ثقافات

أسسها الشاعر الراحل علي الدميني وعبدالله الخشرمي

من الرياض... عودة "النص الجديد" في نسخة إلكترونية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من الرياض: ضمن مبادرة دعم مجلات الآداب والفنون، أعادت هيئة الأدب والنشر والترجمة، التابعة لوزارة الثقافة السعودية، إحياء مجلة "النص الجديد" الثقافية والأدبية العريقة، التي قام بتأسيسها الشاعر الراحل علي الدميني وعبدالله الخشرمي، وذلك بنسخة حديثة إلكترونية، بعد توقف دام 23 عاماً.

انطلقت "النص الجديد" بنسختها الجديدة من خلال تدشين موقعها الإلكتروني (alnassaljadid.com) الذي نشر في عدده الأول أكثر من 20 مادة تنوعت بين مقالات وقراءات نقدية ونصوص شعرية وسردية وحوارات، والتي تأتي مواكبة للتطورات الثقافية والفنية التي تشهدها المملكة العربية السعودية، وبامتدادٍ لا يمكن تجاهله لصورتها الأولى، ومساحة رحبة لاحتضان الفنون في مجالاتها المتعددة.

ويمثّل إحياء المجلة قطافاً لأولى ثمار مشروع أطلقته هيئة الأدب والنشر والترجمة، يهدف إلى دعم مجلات الآداب والفنون، حيث عكفت الهيئة على دراسة عدد من المجلات الأدبية والفنية المستهدفة بالمشروع، واختارت من بينها مجلة "النصّ الجديد" لتكون أولى المجلات التي تحظى بدعم الهيئة ضمن هذه المبادرة.

وأكد الدكتور سعيد السريحي، عضو اللجنة الاستشارية في مجلة "النص الجديد"، أن أهم ما ينبغي أن تحافظ عليه المجلة في نسختها الحديثة، هو أن تكون امتدادا واستكمالاً لمبادئ المسيرة الأولى، وأن تحرص على تحقيق الأهداف التي تم تحديدها في العدد الأول من النسخة الأولى، مشيرا إلى أن أي انحراف بها عن تلك المبادئ والأهداف سيكون بمثابة تشويه لتاريخها، وتنكّر لمسيرة وجهد تلك الثلة من الأدباء الذين كانت المجلة بالنسبة لهم حلما حرصوا على تحقيقه، وبذلوا جهدهم أن يكون ممثلا لطموحهم في كتابة نص جديد يتمظهر في الشعر والسرد، ويتكرّس قبل ذلك وبعد ذلك في الدراسات النقدية.

عهد جديد
من جهة ثانية، قال الدكتور سعد البازعي، عضو اللجنة الاستشارية في المجلة، إن ما نأمله هو أن تقودنا استعادة المجلة التي حملت شعلة التحديث في مرحلة حاسمة من تاريخنا الأدبي، إلى تخوم أخرى في مرحلة مختلفة وعهد جديد. وأضاف "سيقرأ النص الجديد اليوم، وسينشر فيها جيل لم يكتب نصوص التسعينيات، وإن التقى ببعض من صدرت تلك النصوص عنهم. فالمسعى اليوم هو أن يكون النص الجديد جديداً بقدر جدة الجيل الجديد من قاصين ونقاد وشعراء وكتاب للنصوص العابرة لحدود الأنواع".

أما الروائي عبده خال، فعدّ الكتابة عن مجلة النص الجديد، في مقال نشر على الموقع الإلكتروني للمجلة "بمثابة سلوى لاستذكار النصوص المتقدمة التي كتبت في الثمانيات الميلادية، بالرغم من الضغوط المهولة التي مارسها الصحويّون ضد كُتّاب الحداثة في تلك الفترة". وقال " كُتّاب الحداثة كانوا ينشدون تطوّر المجتمع من خلال رؤية مستقبلية، تلك الرؤية التي كانت تقض مضجع الصحويىن، لأن المجتمع كان مُذعنا لدعوتهم لصالح التشدّد الديني، وساهم في تموضعهم تساهل بعض الجهات الرسمية".

دعم مجلات الآداب ولفنون
من جهته، وجّه رئيس تحرير النص الجديد، الشاعر أحمد الملا، شكره الجزيل لوزارة الثقافة ممثلة في هيئة الأدب والنشر والترجمة، على لفتتها من خلال مبادرة دعم مجلات الآداب والفنون، في إعادة إحياء هذه المجلة التي ستظل جديدة في كل وقت، وقال "ننطلق من جديد في النص الجديد، المجلة التي أسسها الشاعر الراحل علي الدميني، صاحب الرؤية العميقة، الذي بدأ التفكير بها مبكراً، قبل انطلاق عددها الأول في عام ١٩٩٣، حيث كانت الحداثة تصارع في تلك المرحلة رؤى عديدة ناقضة لها، بينما كانت تحاول أن تأخذ مكانها ومساحتها التي تليق بها في الأدب السعودي".

يذكر أن مجلة "النص الجديد" بنسختها الجديدة هي مجلة أدبيّة ثقافية تمثل منبراً حرّاً للنشر الأدبي وطرح الأفكار التي تتساوق مع تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في رفد المشهد الثقافي السعودي، ودعم الكتّاب والمبدعين في هذا المجال، وكانت المجلة قد انطلقت بإصدارها الأول في عام ١٩٩٣، بمبادرة ومشاركة عدد من الأدباء والمثقفين السعوديين، يتوزعون بين شعراء وكتّاب قصة ونقّاد، وفي مقدمتهم الشاعر الراحل علي الدميني، وناشرها الأستاذ عبدالله الخشرمي، واستمرت في الصدور على مدى عشر سنوات، بأعداد شبه سنويّة، قبل أن تتوقف بعد إصدار عددها المزدوج التاسع والعاشر في عام 2000. وقد مثّلت المجلة حين إطلاقها في المرحلة الأولى صوت الحداثة بميلها لكل ما هو جديد، وتميّزت بكونها مظلة أدبية وثقافية واسعة تعبر عن كتاب الحداثة في المملكة، وقد خاض مؤسّسوها والقائمون عليها في تلك الفترة رهانًا صعبًا في أن تَسد فراغا كبيرا بمشروع ثقافي جاد ومستمر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف