واشنطن تسعى لتبديد مخاوف دول الخليج وسط فوضى اقليمية
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: مع اتساع نطاق النزاعات في منطقة الشرق الاوسط، تسعى الولايات المتحدة الى طمأنة حلفائها في دول الخليج بان استراتيجيتها في المنطقة ستتعزز ولن يضعفها اي اتفاق نووي مع ايران.
ويبدو ان الادارة الاميركية تواجه سلسلة من التحديات المعقدة في منطقة الشرق الاوسط، كان احدثها حملة القصف الجوي التي تقودها السعودية في اليمن والتي تضيف تعقيدا جديدا الى سلسلة المشاكل في المنطقة التي تشهد مواجهة بين السنة والشيعة وربما كذلك بين السنة والسنة.&فمن الحرب في سوريا الى انهيار الحكومة في ليبيا، والمعركة ضد مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية السنية المتشددة، والنزاع في اليمن، اطلق ما يسمى ب"الربيع العربي" التوترات المذهبية والقبلية المكبوتة منذ عقود.&وكتب انطوني كوردسمان الخبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان "الصراعات المختلفة التي تواجهها الولايات المتحدة الان معقدة للغاية، ومن غير الواضح ما اذا كان امام الولايات المتحدة او اي من حلفائها اي خيارات استراتيجية واضحة توفر حلا ممكنا" لهذه التعقيدات.&ومع اقتراب المهلة النهائية للتوصل الى اتفاق بين ايران والدول الكبرى بشان برنامج طهران النووي بحلول 30 حزيران/يونيو، سيعقد الرئيس الاميركي باراك اوباما قمة مع قادة الدول الخليجية لتبديد مخاوفهم بشان اي تقارب بين الولايات المتحدة والجمهورية الاسلامية الشيعية، وتبادل الافكار حول كيفية اطفاء الحرائق المشتعلة في المنطقة.&وصرح اوباما في وقت سابق من هذا الشهر ان المحادثات التي ستجري في البيت الابيض وفي منتجع كامب ديفيد في 13 و14 ايار/مايو "ستتناول كيفية تعزيز تعاوننا الامني وحل مختلف النزاعات التي تسببت حتى الان في المعاناة وعدم الاستقرار في انحاء الشرق الاوسط".&وترى الادارة الاميركية ان كبح البرنامج النووي الايراني المثير للشبهات سيجعل المنطقة اكثر امانا اذ انه سيزيل خطرا وشيكا من امتلاك طهران قنبلة نووية، وربما يقرب النظام الايراني خطوة الى العودة الى حظيرة المجتمع الدولي.&الا انها كذلك تغامر بانه خلال فترة اي اتفاق شامل يتم التوصل اليه والتي يتوقع ان تكون ما بين 10-15 عاما، يمكن ان تحدث تغييرات داخلية تتسبب في تغير كبير في طموحات ايران الاقليمية.&ويعتقد بعض المنتقدين لاي اتفاق مع ايران ان مثل هذا الاتفاق قد يمنح مزيدا من الجرأة لايران المتهمة بالتدخل في الشرق الاوسط من خلال دعم الحوثيين في اليمن ودعم النظام السوري وتسليح حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية.&وكتب هنري كيسينجر وجورج شولتز وزيرا الخارجية الاميركيان السابقان في صحيفة وول ستريت انه "لكي تكون ايران عضوا جيدا في المجتمع الدولي، فان الشرط المسبق هو ان تقبل بقيود على قدرتها على زعزعة منطقة الشرق الاوسط وعلى تحديها للنظام العالمي الاوسع".&وقالا انه "في غياب القيود النووية والسياسية، فان حلفاء اميركا التقليديين سيستنتجون ان الولايات المتحدة قبلت التعاون النووي المؤقت مع ايران مقابل الرضوخ للهيمنة الايرانية".&ورغم ان اوباما اثبت انه غير مستعد لتخصيص موارد عسكرية هائلة لمواجهة النزاع سواء في سوريا او العراق، فان بلاده تقود حملة القصف الجوي التي يشنها التحالف ضد تنظيم الدولة الاسلامية وتقدم المساعدات الانسانية الضخمة للبلدين وتسعى الى تدريب وتقوية القوات الامنية المحلية في العراق.&كما تقدم واشنطن الدعم الاستخباراتية للتحالف العربي ضد الحوثيين الذين تدعمهم ايران في اليمن.&ويعتقد البعض ان دعم اوباما لهذا التحالف هو نوع من التعويض عن عدم اتخاذه قرارا عسكريا حاسما بشان سوريا.&الا ان المحللين يحذرون من خطر ان تعهد الولايات المتحدة بالقتال في المنطقة، وخاصة ضد تنظيم الدولة الاسلامية، الى "خليط" من المليشيات والمسلحين غير الحكوميين الذين تدعم وتقود بعضهم علنا القوات العسكرية الايرانية.&واوضح يزيد صايغ الخبير في معهد كارنيجي انداومينت للسلام العالمي انه اذا انتصرت المليشيات في العراق "فان ذلك يعني ان الجميع بمن فيهم الولايات المتحدة سيشاركون في تقويض الدولة المركزية بشكل اكبر".&وطالب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال زيارة مهمة الى واشنطن هذا الاسبوع بان تقدم جميع اشكال المساعدات العسكرية لبلاده من خلال الحكومة، واعرب عن اسفه لما وصفه ب"المنافسة الاقليمية على السيطرة" في اشارة الى السعودية وايران.&واعترفت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف الجمعة بوجود مخاوف لدى دول الخليج، وقالت "هذه ساحتهم الخلفية ومنطقتهم (..) ولكن هناك امور يمكن ان نفعلها لطمأنتهم بشان قدراتنا وما يمكن ان نفعله لكي نشعرهم بالامان بشكل اكبر".التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف