائر المقيمين في خارج العراق من اجل التباحث والتشاور في ما يجري بالأنبار الآن.

وشدد على ان "ثورة الأنبار ماضية في طريقها لحين تنفيذ مطالب المعتصمين" رافضا القبول بأي مبادرة ما لم يتضمن انسحاب الجيش من ارض المحافظة بالكامل. وأشار إلى أن "هناك جهات تصدر بيانات لتشتيت الجهد الذي سعى من اجله ثوار الأنبار والمجالس العسكرية"، مهددا بأن "الرد سيكون قاسيا عليهم وعلى من يدعمهم اذا ما استمروا على هذا المنوال".

وأوضح السليمان أنه منذ اللحظة الأولى كانت تظاهرات المحتجين (منذ اواخر عام 2012) سلمية واستمرت على مدى عام لكن الحكومة هي التي ارغمت العشائر على الوقوف والدفاع عن حقها". وأكد قائلا "اننا ماضون بخطين متوازيين الاول استمرار الثورة العسكرية لأخذ حق أهل الأنبار والمحافظات الست والثاني بالاتصال مع جميع الجهات لتبيان حقيقة ما يجري في الأنبار".

وأضاف امير الدليم أن "الحكومة تحاول الضغط على ثوار العشائر عن طريق العوائل النازحة واستغلال ظروفها الصعبة". وأشار إلى أنّ الأنبار "متفقة على أمرين مهمين هما: اننا ضد جميع أنواع الإرهاب الذي أتى به حلف الغادرين وبعض السياسيين المحسوبين على حكومة المالكي والامر الثاني ان تستمر هذه الثورة لحين نيل حقوق الناس".

وغادر علي حاتم السليمان العراق متوجها إلى عمان في 25 من الشهر الماضي عبر منفذ طريبيل الحدودي وعاد إلى محافظة الأنبار في الثالث من الشهر الحالي فيما أشارت مصادر إلى أنّه التقى في عمان عددًا من شيوخ عشائر المحافظة ورجال دين بينهم مفتي الديار العراقية رافع الرفاعي والشيخ احمد الكبيسي.

وكانت معلومات راجت مؤخرا عن اتفاق تم التوصل اليه في عمان بين ممثلين عن عشائر الأنبار يتقدمهم امير الدليم علي السليمان وآخرين عن الحكومة العراقية يتقدمهم طارق نجم العبدالله القيادي في حزب الدعوة والمقرب من المالكي برعاية من السلطات الاردنية التي بدأت تضيق من النتائج السلبية للمواجهات المسلحة في الأنبار المحاذية للاردن من ناحية عرقلة وصول النفط العراقي وتصدير الخضر والفواكة الاردنية إلى العراق وتأثر التجارة بين البلدين بمجملها.

ويقضي الاتفاق بين الحكومة والعشائر التي تبحث حاليا بنوده التي تم التوصل اليها بين الطرفين اثر مباحثات سرية في عمان جرت خلال الايام الثلاثة الاخيرة تقضي بانسحاب جميع قوات الجيش البرية والجوية من مدن وقرى الأنبار باستثناء منطقة الحدود الدولية مع كل من الأردن وسوريا والسعودية وإصدار عفو شامل وعام غير مشروط عن جميع مقاتلي العشائر وإطلاق سراح جميع النساء المعتقلات إضافة إلى عزل محافظ الأنبار وتسمية محافظ جديد واعادة هيكلة جهاز الشرطة وتخصيص مليار دولار تعويضات للضحايا المدنيين واعادة اعمار المحافظة. ومقابل ذلك يعلن المجلس العسكري لعشائر الأنبار عن وقف عملياته العسكرية وإعلان البراءة من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش".

كما يقضي الاتفاق بالتعاون مع الجيش لعزل داعش وطردها من مدن المحافظة المختلفة من قبل الثوار أنفسهم وإعادة الحياة إلى طبيعتها في الأنبار، وفتح الادارات والمؤسسات الحكومية والرسمية والمحاكم وبشكل رسمي وطبيعي وإطلاق عناصر الجيش الأسرى وإعادة عشرات الآليات العسكرية من دبابات ومدرعات كان ثوار العشائر قد استولوا عليها.&
&
تصفية الحساب

وفيما اطلقت السلطات العراقية اليوم على العمليات العسكرية الجارية في الفلوجة منذ ثلاثة ايام شعار "تصفية الحساب" فقد أكد مجلس الأنبار عدم خروج الجيش من المحافظة وتوقع حل أزمتها قريباً.

ونفى نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي خروج الجيش من المحافظة أو وجود خطة لمداهمة الفلوجة متوقعاً التوصل إلى حل قريب لأزمة المدينة والمحافظة بعد أن اتفق الجميع على رفض جعلها "ساحة للمعارك أو أن يتجدد فيها ما يحدث في سوريا" على حد قوله. واضاف ان الأنباء التي تحدثت عن انسحاب الجيش من الأنبار عارية عن الصحة فهو لا يزال متواجداً في أنحاء المحافظة كلها باستثناء مدينة الفلوجة.

ونفى العيساوي في تصريح صحافي الخميس ما تناقلته وسائل الإعلام بشأن وجود خطة لمداهمة مدينة الفلوجة خلال اليومين المقبلين مبيناً أن القيادات الأمنية تبحث حالياً عن حلول سلمية من خلال المفاوضات، لإنهاء أزمة الفلوجة.

وأشار إلى أنّ وفداً من الحكومة المحلية يضم مجموعة من شيوخ العشائر وعلماء دين يعقد الآن مؤتمراً خارج الأنبار يستمر& يومين، بهدف التوصل لحل سلمي لأزمة الفلوجة رافضا الكشف عن المحافظة التي يعقد فيها المؤتمر والشخصيات المشاركة فيه لكنه أوضح ان نتائج المؤتمر ستعلن خلال اليومين المقبلين مؤكداً أن الحل أصبح قريبا وبأيدي أهالي الأنبار.

ومن جهتها قالت وكالة "المدى برس" في تقرير لها من الفلوجة اليوم الخميس ان مدينة الفلوجة تتعرض إلى قصف مدفعي متواصل من قبل قوات الجيش العراقي المنتشرة خارج المدينة، مشيرا إلى أن ائمة الجوامع في المدينة اعلنوا "النفير العام" فيها تحسبا لاقتحامها من قبل الجيش.

واضافت إن قوات الجيش قصفت بشكل عنيف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون مناطق مختلفة في مدينة الفلوجة (62 غرب بغداد) موضحة إن القصف بدأ من الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل واستمر بشكل متقطع حتى الصباح. واضافت أن ائمة الجوامع اعلنوا النفير العام في المدينة عبر مكبرات الصوت داعين ما يسمى بـ"مقاتلي المجلس العسكري للعشائر" للتأهب تحسبا من اقتحام قوات الجيش للمدينة.

يذكر أن محافظة الأنبار ومركزها مدينة الرمادي (110 كلم غرب العاصمة بغداد) تشهد منذ 21 كانون الأول (ديسمبر) عام 2013 عمليات عسكرية واسعة مما أثر على وضع الأهالي واضطر مئات الآلاف منهم إلى النزوح خارج المحافظة أو داخلها وخلق توتراً واستقطاباً حاداً في عموم العراق نتيجة ما أوقعته من ضحايا بين صفوف المدنيين والعسكريين فضلاً عن تدمير دور المواطنين والبنى التحتية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف