فضاء الرأي

ما هو سر الدفاع المستميت الروسي عن سوريا؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

• الان اصبحت ازمة سوريا فى عامها السادس و تعتبر اطول ازمة سياسية منذ اندلاع الربيع العربى منذ عام 2011، و سر استمرارها هى الدفاع المستميت من قبل روسيا لنظام بشار الاسد و بقائه فى الحكم لمدة اطول رغما عن مطالب المعارضة السورية و الجماهير الشعب السوري المنكوب تحت ظل سياسات لاانسانية لنظام بشار اسد و مؤسساته الحزبية ( حزب البعث العربى الاشتراكى).

طالت ازمة سوريا و استمرت معها القتل و الدمار و التشريد لكل مدن و قرى و اقضية سوريا من شمالها الى جنوبها  ومن شرقها الى غربها، سوريا اصلا بلد  فقير من ناحية الاقتصادية و فى ظل حكم عائلة الاسد منذ ستينات القرن الماضى لم يرى يوما مشرقا بدون غيوم خوف و هلع من الحرب و الاقتتال الداخلى و الصراعات السياسية و الانقلابات العسكرية وكل هذا نتيجة سياسات الخاطئة و الانانية لزمرة الحاكمة فى سوريا.

• والان وبعد 5 سنوات مستمرة من القتل و الهدم و التدمير البلد، شعار الحزب و الحكومة فى دمشق هو استمراره فى الحكم و مشاركته فى الانتخابات الرئاسية القادمة، كانما لم يحدث شيئا و البلد فى حالة سكون و امن و سلام بعيدا عن التناحرات و الصراعات السياسية و العسكرية و البلد تعيش فى حالة تقدم و ازدهار و الرفاهية و الجماهير الشعب راض كل الرضا عن الحكومة و الحزب الحاكم و يطالبونهم بالبقاء على رقبتهم.

كلنان نعرف ان حكومة بشار الاسد فى سوريا دمية ضعيفة بيد الدول العظمى و خاصة الروسيا و ايران  البلدين القويتين فى المنطقة و لهما مصالح سياسية و اقتصادية و دينية و مذهبية فى سوريا لابعد  زمن ممكن، وهم اصحاب راى و القرار الاخير و ليس بيد بشار اسد و حكومته ادنى قرار او راى، هم تدخلوا فى شؤون سوريا فى كل كبيرة و صغيرة منذ سبعينات و ثمانينات من القرن الماضى ايام قوة و جبروت الاتحاد السوفيتى فى المنطقة و العالم اجمع و ايران الاسلامية بعد حرب العراقية الايرانية اصبحت حليفا سياسيا و عسكريا و مذهبيا لسوريا و حافظ الاسد الاب و لحد الان العلاقات السياسية و الاقتصادية و العسكرية  مستمرة بين سوريا من جانب و كل من روسيا و ايران من جانب اخر.

التدخل العسكرى السافر لكل من روسيا و ايران فى الشؤون السورية منذ بدا ازمة سوريا فى عام 2011 و لحد الان لها اسبابها و دوافعها السياسية و الاقتصادية و الامنية، لان لكل من روسيا و ايران مصالح كبير فى سوريا من اجل استمرار وجودهم و قوتهم و موطىء قدم لهم فى المنطقة الشرق الاوسطية الغنية بالنفط و الغاز الطبيعى كمصدرين رئيسيين للطاقة و كشريان الرئيسى للتقدم و الازدهار  الحياة و المجتمع.

روسيا من اجل مصالحها الاقتصادية تدعم سوريا و بشار الاسد لانها لديها معاملات الاقتصادية بقيمة 6 مليارات دولار لبيع الاسلحة و المستلزمات العسكرية الاخرى للجيش السورى و هذا بمثابة مصدر كبير لايرادات المالية لروسيا و لها 4 قواعد عسكرية جوية(( قاعدة حميميم فى لازقية)) و بحرية(( فى طرطوس منذ ايام الاتحاد السوفيتى)) و برية فى سوريا و لها اكثر من 4 الاف عسكرى و سوريا بمثابة اخر قلاع و موطىء قدم لروسيا فى المنطقة، اذا خسرت روسيا  بشار الاسد و نظامه فى سوريا امام الجبهة العربية  السنية و الاوروبية بقيادة اميركا فانها تخسر كل شيىء فى المنطقة ولم تبقى لها وجود قوى و فعال فى المنطقة و سوريا  واحدة من اكبر خمسة عملاء لروسيا فى المنطقة.

ولروسيا اسباب اخرى غير سياسية و الاقتصادية فى سوريا ، فمثلا لها مصالح استراتيجية فى سوريا ضد خطر الحركات و المنظمات الاسلامية المتطرفة، لان لروسيا تجربة مع تلك الحركات فى شيشان و مناطق اخرى، و ايضا لها سبب وجيه لمصلحة الرئيس بوتين و حزبه الحاكم كورقة ضغط قوى لمنافسه و كورقة رابحة فى الانتخابات الروسية القادمة ،امام جماهير الشعب الروسى لكى يعلوا الروح الوطنية على الروح المتهاوى نتيجة فقر و كثرة مشاكلهم الاقتصادية  الداخلية و يريد البوتين  ان ينشغل الشعب الروسى  و يتوجهون الى خارج روسيا لكى ينسون مشاكلهم و فقرهم المدقع لحكومته و سلطانه. روسيا لا تريد ان تتكرر التجربة الليبية و الايرانية معها ، لانها تضررت نتيجة الحصار الاقتصادى على ايران على خلفية برامجها النووية بقيمة 13 مليار دولار و فى ليبيا تضررت بقيمة 5ر4 مليار دورلا وهى لا تريد ان تخسر كل الايرادات الاتية من سوريا من قطاع الطاقة و القطاع العسكرى.

الان اصبح حلم بوتين و روسيا استرجاع عظمتهم البائدة باى شكل من الاشكال،ولهذا يقف بوتين و روسيا امام كل محاولة من امريكا لزعزعة وضعها الداخلى و تقليل و تحجيم دورها فى العالم و المنطقة الشرق الاوسطية بشكل خاص،لهذا بوتين يعرف كيف يواجه امريكا و سياساتها فى المنطقة و لهذا يدعم بشار الاسد بمساعدة ايران كقائد لحلف عسكرى شيعي ضد  الحلف السنى العربى من العرب فى المنطقة بقيادة امريكا. و بهذا العمل اصبحت روسيا بلدا ذا قيمة و قرار لحل ازمة سوريا  وبدون روسيا و مشاركتها فى الحوار من اجل حل الازمة السورية لم تنجح المساعى و المحاولات من قبل امريكا و منظمة امم المتحدة، ولان فى الوقت الحاضر تركيا ايضا اصبحت حليفا و شريكا لروسيا و ايران فى مواجهة  التحالف الدولى بقيادة امريكا فى العراق و سوريا،اصبحت ازمة سوريا اكثر تعقيدا و بعيدا عن الحلول المرضية للجميع الاطراف. وكل محاولات روسيا و بوتين و جهدهم فى سوريا من اجل ابقاء  شرعيتهم و وقوتهم فى المنطقة امام قوة و جبروت امريكا و الدول الاوروبية.لان بوتين و روسيا تعرفان جيدا اذا لم تكون لديهم وجود عسكرى قوى و حقيقى فى المنطقة فتخسرون كل شيىء لسنوات طويلة قادمة.

