جعفر الصدر دعا لحكومة تبعد رئيس الوزراء الحالي
المالكي بمرمى نيران مؤسس حزبه: صار عامل فرقة لا وحدة!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
شنّ نجل مؤسس حزب الدعوة الاسلامية العراقية هجومًا لاذعًا على زعيم الحزب الحالي نوري المالكي محملًا إياه مسؤولية الإنفراد بالسلطة واتخاذ القرار، وتهميش الآخرين واختلاق الأزمات والدخول في محاور إقليمية.. داعيًا إلى حكومة وحدة وطنية تستثنيه وتتولى معالجة الازمة الحالية مشددًا على أنه صار عامل فرقة لا وحدة.
لندن: قال النائب عن التحالف الوطني الشيعي جعفر محمد باقر الصدر، نجل مؤسس حزب الدعوة الاسلامية آية الله الصدر، الذي أعدمه رئيس النظام السابق صدام حسين عام 1980 في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نصه الجمعة، "نمر اليوم بمرحلة عصيبة في تاريخ وطننا العزيز مما يفرض على الجميع مسؤولية إبداء النصح تجاه الوطن وعلى الجميع تقبل قول الحق، وإن كان مُرّاً والعمل على أساسه دون مهادنةٍ أو مواربة وأن ما يحصل في بلدنا العزيز نتيجة طبيعية للسياسات التي مورست من الطبقة السياسية التي تشكلت بعد سقوط النظام الصدامي المجرم ودخول المحتل ارضنا المقدسة باجندته الخبيثة الطامحة لتقسيم العراق ونهب ثرواته".
وكان جعفر الصدر قد فاز بعضوية مجلس النواب في انتخابات عام 2010 وحل ثانيًا بعد المالكي في عدد الاصوات قبل أن يستقيل احتجاجًا على الاوضاع السياسية في البلاد.
سياسات خاطئة
وأشار جعفر الصدر في بيانه إلى أنّه قد "نشأ في العراق نظام سياسي بعد عام 2003 على اساس المحاصصة الطائفية والعرقية، وظَنَّ كل مكون وفريق من أبناء شعبنا أن ما يضمن حقوقه تمسكه بمطالبه الفئوية الضيقة دون النظر إلى باقي شركائه، ودون اعتبارٍ لمصلحة الوطن، ونتج عن ذلك دستورٌ أصبح محل خلافٍ بدلاً من أن يكون عقد اتفاق بين ابناء هذا الوطن، وكان للسياسات الخاطئة التي انتهجها القائمون على الحكم من انفراد بالسلطة وفي اتخاذ القرار وتهميش الآخرين واختلاق الأزمات والدخول في محاور إقليمية، الأثر البالغ في تأزم الوضع وشل العملية السياسية والمساس بوحدة الوطن وشعبه".
وشدد على أنّ "الفشل في التعاطي مع كل الملفات صار عامل فرقة لا وحدة، مؤكدًا ضرورة الابتعاد عن الشعارات الطائفية والعرقية والمواقف المفرقة لجمع وحدة الوطن والوقوف جميعاً صفاً واحداً خلف قواتنا الامنية ودعمها في واجبها الوطني في تطهير ارضنا من الارهابيين والتفريق بين اعداء الوطن من داعش والصداميين، وبين حاملي المطالب السياسية التي يرفعها المكون السني ودعوة الأخوان السنة إلى البراءة الصريحة من داعش والصداميين ودعوتهم للمشاركة الفعالة في تحرير مناطقهم من اعدائهم واعدائنا، اعداء الوطن".
دعوة لحكومة وحدة تستثني المالكي
ودعا جعفر الصدر إلى "قيام حكومةِ وحدةٍ وطنيةٍ جامعة لكل مكونات شعبنا تقوم على عاتقها معالجة الازمة التي تمر بها البلاد وإقصاء للمسؤولين المباشرين عليها".. وقال " أخص بالمسؤولية رئيس مجلس الوزراء المنتهية صلاحيته نوري المالكي الذي فشل في التعاطي مع كل الملفات حتى صار عامل فرقة لا وحدة".
وطالب بضرورة "الابتعاد عن الشعارات الطائفية والعرقية والمواقف المفرقة لجمع وحدة الوطن والوقوف جميعاً صفاً واحداً خلف قواتنا الأمنية ودعمها في واجبها الوطني في تطهير أرضنا من الإرهابيين"،. وشدد على ضرورة "التفريق بين أعداء الوطن من داعش والصداميين وبين حاملي المطالب السياسية التي يرفعها المكون السني ودعوة الإخوان السنة إلى البراءة الصريحة من داعش والصداميين ودعوتهم للمشاركة الفعالة في تحرير مناطقهم من أعدائهم وأعدائنا، أعداء الوطن".
دعوة لعدم خسارة وطن
وناشد الصدر الامم المتحدة والمرجعيات الدينية والعشائر العراقية لأن يكون لهم دور الراعي لعملية الحوار للوصول إلى مبتغاه المطلوب والضغط من خلال وحدتنا وموقفنا الموحد".. وطالب "الدول الاجنبية واخص بالذكر الولايات المتحدة والدول الاقليمية لكف يدها عن العراق والامتناع عن التدخل في شؤونه الداخلية."
وحذر جعفر الصدر في الختام من "أن الفتنة التي نمر بها قد تجرنا إلى الدخول في ما لاتحمد عقباه، ولا تحقق لأحدٍ منّا مكسباً الا العدو المتربص بوطننا وامتنا وديننا وسوف يأتي يوم يندم فيه الجميع على خسارة وطنٍ هو مهد الحضارة وسكن الانبياء ومستودع الائمة فلنهب لجمع شملنا وتحقيق وحدتنا وبناء عراقنا ولنفوّت الفرصة على عدونا..عاش العراق وطن الجميع وعاش شعبه عزيزاً كريماً".
والصدر شاب في بداية الأربعينات من العمر وفاز بعضوية مجلس النواب عن قائمة ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي في الانتخابات النيابية التي جرت عام 2010 الا أنه استقال. ووالد جعفر الصدر يطلق عليه في العراق "الصدر الأول" لتميزه عن محمد محمد صادق الصدر "الصدر الثاني"، والد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري الذي اغتيل عام 1998.
وجعفر الصدر كان معمماً طوال دراسته الدينية، والتي وصلت إلى آخر مراحل بحث الخارج، وهي الأخيرة في الحوزة الدينية، ومن ثم توجه إلى الدراسة الأكاديمية وخاصة القانون وحصل على الماجستير في المادة ولكنه نزع الزي الديني لأنه، كما قال في إحدى المقابلات التلفزيونية، يقيده خلال دراسته في لندن في الجامعة الإسلامية.