المحافظ يرفض ارغام بغداد للموظفين على إجازة إجبارية
4 ملايين موصلي بين مطرقة داعش وسندان الخلافات السياسية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يعيش حوالي 4 ملايين عراقي، هم سكان محافظة نينوى الشمالية، حالة من الارتباك والخوف من الاجراءات الصارمة التي فرضها عليهم تنظيم داعش الذي يسيطر على عاصمتها الموصل منذ أسبوعين وبين تصاعد الخلافات بين محافظها والحكومة المركزية التي منعت موظفي المحافظة من الالتحاق بوظائفهم، الامر الذي قد يطيل أمد الازمة فيها.
لندن: وصف محافظ نينوى (375 كم شمال غرب بغداد) اثيل النجيفي القيادي في ائتلاف "متحدون للاصلاح" قرار الحكومة المركزية في بغداد بمنح موظفي المحافظة إجازة إجبارية بأنه إجراء غير واقعي، وغير قانوني وغير مسؤول، ولم تتم استشارة المحافظة فيه.
وأضاف النجيفي في تصريح صحافي نشره على صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، واطلعت على نصه "إيلاف"، أن "القرار يهدف إلى شل الحياة المدنية في محافظة نينوى بما فيها المناطق الآمنة ولا يأخذ&في الاعتبار حجم الكارثة الانسانية التي ستصيب 3.7 ملايين نسمة عند إيقاف جميع خدمات الدولة.
وقال النجيفي "ألم يسأل مجلس الوزراء نفسه كيف ستشتغل مشاريع الماء، وكيف ستعمل المستشفيات، وكيف سيعمل موظفو الكهرباء ومن سيصرف رواتب الموظفين، وما ذنب المناطق الآمنة التي أصبحت مكتظة بالنازحين من المدينة، هل نحن بحاجة الآن لنتحدث عن نوع المؤامرة على أهالي محافظة نينوى مرة اخرى، وهل ينتظر المجتمع الدولي نزوحاً جماهيرياً لملايين البشر".
وطالب النجيفي الموظفين الاستمرار في عملهم وتقديم خدماتهم للمواطنين، فإن ارتباطهم الاداري بالمحافظة وليس بمجلس الوزراء حسب القانون، واذا لم تدفع الحكومة المركزية رواتب موظفينا فسيكون حالنا كحال اقليم كردستان نبحث عن الحلول من خارجها".
وكانت اللجنة الوزارية المكلفة من قبل مجلس الوزراء لإدارة الأزمة في نينوى قد منحت قبل ايام الموظفين في المحافظة إجازة مفتوحة إلى حين تحريرها على أن لا يتواجدوا في الدوام والدوائر خلال هذه الفترة. وشدد النجيفي على أن الجيش الوحيد المؤهل لدخول الموصل سيكون من أبناء الموصل.. وتساءل قائلاً "متى تستوعب القيادات في بغداد الأثر السلبي للعنتريات الفارغة على ثقة المواطنين بمنظومة الدولة".
وأضاف النجيفي "الآن نسمع التصريحات بأن الجيش يستعد للهجوم على الموصل خلال ساعات وأود أن اطمئن أهل الموصل بأن الجيش الوحيد المؤهل لدخول الموصل سيكون من أبناء الموصل ولن يدخل الجيش حتى يقتنع أهل الموصل ويرحبون به". وأكد قائلاً: "نحن لا نرضى بجيش يدخل ليقاتل أهل المدينة بل جيش يفرض النظام في المدينة والفرق كبير بين الاثنين".
ويأتي موقف محافظ نينوى هذا في وقت يتعرض فيه لإتهامات من وزراء ونواب ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي الذين يتهمونه بالخيانة والهرب من المحافظة لدى دخول مسلحي تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية "داعش" إلى المدينة وسيطرتهم عليها خلال ساعات اثر انسحاب قيادات وعناصر القوات الامنية في المحافظة، والبالغ عددهم اكثر من 60 الف فرد.
داعش تفرض اجراءات صارمة وتصاعد أعداد النازحين
ووسط هذا الجدل والخلافات بين الحكومتين المحلية في الموصل والمركزية في بغداد، فقد وزع تنظيم داعش منشورات في المدينة تؤكد أن جميع الأموال الحكومية تؤول للتنظيم وطالبت المسلمين بالصلاة جماعة لا فرديًا، ودعوة العلماء المحليين وشيوخ العشائر للعمل معهم وتجريم أي تعامل مع الحكومة العراقية أو البرلمان وفتح "باب التوبة" أمام الموظفين الحكوميين وأفراد الجيش. وحرم التنظيم المراقد والمزارات وشواهد القبور، وأكد العمل على تدميرها أما النساء فلا يخرجن إلا لحاجة قصوى وبملابس فضفاضة وحجاب.
واثر ذلك، أعلن الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان روبرت كولفيل إن عدد الذين قتلوا في الأيام الأخيرة بعد دخول "داعش" الموصل ربما يصل إلى المئات. وقال إن مكتبه تلقى تقارير تفيد بأن عمليات القتل شملت إعدام 17 مدنياً يعملون لدى الشرطة، إضافة إلى موظف قضائي بوسط الموصل. وأشار إلى أنّ سجناء أخرجهم المسلحون من السجن يسعون للانتقام من المسؤولين عن حبسهم.
وأكد قائلاً: "لدينا أيضًا تقارير تشير إلى أن القوات الحكومية ارتكبت كذلك تجاوزات وبخاصة قصف مناطق مدنية في السادس والثامن من الشهر الحالي وهناك مزاعم بأن ما يصل إلى 30 مدنياً قتلوا".
كما أكدت مصادر في محافظة نينوى أن تنظيم داعش فرض الجزية على المسيحيين في الموصل حتى لا يتم قتلهم أو الاستيلاء على ممتلكاتهم.. واوضحت أن مبالغ الجزية تبلغ حوالي 250 دولارًا وصولًا إلى مبالغ كبيرة تفرض على التجار منهم.
ونتيجة لهذه الاوضاع يتواصل نزوح سكان الموصل، حيث اعلنت جمعية الهلال الأحمر العراقية اليوم الاحد عن ارتفاع عدد الاسر النازحة من المحافظة إلى اكثر من 81 ألف اسرة. وقال الأمين العام المساعد للجمعية محمد الخزاعي في بيان إن "فرق الهلال الاحمر سجلت نزوح أكثر من 81 ألف اسرة من مختلف مناطق محافظة نينوى إلى عدد من المحافظات الشمالية وبعض المحافظات الجنوبية".
وأضاف أنّ عدد الاسر النازحة إلى محافظات اقليم كردستان الثلاث اربيل والسليمانية ودهوك بلغ أكثر من 63 ألف اسرة، فيما توزع أكثر من 11 الف اسرة على مناطق سنجار والحمدانية وسهل نينوى وطوز خورماتو، مشيرًا إلى أنّ "ستة آلاف أسرة توزعت على محافظات ديإلى وواسط والنجف والديوانية وميسان" في وسط البلاد وجنوبها.
وأشار الخزاعي إلى أنّ جمعية الهلال الأحمر وزعت مساعدات غذائية اغاثية لأكثر من أربعين الف اسرة نازحة، كما استطاعت توفير مياه الشرب لأكثر من ثلاثين الف اسرة، وقال إن "فرق الإغاثة استطاعت من إدخال خمس قوافل محملة بالمواد الغذائية والاغاثية والطحين والوقود غاز الطبخ لعدد كبير من تلك الاسر النازحة.
يذكر أن العراق يعاني حاليًا من انهيارات امنية خطيرة دفعت برئيس الوزراء نوري المالكي إلى إعلان حالة التأهب القصوى في البلاد في العاشر من الشهر الحالي بعد سيطرة مسلحي داعش على محافظة نينوى بالكامل وتقدمهم نحو محافظات صلاح الدين وكركوك وديإلى والانبار وسيطرتهم على بعض مناطقها قبل أن تتمكن القوات الأمنية من استعادة السيطرة على العديد من المناطق.