اخيرا  فان السبب الرئيسى لروسيا و دفاعه المستميت من بشار الاسد و نظامه هو من اجل مصالحها السياسية و الاقتصادية لا غيرها، وليس من اجل سواد عيون الشعب السورى المنكوب وليس دفاعا من اجل حقوق الانسان و الديمقراطية و الحريات، بل روسيا كعادتها القديمة دائما تدافع و تساند الحكومات و الانظمة الطاغية و الدكتاتورية ضد شعوبهم و حرياتهم لان ايدولوجية و فكرة الشيوعية مبنية على ديكتاتورية العمال و بروليتارياو الثورة المسلحة و العنف الثورى وليس الديمقراطية و حكم الشعب و ليس عندها ادنى احتراما و ايمانا بالحريات الفرد و المجتمع، و تاريخ80 سنة من حكم الشيوعيين فى الاتحاد السوفيتى سابقا و كل لدول الاخرى التى تحكم فيها الحزب الشيوعى  دليل واضح ولا غبار عليها كتجارب مقيت و فاسدة و طاغية و ظالمة و دكتاتورية.

وهذ السر الرئيسى للدفاع الروسى من سوريا و حاكمه بشار الاسد،ولكن فى المطاف الاخير يجب ان ينتصر حكم الشعب و الاكثرية من اجل تحقيق امالهم و طموحاتهم المشروعة فى اسقاط النظام الاسدى و بناء حكومة و دولة عصرية مبنية على مبادىء الانسانية من الديمقراطية و الحرية و المساوات و الاخوة و العمل المشترك و احترام كل القوميات و الاديان و المذاهبالمختلفة في سوريا و العيش الهنيء و الرفاهية من اجل تقدم و ازدهار البلد وكل هذا يحتاج التكاتف و التعاون فيما بين كل المكونات الشعب السورى من القوميات العربية و الكردية و تركمانية و ايزيدية و الاشورية و غيرهم. ويجب ان لا يتكرروا التجربة الفاشلة لنظام البعث السورى فى ادارة البلد بشكل عسكرى و الانفرادى و حكم حزب الواحد و القائد الاوحد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اماراتيه ولي الفخر
اماراتيه ولي الفخر -

ما هو سر الدفاع المستميت الروسي عن سوريا؟))<< قصدك ما هو سر الدفاع العالم المستميت عن سوريا "" اصلهم يعلمون سـر ارض سوريا أرض العز والكرامه"

السياسة مصالح
علي البصري -

يغالط الكاتب نفسه من ان سورية هي ثورة ولايوجد ارهاب فلا نصرة ولاداعش وماعش و185 فصيل ارهابي ،فلماذا روسيا تدافع عن الاسد ضد هؤلاء ولاتجعلهم بؤرة ارهابية لحرق العالم ،،العالم المنافق يسمى ارهاب في سورية ثورة وفي العراق ارهاب وداعش والمقاتلين في حلب هم نفسهم في الموصل قتلوا وسبوا وفجروا وهدموا الحضارة والاثار ودمروا المدن وسببوا في تهجير نصف السورين ومن سورية الثورة اتى الينا الثوار من سورية الى العراق الذين يسموهم ارهابا وقسم يسمونهم مجاهدين او ثورة عشائر ،امريكا لاتتحالف من ارهاب السنة كما يتوهم الكاتب فهي لاتتعامل مع هؤلاء الا لقتلهم او لمحاربة ايران ثم تقضي عليهم قد تتعامل مع الارهاب المعتدل وقتيا ومرحليا كما يجري في سورية وفي نطاق محدود ،فتشوا عن حلول في سورية غير هذه الشراذم فامريكا لاتتعامل الا مع عملاء مدجنين ويعملون بالرموت كنترول !! روسيا لها مصالح منذ الثمانينات فلا اعتقد انها تسلم مصالحها لحلف امريكا لمجرد ان الحلف استخدم زومبيات التوحش لاسقاط الاسد لتصفية مصالحها .

من غير اسئلة
فول على طول -

الموضوع لا يحتاج للأسئلة ..لماذا تتدخل روسيا أو غيرها فى سوريا أو غيرها ....السياسة تربطها المصالح ...انتهى .