أخبار

يتأسفون لتضحياتهم التي ذهبت هباء

سقوط الفلوجة بيد القاعدة يحبط أميركيين حاربوا فيها

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كانت الفلوجة قبل عقد من الزمن مسرح قتال عنيف تمكن الأميركيون بنهايته من طرد القاعدة منها، وهم يتحسرون اليوم على تضحياتهم عندما رأوا الفلوجة ثانية بيد القاعدة.

قبل عشر سنوات، فرض الجهاديون سيطرتهم على الفلوجة، بعد أكثر المعارك دموية في النزاع العراقي، لكن رؤيتهم يستولون الآن على هذه المدينة تولد شعورًا بـ"الاحباط وخيبة الامل" لدى العديد من الجنود الاميركيين القدامى، الذين يتساءلون لماذا قاتلوا هناك.

صفعة لأميركا

فمند أسبوع، سقطت الفلوجة، كبرى مدن الانبار ذات الغالبية السنية والحدودية مع سوريا، في ايدي مقاتلي "تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش)، وهي مجموعة متفرعة عن تنظيم القاعدة، واعضاء من العشائر المناهضة للحكومة. وكتب ديفيد بيلافيا على مدونته من مدينته باتافيا بولاية نيويورك: "انه وضع يصعب قبوله بالنسبة للمقاتلين القدامى في تلك الحرب، وهي انها صفعة لسياستنا في الشرق الاوسط".

وهذا السرجنت السابق منح ميدالية النجمة الفضية، إحدى ارفع الميداليات الاميركية، تقديرًا لشجاعته اثناء عملية "الشبح الغاضب" في تشرين الثاني (نوفمبر) 2004 في شوارع المدينة. طوال أيام الحرب في العراق، عرفت الفلوجة بأنها من معاقل التمرد.

في نيسان (ابريل) 2004، أدى مقتل اربعة موظفين في الشركة الامنية الخاصة "بلاك ووتر" وعرض جثثهم أمام العامة إلى شن هجوم اميركي أدى بسبب عنفه تجاه المدنيين إلى توجيه انتقادات حادة لمشاة البحرية آنذاك.

وكانت عملية الشبح الغاضب المعركة الثانية في الفلوجة، بدت وكأنها عملية ثأر، وحشدت في تشرين الثاني (نوفمبر) في تلك السنة اكثر من عشرة الاف اميركي من فرقة النخبة في المارينز، لاستعادة المدينة من المتمردين العراقيين.

مخيب للآمال

قال السناتور الجمهوري جون ماكين، الذي ايد بحماس ابقاء قوة في العراق بعد الانسحاب اواخر 2011، بغضب: "سقط 95 من المارينز والجنود اثناء المعركة الثانية في الفلوجة، واكثر من 600 جريح، وكل ذلك للاشيء".

واعتبر اريك هرنانديز، الجندي السابق في المارينز، على موقع فايسبوك: "تكللت عملية الشبح الغاضب بالنجاح، واخذنا المدينة من المتمردين، وجعلناهم يعيشون نار جهنم، فليستولي الجهاديون على الفلوجة. فقد قمنا بدورنا، ولم تعد الآن مشكلتنا".

وقال النائب الجمهوري دانكان هانتر، الذي خدم مع كتيبته في الفلوجة في العام 2004: "ان الشعور السائد هو الغضب". لكنه اوضح لصحيفة دائرته سان دييغو يونيون تريبيون، أن لا شيء هام يمكن فعله. وتساءل: "إعادة الكرة في الفلوجة في 2014 وخسارة مئة اميركي اكثر؟ لماذا؟ للانسحاب مجددًا وترك القاعدة تستولي عليها بعد سنتين؟".

وقال الكولونيل السابق بيتر منصور، الذي كان الذراع اليمنى للجنرال ديفيد بترايوس القائد الاعلى للقوات الاميركية في العراق: "مخيب للآمال أن نرى الوضع في العراق يتدهور بعد التضحيات الكبيرة التي قدمها العسكريون الاميركيون لاعطاء فرصة للعراقيين بمستقبل افضل".

تركناه يهوي ورحلنا

كان منصور ينظر إلى القوات الاميركية على انها وسيطة بين الاطياف العراقية، وكانت تشكل اللبنة التي تحفظ وحدة العراق. ورحيلهم كان خطأ بنظره لانه سمح للجهاديين بالاستيلاء على الفلوجة.
ويشاطره هذا الراي تيودور ليستر، وهو محارب قديم في عملية الشبح الغاضب، قال: "حتى السذج كانوا يعلمون أن ذلك سيحصل يومًا".

فمع سقوط الفلوجة، يترأى له بداية حرب أهلية جديدة، "وما يفاجئني هو أن ذلك لم يحصل قبل الآن". وأضاف هذا الجندي السابق في المارينز، الذي لا تساوره الأوهام: "في العراق دمرنا كل شيء، ثم رقعنا الامور، وزعمنا أن كل شيء جيد، في حين تركناه يهوي ورحلنا".

وأقر كريس غاريت، الذي شارك في عمليتي انتشار في العراق، أنه لا يزال يتساءل إن كان كل ذلك يستحق تلك المعارك واولئك القتلى والدمار، "لا اعرف بعد، انه امر محزن التفكير بان ذلك كله ذهب هباءً".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف