فضاء الرأي

وجهة نظر حول مواجهة الإرهاب

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يقول الكاتب البريطاني "فريد هاليداي" في كتابه "الأمة والدين في الشرق الأوسط": تعود كلمة الإرهاب في تاريخها الى الثورة الفرنسية، مثلها مثل مصطلحات أخرى را ئجة الان منها "حرب الغوار" "والثورة المضادة". وقد استخدمت كلمة "الإرهاب" في الأصل عام 1794م، للإشارة الى استخدام الإرهاب من جانب الحكومات ضد شعوبها. وهناك جانبان مختلفان لمفهوم الإرهاب لابد من اخذهما في الاعتبار. 

الجانب الأول: هو ما يسمى إرهاب سيادة القانون، أي إرهاب الحكومات، وقد ثبت بما لا يدعو الى الشك ان الأكثرية العظمى من اعمال الإرهاب التي ارتكبت في العالم الحديث اقترفها من هم في السلطة ضد من لا حيلة ولا سلطه لهم. ويصح هذا القول على ما فعلته دول داخل أراضيها، وهو ما تفعله - حاليا ومنذ زمن طويل - الحكومة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، والحكومة الامريكية ضد الدول المناوئة لها سياسيا، ويطلق الكاتب على هذا الجانب اسم "الإرهاب من فوق". 

اما الجانب الثاني: هو تبني الإرهاب أيديولوجيا، أي كمنظومة من القيم الدينية والفكرية التي لها صلة بالواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ولكن من الواضح انها تخدم أهدافا أخرى يسعى الى تحقيقها قادة المنظمات التي تتبنى او تؤمن بهذه الايديولوجيات، هذا الجانب يطلق عليه الكاتب اسم "الإرهاب من تحت"، ولا يمكن ربطه بدين او جنس او جنسية او منطقة جغرافية محددة، والدليل على ذلك الأعمال الإرهابية التي نفذتها منظمات كانت ناشطة في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي في أمريكا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا واليابان.

وحتى أواخر الستينيات من القرن الماضي لم تكن منظمات التحرير الوطنية التي تقاوم قوات الاحتلال وتسعى الى تحرير اوطانها من الاستعمار توصف بالمنظمات الإرهابية، وفي العالم العربي بالذات لم تلصق تهمة الإرهاب – بمفهومها الحالي – بالأحزاب السياسية إلا في بداية السبعينيات من القرن الماضي بعد ان ساد الغلو فكر بعض الأحزاب السياسية الدينية التي بدأت تكفر الأنظمة والشعوب معا، واعتمدت أسلوب العنف المفرط غير المبرر ضد كل من يخالفها الرأي، وتبنت في فكرها وأدبياتها موضوع "الدولة الدينية وفكرة الخلافة الإسلامية" كما حدث في مصر والجزائر ثم السودان وبعض دول الخليج العربية. وكان رد فعل الأنظمة الحاكمة حادا في مواجهة العنف والعنف المضاد، والنتيجة هي الدوران في حلقة العنف من "فوق" ومن "تحت".

لا يمكن اعتبار الإرهاب ظاهرة طارئة او مؤقتة، فالغلو والتطرف اللذان يقودان الى الإرهاب لهما جذور تاريخية في صلب جميع الأديان السماوية والايديولوجيات البشرية، وهي من صنع الانسان نفسه، كما ان الإرهاب أصبح ظاهرة متداخلة ومترابطة بالأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكلما تأزمت هذه الأوضاع ارتفعت وتيرة الإرهاب والعكس صحيح، ويبقى العامل الفكري المتطرف الذي يقود الى الوهم الزائف بامتلاك الحقيقة المطلقة هو السبب الجوهري للإرهاب.

وفي اعتقادي ان مواجهة الإرهاب ومحاولة اجتثاثه من المجتمعات العربية لن ينجح من خلال الحل الأمني وحده، وان كان ضروريا لحماية المجتمع، وانما الحل الناجع يكمن في توسيع رقعة المشاركة السياسية، وتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز العدالة الاجتماعية،وإصلاح نظام التعليم، وترشيد وتجديد الخطاب الديني، وإشاعة ثقافة القبول بالآخر، وتلبية متطلبات التوازن الاجتماعي، وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني، والانفتاح على الحضارات والمجتمعات الأخرى.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الإصلاح مستحيل في ظل
النظم الوظيفية الحالية -

بعيداً عن الهذيان الصليبي المتوقع والمعتاد من شلة الصليبيين المشارقة المعلقين في ايلاف فإننا نقول أن الانظمة العربية الوظيفية عصية على الإصلاح لا تريد الإصلاح ولا تستطيعه وهي سائرة في طريق الانتحار الذاتي آخذة الشعب والأرض معها ومثال ذلك سوريا ، ان زوال هذه الانظمة شرط أساسي لبناء واقع جديد قد يحتاج الى عقود السقوط والنهوض للوصول الى حالة مثالية من الاستقرار يمكن ان تسود فيه القيم الانسانية الاساسية كالحرية والعدالة والكرامة والمساواة .

لاشيء يضارع
ارهاب الدولة -

ارهاب الدولة ابشع بملايين المرات من ارهاب الأفراد والتنظيمات عندك واحد مثل سفاح الشام قتل حوالي مليون من شعبه وهجر ملايين عندك واحد تاني مثل الانقلابي العسكري في مصر قتل من يوم ما حكم حتى الان اكثر من خمسة الاف مواطن والاف المعتقلين الذين يموتون ببطء بسبب التعذيب او الاهمال

عتاب على الكاتب
فول على طول -

لا نشكك فى نوايا الاستاذ المحترم حسن العطار والذى نكن لة كل الاحترام ولكن لنا عتاب كبير علية . سيدى الكاتب يجب تحديد المرض بدقة والاعتراف بة بكل شفافية حتى يمكن علاجة علاجا صحيحا وما عدا ذلك لا جدوى من أى محاولات علاجية ...انتهى - أراك سيدى الكاتب تخلط بين الارهاب الدينى وتضعة فى سلة واحدة مع حركات التحرر أو الحركات الانفاصالية ومع الخلافات السياسية بين الدول والتى تؤدى الى الحروب بينها .وحتى نكون أكثر تحديدا فان الارهاب الدينى هو الأخطر لأن معتنقية يعتقدون أنة كلام اللة وواجب النفاذ وصالح لكل مكان وزمان ...الارهاب الدينى سيدى الكاتب ؟هو الذى يستند على نصوص دينية وهو عابر للقارات ويصيب الأخرين المخالفين لة فى العقيدة دون سبب الا أنهم كفار وأيضا يصيب البعض من أتباعة ولنفس السبب وهو التكفير . والحقيقة وبدون مواربة أو تزويق فان الاسلام فقط هو الذى يقبع وحدة فى هذة الخانة وتبريرك بأن الأديان الأخرى بها ارهاب أو ارهاب الدول أو شئ من هذا القبيل لهو تبرير غير مقبول . الارهاب الدينى هو الأخطر وهو الذى لا يمكن السيطرة علية لأنة اعتقاد دينى ويقبع فى الوجدان . أما المنظمات الأخرى مثل بادر ماينهوف أو الجيش الأحمر أو الألوية الحمراء أو غيرهم فهى منظمات غير عابرة للقارات بل نشاطها محدود فقط فى دولها ..ولا تستند على نصوص مقدسة ولذلك أمكن السيطرة عليها وزوالها . ونتفق معكم بعض الشئ فى طرق مواجة الارهاب ولكن نسألكم : كيف يمكن تجديد وترشيد الخطاب الدينى الاسلامى ؟ هل يمكن تغيير أو حذف مفردات التكفير والقتل التى يعج بها الاسلام ؟ وهل يقبل الاسلام بالانفتاح على الحضارات الأخرى ..وبقبول الأخر ؟ أنت تعرف أن الأخر عندكم هو كافر ويجب قتلة أو مواطن درجة عاشرة حتى لو كنت تعيش عالة عليهم وفى بلادهم ويجب عدم التشبة بة ...والاخر هو الجحيم كما قال سارتر ولكن عندكم فان الأخر فى دار الكفر أو دار الحرب . أما الأخر الذى شاء حظة التعيس أن يعيش بينكم فأنت تعرف كيف تنظرون الية . سيدى الكاتب أعتقد أن تعاليمكم هى أكبر عثرة أمامكم وأمام تحضركم وأمام البشرية جمعاء الان . كان اللة فى عونكم

محو الأمية ودعم الجهل
واحد -

حكومات السخرية لابد لها ان تولد منظمات مشوهة واعلام مطبل يحتقر كل من يستعمل عقله ويحاربه في لقمة عيشه او يسكنه السجون اوالمقابر فمن الطبيعي ان لا يتبقى في هذه المجتمعات غير الجهلة والطبالين ومداخن الاٍرهاب الممول بيد نفس الحكومات قبل ان ينقلب عليها كمخلوق فرانكنشتاين المشوه ، هل من المعقول في القرن الواحد والعشرين لا تعرف شعوبنا ميزانيتها وأين تبذر ولمن !!! صفقات بالمليارات وتعجز هذه الحكومات حتى عن الدفاع عن نفسها بل تستورد المرتزقة لحمايتها او لحروبها الغبية هنا وهناك ، هل سمعت بالتاريخ حكومات مثل التي ابتلت به دولنا ? الشعوب تتراقص لحكامها العواري والمختلين عقلياً او المتهورين يضربون يساراً ويميناً ويخرجوا من مهلكة ليدخلوا مهلكة اخرى والنتيجة دائماً وابداً هزائم وارواح تزهق وميزانيات مفلسة ، كم أتمنى ان يقوم الاعلام ولو مرة بدراسة لكل دولة وكم كانت حجم مردوداتها للعشر سنوات المنصرمة وأين هذه المليارات ولماذا خط الفقر يرتفع حتى في ما يسمى بدول النفط ! الاٍرهاب هو الأوكسجين الذي تعيش فيه هذه المحميات فلولاه لتساقطت العروش كقطع الدومينو ، من يخرج من دولنا الى الغرب لأول مرة ينتابه الذهول ويتعجب كيف للاخر ان يفعل كل هذا ونحن الى الخلف سائرون يقودنا متخلف ويسلمها الى متخلف اتعس متهور يلعب بمصيرنا وأجيالنا من بعدنا ، اننا سيدي مجرد مستشفى كبير للامراض العقلية يوزعون علينا حبوب التخدير لنبقى في جنوننا

صليبيون ارثوذوكس
يتنفسون حقداً -

كما توقعنا ولاحظ الكاتب فالصليبيون المشارقة لا يناقشون المقال وإنما يتخذونه غرضاً للتنفيس عن أحقادهم الكنسية والنفسية ضد الاسلام الذي يفترون عليه ويزعمون انه قتلهم لانهم كفار مع انهم بالمشرق الاسلامي موجودون ويتناسلون كالأرانب حتى اصبح تعدادهم بالملايين ولهم الاف الكنايس والأديرة وعايشيين متنغنغين في كنف الانظمة الاستبدادية التي يصوتون لها بنعم لكي تدوم النعم من باب النكاية ببقية الشعب ومقاله قول هذا المأفون المعتوه فول ان خمسة وثمانين مليون من شعب مصر ارهابيون يقصد مسلميها ؟! هذا الحقد الارثوذكسي بالمناسبة لا يطال المسلمين فقط وإنما الطوائف المسيحية الاخرى غير الارثوذوكسية ومقولات اباء هذه الكنيسة السوداء الملعونة تثبت ما أقوله خذ مثلاً الملكوت محجوز للارثوذوكس وغيرهم في الجحيم - الأنبا مرقس يقول المسلم كافر واي مسيحي يعتقد غير ذلك فليس مسيحياً ؟! البابا شنوده : لا يجوز الترحم على غير المسيحي والكنيسه لا تسمح بالصلاه على المرتد ولا تترحم عليه الأنبا بيشوى يقول الطوائف الأخرى مش داخلين الملكوت او انهم غير مقبولين عند الرب ؟!! ,, ويقول انه سيتوقف عن مهاجمتهم ( لو قالوا احنا مش مسيحيين ) الأنبا بيشوي الأرثوذوكسي يكفّر الكاثوليك و البروتستانت ويقول : الى بيقولوا ان عباد الاصنام هيخشوا السما من غير ايمان بالمسيح دول ينفع اعتبر ان احنا ايماننا وايمانهم واحد,, ؟!! ويقول متى ان دى كارثه كبرى فى الكنيسه ان هى بتقول ان الى عايز يخش السما لازم يبقى ارثوذكسى ) الأنبا بيشوى : هو انا دلوقتى خدت حقوق ربنا وحكمت لما قولت ان غير الارثوذكس مش هيخشوا ملكوت السما ويقول انا محددتش اسم شخص بالتحديد .. الأنبا بيشوى - الأنبا بيشوى يسخر من متى لأنه يقول أن البروتستانت و الكاثوليك سيدخلون السما و يؤكد أن اللى عايز يدخل السما لازم يبقى أرثوذكسى الأنبا روفائيل : لن يدخل الجنة إلا الأرثوذكس !فقط ؟!! البابا شنودة يحرم تناول القربان من عند الكاثوليك ويقول : بنسمى التناول _حتى عند الكاثوليك_ بيسموها ( الشركه المقدسه ) فلذلك لابد للناس تكون متحده فى الايمان عشان يتناولوا من مذبح واحد قبل كده لا يجوز الأب بولس جورج , لا يجوز زواج الأرثوذكس من الطوائف المسيحيه الأخرى ؟! القمص بولس جورج يكفر الكاثوليك ويقول : لا يجوز التناول عندهم ؟!!

فضل المسلمين الإرهابيين
على الارثوذوكس المضطهدين -

في الوقت الذي يتعرض فيه تاريخنا الإسلامي لحملات شرسة ظالمة من الانعزالية الصليبية المسيحية الحاقدة والشعوبية المتصهينة الملحدة الجاهلة ، وخاصة تاريخ الفتوحات الإسلامية، علينا أن نلفت الأنظار إلى الكتابات التي كتبها كتاب ومؤرخون غير مسلمين، والتي اتسمت بالموضوعية في رؤية هذا التاريخ.ومن بين الكتب المسيحية التي أنصفت تاريخ الفتوحات الإسلامية — وخاصة الفتح الإسلامي لمصر- كتاب “تاريخ الأمة المصرية ” الذي كتبه المؤرخ المصري “يعقوب نخلة روفيلة” (1847–1905م) والذي أعادت طبعه مؤسسة “مار مرقس” لدراسة التاريخ عام 2000م بمقدمة للدكتور جودت جبرة. وفي هذا الكتاب، وصف للفتح العربي لمصر باعتباره تحريرا للأرض من الاستعمار والقهر الروماني الذي دام عشرة قرون، وتحريرا للعقائد الدينية التي شهدت أبشع ألوان الاضطهادات في ظل الحكم الروماني، وتحرير اجتماعيا واقتصاديا من المظالم الرومانية التي كانت تفرض على كل مصري ثلاثين ضريبة، منها ضريبة التمتع باستنشاق الهواء!!. ففي هذا الكتاب نقرأ: “ولما ثبت قدم العرب في مصر، شرع عمرو بن العاص في تطمين خواطر الأهلين، واستمالة قلوبهم إليه، واكتساب ثقتهم به، وتقريب سراة القوم وعقلائهم منه، وإجابة طلباتهم، وأول شيء فعله من هذا القبيل استدعاء البطرك “بنيامين” (39 هـ ، 641م) الذي سبق واختفى من أمام “هرقل” ملك الروم (615–641م)، فكتب أمانا وأرسله إلى جميع الجهات يدعو فيه البطريرك للحضور ولا خوف عليه ولا تثريب، ولما حضر وذهب لمقابلته ليشكره على هذا الصنيع أكرمه وأظهر له الولاء وأقسم له بالأمان على نفسه وعلى رعيته، وعزل ىالبطريرك الروماني الذي كان أقامه “هرقل” ورد “بنيامين” إلى مركزه الأصلي معززا مكرما. وهكذا عادت المياه إلى مجاريها بعد اختفائه مدة طويلة، قاسى فيها ما قاساه من الشدائد، وكان “بنيامين” هذا موصوفا بالعقل والمعرفة والحكمة حتى سماه البعض “بالحكيم”، وقيل إن “عمرو” لما تحقق ذلك منه قربه إليه، وصار يدعوه في بعض الأوقات ويستشيره في الأحوال المهمة المتعلقة بالبلاد، واستعان بفضلاء المصريين وعقلائهم على تنظيم حكومة عادلة تضمن راحة الأهالي والوالي معا، فقسم البلاد إلى أقسام يرأس كل منها حاكم مصري ، له اختصاصات وحدود معينة، ينظر في قضايا الناس ويحكم بينهم، ورتب مجالس ابتدائية واستئنافية، مؤلفة من أعضاء ذوي نزاهة واستقامة، وعين نوابا مخصوصين من المصريين وم

لايصلح العطَّار ما أفسده الدهر ..إلا ..؟
-

لماذا يتمادى البعض في تحوير الكلام ، من أجل أن يبرر شيئاً لا يمكن تبريره ؟! ١- الحركات الإرهابية من بادر ماينهوف إلى الألوية الحمراء ... ووو كلها حركات سياسية انتهجت العنف (الإرهاب) في سبيل تحقيق هدف سياسي . هذا يعني أنه لايجوز مقارنتها أو اعتبارها مثالاً للإرهاب الذي يجري في بلادنا العربية فهو إرهاب ديني إسلامي صرف . ٢- يقول الكاتب الكريم""إت الغلو والتطرف اللذين يقودان إلى الإرهاب لهما جذور إرهابية في (صلب) جميع الأديان السماوية..."" يا سيدي العزيز ! كلامك هذا غير صحيح على الإطلاق ، لأنه لا وجود لا للغلو ولا للتطرف ولا للارهاب في العقيدة المسيحية . الرجاء عدم العزف على هذا الوتر النشاذ أو المقطوع . أما هذه الأمور الثلاثة فهي بالتأكيد في صلب العقيدة الإسلامية، ولا حاجة بي للإستشهاد بالقرآن أو بالأحاديث لإثبات ذلك . يا أستاذ العطار ! لا يصلح العطار ما أفسده الدهر ، حتى ولو استعمل كل عقاقيره ؛ هذا يحتاج إلى طبيب جراح ، يبتر جذور الإرهاب وأنت تعرفها "وأعدوا لهم ما استطعتم ..... ترهبون عدوكم وعدو الله...""

للشيخ مسلم العزيز! وعد الحر دين
-

كنت قد وعدتك ببحث تفصيلي عن تاريخ مكة وتأسيسها بالتحديد. هذا الوعد جاء هناك على موضوع آخر ، لم يعد يتابعه سوى حضرتك وأنا . لذلك أرجو من المحرر الكريم نشره هنا لكي يقرأه الآخرون غير الشيخ مسلم والشكر لكم سلفاً . هذا البحث طويل ومفصل، سأكتفي بكتابة بعض مفاصله المهمة والتي تثبت حقيقة عدم وجود مكة قبل القرن الرابع الميلادي، مما ينفي تماماً أية علاقة لإبراهيم بمكة ، وهو الذي عاش في بدايات الألف الثاني قبل الميلاد . كانت البعثات التي أرسلها الإسكندر (ذو القرنين في القرآن)إلى شبه الجزيرة العربيةرذات أهمية خاصة، كونه قد كان يخطط لاحتلال العربية،لكنه مات قبل أن يتحقق هدفه. يقول المؤرخ اليوناني/أريان/إن الإسكندر أرسل ثلاث بعثات لاستكشاف الجزيرة العربية، وكانت بعثات بحرية تنطلق من بابل ؛ وقد كانت البعثة الثالثة أهمها بقيادة/هيرونHieron/فقد أبحر هيرون حول معظم سواحل شبه الجزيرة العربية . أما البعثة الأهم من الجميع فهي البعثة التي أرسلها الإسكندر بينما كان في مصر. أرسل رجلاً إسمه (أنكسيكريتوسAnaxicrates/الذي انطلق من مدينة اسمها /Heroopolis/لكي يستكشف غرب شبه الجزيرة العربية. ويعتبر الباحثون بأن استكشاف أنكسيكريتوس كان ناجحاً جداً فكما يقول الدكتور/Himanshu Probha Ray/في كتابه المعروف بإسم /The Archaeology of Seafaring in ancient South Asia/ الذي نُشر في جامعة كامبريدج، لقد استكشف جميع المناطق الساحلية لغرب شبه الجزيرة العربية.كما يقول/Burstein/الخبير في الجغرافية القديمة لشبه الجزيرة العربية بأن المستكشف أنكسيكريتوس قد قام بسرد دقيق جداً عن الحالة السياسية لغرب شبه الجزيرة العربية،وكانت بعثته مرجعاً هاماً للجغرافيين اليونانيين اللاحقين الذي ضمُّوا نتائج بعثته إلى كتاباتهم. فمن حيث أن مكة غير مذكورة في أيٍّ من تلك الكتابات، نستنتج بأنها لم تكن موجودة في القرن الرابع قبل الميلاد، تاريخ تلك البعثات الإستكشافية. كما أنه لا يوجد ذكر لأية قبيلة في تلك المنطقة التي توجد بها مكة اليوم ..... يتبع

للشيخ مسلم العزيز! وعد الحر دين (٢)
-

.....كما أن حقيقة غياب مكة تتأكد في إستكشافات/أجاثارشيدس Agatharshides/الذي كتب بين عامي /١٤٥-١٣٢ق.م/. وكان أجاثارشيدس قد درس كتابات الجغرافيين الذين أرسلهم ملوك البطالمة. وقد اعتمد أيضاً على شهود عيان كمبعوثة الملوك والمستكشفين والتجار الذن كانوا زاروا منطقة البحر الأحمر وما حولها من مدن. ونجد أهم ملخص لكتاباته في كتاب/فوتيوس/ المسمى/Bibliothica/. وتكم أهمية إستطلاعات أجاثارشيدس في أنه وصف الساحل الشرقي للبحر الأحمر بما عليه من أقوام وقبائل،كانت تبعد عن ساحل البحر الأحمر، أكثر مما يبعد موقع مكة عنه،وذلك إبتداءً من خليج العقبة في أقصى الشمال ، إلى اليمن في أقصى الجنوب؛ لكنه عندما وصل إلى المنطقة الوسطى من غرب شبه الجزيرة العربية التي توجد فيها مكة اليوم، لم يجد أو يذكر أية قرية أو مدينة مسكونة فقد كانت منطقة جرداء حسب وصفه ولا وجود لمعبد أو قرى هناك.

للشيخ مسلم العزيز! وعد الحر دين (٣)
-

تابع......ونفس الحقيقة هذه نجدها في إستطلاعات /أرتميدوروس Artemidorus/من مدينة أفيس بآسيا الصغرى. عاش أرتميدوروس حوالي العام /١٠٣ق.م/وقد جمع معلومات كثيرة عن جغرافيين ومن خلال رحلاته الشخصية فقد وصف الشريط المحاذي للبحر الأحمر ، كما فعل /أجاثارشيدس/، ولما وصل إلى المنطقة مكان مكة اليوم، لم يذكر في كتاباته أنها كانت مسكونة . وقد تابع سيره نحو الجنوب فوجد ميناءً صغيراً، وجنوب هذا الميناء كانت أرض مسكونة من شعب تحت إسم /Debae/وكانوا من البدو والقوم الرحَّل وبعض المزارعين،ولم تكن هناك لا مدينة ولا قرية. كان عليه كما يقول أن يتابع السفر نحو الجنوب باتجاه الحدود اليمنية لكي يجد بحسب كلماته"شعباً متمدناً"، بمعنى أن منطقة مكة اليوم قد كانت وقتها خالية من الشعوب الساكنة والقرى والمدن، وقد كان ذلك حوالي العام /١٠٣ ق.م/ ..... يتبع

للشيخ مسلم العزيز! وعد الحر دين (٤)
-

في العام /٢٥ق.م/أطلق الرومان حملة عسكرية، كانت غايتها إحتلال غرب شبه الجزيرة العربية بقصد منع القرصنة، واحتلال اليمن /باب المندب/ للسيطرة على طريق التوابل.قاد الحملة/جالوسGallus/ الحاكم الروماني لمص آنذاك.رافق الحملة المؤرخ الجغرافي المعروف سترابو /Strabo/ الذي كتب عن الحملة في كتابه السادس عشر ، ويمكن للجميع الذين يبحثون عن الحق والحقيقة، مراجعة تفاصيل الحملة في كتاب سترابو وهذا إسمه بالإنكليزية: //The Geography of Strabo, Book xvl.4.24// لقد وصف سترابو زحف الجيش الروماني من مدينة/Leute Come لويكي كومي/ التي تعني القرية البيضاء وهي تبعد حوالي ال٥٠٠كم عن مكان مكة اليوم. زحف الجيش إلى مدينة الحجر التي كانت تحت سيطرة الأنباط، ومر الجيش بأواسط غرب شبه الجزيرة العربية ومنها بالطبع المنطقة التي فيها مكة اليوم فوصفها سترابو على أنها أراضٍ قاحلة وكتب من هناك ما ترجمته حرفياً//البلد التالي الذي عبر به جالوس، كان للبدو ومعظمه صحراويوكان يدعى/Ararena/،وقد استغرق جالوس خمسين يوماً حتى وصل إلى نجراني// ونجراني هذه التي ذكرها سترابو هي مدينة تجرأت الحالية الواقعة على الحدود اليمنية وتبعد عن مكة حوالي /٨٩٠كم/ وعن شواطيء البحر الأحمر حوالي ٢٣٠كم . بعد أن فشل جالوس في احتلال مدينة مأرب، استعان بِ/سيليوسSyllabus/النبطي كدليل، واعتمد على خبراء محليين للعودة إلى نجران ثم إلى القرية النبطية / لوكي كومي/.كانت عملية الرجوع أكثر سرعة نتيجة استعانته هذه. وقد مر خلال عودته بالقرى التي كانت موجودة على خط القوافل البري حيث بنيت مكة لاحقاً. وقد ذكر سترابو بالإسم كل القرى التي مروا بها، ولم يكن إسم مكة أو شبيهه من بينها.أما القرى التي ذكرها فهي:١- هيبتا فرياتاHeota Phreata/.٢- Chaalla.٣-مالوثاMalotha والتي هي مالوثانMalothan, التي كانت بالقرب من مدينة جدة الحالية ، وكانت تبعد عن مكة حوالي ال٤٥كم . بعد مالوثا أو مالوثان وحتى الحجر Egraالواقعة شمال مكة بمسافة طويلة، لم تكن هنالك قرى ، ذكرها المؤرخ سترابو المرافق للحملة الرومانية . أعتقد أن ذلك يكفي لينفي وجود مكة قبل الميلاد على الأقل وفي القرن الأول، وهذا،بالنتيجة، ينفي نفياً قاطعاً أن يكون إبراهيم في مكة، وهو الذي عاش في بداية الألف الثاني قبل الميلاد . شكراً للمحرر الناشر ؛ ولدي الكثير والمثيرمن التفاصيل الأخرى ، حتى عن فترة بناء مكة في القرن

الشيخ مسلم العزيز ! وعد الحر دين (٥)
-

ليسمح لي المحرر العزيز أن أستكمل البحث حول تاريخ مكة، من وجهة نظر التاريخ والجغرافيا ، ومن وجهة نظرة أو موقف القرآن من تاريخ مكة ومن إسماعيل . من المراجع الأخرى المهمة والتي تثبت تماماً غياب وجود مكة قبل القرن الرابع الميلادي ، مما ينفي نهائياً علاقة إبراهيم أو إسماعيل بمكة.(١)كتاب الطواف حول البحر الأرثري أي البحر الأحمر ، وقد كُتب بين عامي٥٨و٦٢ميلادي؛ كاتبه مجهول الإسم وكان يقطن في مدينة أسمها/Berenice/على الشاطيء الغربي للبحر الأحمر، وتبعد المدينة حوالي ٣٦٠-٤٢٥كم عن المكان التي توجد به مكة اليوم. واعتماداً على مكان سكن الكاتب القريب، يمكننا القول أنه كان خبيراً بالمنطقة ولقد ذكر جميع جميع القرى والمدن على شريط البحر الأحمر وبعمق يزيد علو ال١٦٠كم عن الشاطيء، ولم يكن في كتابه ذكر لمكة. (٢)- إستكشاف المؤرخ / بيلني Belnie/٧٢-٧٦ميلادي. كتب في كتابه ""التاريخ الطبيعي Natural History""وفي الفصلين المطولين ٣٢و٣٣، يذكر /٩٢/ بلد وقبيلة في شبه الجزيرة العربية،كما ذكر عدداً كبيرا من المدن والقرى،ولم يكن أي ذكر لمكة، أو لأية قبيلة كانت تسكن المنطقة حيث مكة اليوم.(٣)-إستطلاع أو إستكشاف بطليموس في القرن الثاني الميلادي، يؤكد أن مكة لم تكن موجودة بعد ففي كتابه السادس من موسوعته ""جغرافيةGeography""والفصل السابع، سجل بطليموس وحدد خطوط الطول والعرض في دراسته الشاملة لشبه الجزيرة العربية، ولم يكن هناك أي ذكر على طول الشريط حيث توجد مكة اليوم. ذكر بطليموس مدينة سماها/ماكوربا/وقد حاول بعض المسلمين أن يحققوها على أنها مكة، لكن بطليموس كان وضعها بالقرب من الساحل العُماني وعلى خط طول شرق مدينة/Lathrippa/ التي هي يثرِب أو المدينة المنورة، ووضعها تحديداً على بعد ثلاث درجات وثلث شرق يثرِب؛ بينما نعلم أن مكة تقع على خط طول غرب يثرب .(٤)- علم الآثار لم يذكر أية موجودات أركيولوجية/أثرية لِ(مكة)، إذن فمكة التي يدعي البعض أنها موجودة منذ أيام إبراهيم،لاتملك أي أثر أركيولوجي، يدل على أنها كانت موجودة قبل القرن الرابع الميلادي، مع أن هنالك الكثير من الممالك والمدن الصغيرة، محققة في علم الآثار كانت موجودة جنوب مكة وحتى اليمن؛ أذكر من هذه الممالك مملكة/Haram/، وسلالة ملوكها التي تبدأ بالملك/Yaharil/سنة٦٠٠ق.م، وتنتهي بالملك /معد كارب ريدان/الذي حكم من عام ١٩٠-١٧٥ق.م. مملكة/Inabba/ ومن ملوكها البارزي

-

... تتمة لتاريخ مكة ، وعلاقتها بإبراهيم وابنه إسماعيل من وجهة نظر القرآن : نقرأ في الكتاب المقدس أن هاجر جارية إبراهيم وإسماعيل ولدها قد عاشا في برّية فاران ، بعد أن صرفهما إبراهيم من بيته. تقع برية فاران جغرافياً في القسم الشمالي الشرقي من سيناء. كما نعلم أن موسى قد أرسل إثني عشر جاسوساً من فاران ليتجسسوا على أرض كنعان . اعتماداً على هذا،يكون من المستحيل أن هاجر وابنها إسماعيل قد سافرا لأرض مكة البعيدة ، التي لم تكن موجودة أصلاً في ذلك الوقت، ولم يكن هناك خطوط وطرق برية في غرب الجزيرة العربية، من حيث أن الخطوط البرية قد ظهرت بعد بناء وظهور المدن في شمالها مثل (ديدان وتيماء وقيدار) في القرن التاسع قبل الميلاد. هذه المدن أصبحت تقوم بتموين القوافل التجارية بالماء والطعام ، ومعروف أن تلك الخطوط كانت تربط اليمن بالهلال الخصيب ، ولم يكن هناك أي إتصال بين اليمن والهلال الخصيب، قبل ظهور مملكة سبأ في اليمن في القرن الثالث عشر قبل الميلاد . بناء على هذه المعلومات المحققة في كتب التاريخ والجغرافيا، كيف يمكن لٍ هاجر وإبنها الصغير أن تسير عبر صحراء قاحلة ولمسافة تزيد على الألف كم ، في عصر لم يكن أحد قبلها قد سلك تلك الطرق ؟! مع العلم أن القوافل التي كانت تسير، بعد ظهور الطرق البرية بين اليمن والهلال الخصيب، كانت تسير بعدد كبير من الإبل ، ومحرومة جيداً بسبب المخاطر الكبيرة التي كان يشكلها القراصنة وبعض البدو المتوحشين . كما نعلم أن هذه القوافل ، لابد وأن تكون مزودة بكميات كبيرة من الماء والطعام، بسبب طول الطريق الذي كان يتطلب شعوراً، فهل تستطيع إمرأة لوحدها مع صغيرها وقربة الماء الصغيرة أيضاً ، أن تقطع تلك الصحاري القاحلة ، وتسير شهوراً لوحدها كي تصل إلى أرض غير مسكونة آصلاً، كما بينت في المشاركات السابقة!؟ لو عدنا إلى سفر التكوين ، نعرف أن إسماعيل قد عاش في برية فاران طيلة حياته. ونعرف أنه كان له علاقة مع عيسو إبن إسحاق الذي تزوج إبنة إسماعيل، كما اشترك إسماعيل مع إسحاق في دفن أبيهما إبراهيم (تكوين ٩:٢٥) فَلَو كان إسماعيل يسكن في مكة ، لم استطاع على الإطلاق المشاركة بالدفن حيث كان يدفن الميت في نفس اليوم بسبب عدم وجود التبريد . الأمر الثاني المهم والذي نتعرف عليه أن الإسماعيليين كانوا يسكنون في سيناء عبر كل تاريخهم فقد ذكر موسى أسبابهم الإثني عشر ، وأنهم كأنو يسكنون في سيناء في

من هو الباني الحقيقي لمكة والكعبة فيها ؟
-

يقول القرآن في سورة البقرة""وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) إذن حسب القرآن فإن إبراهيم وإسماعيل ابنه هما اللذين رفعا قواعد الكعبة أي قاما ببنائها. لو عدنا إلى المؤرخين والإخباريين المسلمين، لوجدت أن كلامهم ينقض قول القرآن.يقول الأشرفي الذي كتب تاريخ مكة،إن الكعبة كانت عبارة عن خيمة وذلك في القرن الخامس الميلادي، عندما احتل مكة الملك الحميري أسعد أبو كرب الملقّب بِ/تُبَّع الأكبر/وقد حكم بين/٤١٠-٤٣٥/ميلادي. لقد خرجت قبيلة خزاعة من اليمن بعد خراب سد مأرب حوالي العام١٥٠م. وفِي القرن الرابع الميلادي،بنت خزاعة مكة على الجبال وليس في الوادي،بسبب السيول التي كانت تنجرف بقوة في الوادي فكانت خزاعة أكثر أماناً في الجبال،من حيث أن البناء في الوادي يتطلب بناء أسوار وحصون فبقيت مكة على الجبال المحيطة بالوادي، إلى أن احتلها قُصي بن كلاب الجد الخامس لمحمد،وطرد قبيلة خزاعة منها.يقول الباحث العراقي المشهور جواد علي مايلي:"" ويظهر من سكوت أهل الأخبار عن الإشارة إلى وجود أُطم أو حصون في مكة للدفاع عنها، إلى أن هذه المدينة لم تكن ذات بروج وحصون ، أو سُوَر يحميها من احتمالات هجمات الأعراب أو أي عدو لها. ويظهر أن ذلك كان بسبب أن مكة لم تكن أيام"قصي@"في الوادي الذي بتمركزها "البيت"بل كانت مكة على المرتفعات المشرفة عليه""انتهى كلام جواد علي..... يتبع....

من هو الباني الحقيقي لمكة والكعبة فيها ؟
-

يقول القرآن في سورة البقرة""وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) إذن حسب القرآن فإن إبراهيم وإسماعيل ابنه هما اللذين رفعا قواعد الكعبة أي قاما ببنائها. لو عدنا إلى المؤرخين والإخباريين المسلمين، لوجدت أن كلامهم ينقض قول القرآن.يقول الأشرفي الذي كتب تاريخ مكة،إن الكعبة كانت عبارة عن خيمة وذلك في القرن الخامس الميلادي، عندما احتل مكة الملك الحميري أسعد أبو كرب الملقّب بِ/تُبَّع الأكبر/وقد حكم بين/٤١٠-٤٣٥/ميلادي. لقد خرجت قبيلة خزاعة من اليمن بعد خراب سد مأرب حوالي العام١٥٠م. وفِي القرن الرابع الميلادي،بنت خزاعة مكة على الجبال وليس في الوادي،بسبب السيول التي كانت تنجرف بقوة في الوادي فكانت خزاعة أكثر أماناً في الجبال،من حيث أن البناء في الوادي يتطلب بناء أسوار وحصون فبقيت مكة على الجبال المحيطة بالوادي، إلى أن احتلها قُصي بن كلاب الجد الخامس لمحمد،وطرد قبيلة خزاعة منها.يقول الباحث العراقي المشهور جواد علي مايلي:"" ويظهر من سكوت أهل الأخبار عن الإشارة إلى وجود أُطم أو حصون في مكة للدفاع عنها، إلى أن هذه المدينة لم تكن ذات بروج وحصون ، أو سُوَر يحميها من احتمالات هجمات الأعراب أو أي عدو لها. ويظهر أن ذلك كان بسبب أن مكة لم تكن أيام"قصي@"في الوادي الذي بتمركزها "البيت"بل كانت مكة على المرتفعات المشرفة عليه""انتهى كلام جواد علي..... يتبع....

من هو باني مكة والكعبة الحقيقي(٢) ؟
-

كان الحجر الأسود صنماً معبوداًمن قبيلة خزاعة الوثنية على جبل أبو قبيس أحد الجبال المحيطة بمكة.وقد كان هذا الجبل يُدعى بالأمين لأن الركن أي الحجر الأسود كان مستودعاً فيه، ويؤكد الزبيدي بأن أبو قبيس كان يدعى الأمين ويشرف على الصفا. من هنا نرى بأن قدسية الصفا عند الوثنيين كانت بسبب قربها من جبل أبو قبيس،الحبل المقدس عندهم. كما أن مما لاشك فيه أن قبيلة خزاعة كانت تُمارس طقوس الطواف بين الصفا والمروة، وتعود إلى أبو قبيس كي تقبل الحجر الأسود. بعد أن تم بناء الكعبة، ونُقل إليها الحجر الأسود، أصبح الطواف بين الصفا والمروة مرتبطاً بالكعبة. ويبدو أن اختيار موقع بناء الكعبة، كان بسبب قربه من جبل أبو قبيس فيقول إبن منظور:((وأبو قبيس جبل مشرف على مكة، وفِي التهذيب: جبل مشرف على مسجد مكة))كما كان جبل أبو قبيس من المواضع المقدسة عند الجاهليين، لذا نفهم كيف ان الحجر الأسود كان محفوظاً فيه قبل نقله إلى الكعبة. هذه الحقيقة، تنفي الإدعاء القائل بأن إبراهيم استند على الحجر الأسود لبناء الكعبة. ويكتب جواد علي عن قدسية جبل أبو قبيس لدى الوثنيين قائلاً؛((ويظهر أنه،أي جبل أبو قبيس،كان من المواضع المقدسة لدى الجاهليين فقد كان نـُسّاك مكة وزهّادها ومن يتحنّف ويتحنّث ويترهّب من أهلها في الجاهلية، يصعد إلى الجبل ويعتكف فيه؛ ولعله كان مقام الطبقة المترفة الغنية من أهل مكة، قبل نزوح قريش إلى الوادي)) انتهى كلام جواد علي ......يتبع....

-

....يرجى النشر وشكراً. في هذه المشاركين الختامية،سأتكلم عن تقدير تاريخ بناء الكعبة في مكة، ومن هو أول من بناها. يذكر الألوسي بأن قصيّاً قد أصاب المُلك في عصر المنذر إبن النعمان ملك الحيرة المعاصر أيضاً لملك الفرس الساساني /بهرام جورBahram Gur/، وهو بهرام الخامس الذي دام حكمه من ٤٢١-٤٣٩ م فيكون حكم قُصي في النصف الأول للقرن الخامس الميلادي. ومن حيث أن أسعد أبو كرب قد حكم حتى سنة ٤٣٥ميلادية فمن السهل الإفتراض أن أسعد أبو كرب قد احتل مكة في عهد قريش وبعد موت قُصي مباشرة أو ببعض السنين. ولما رأى أسعد أبو كرب أن بعضاً من قريش ،التي أنزلها قُصي من الجبال المحيطة كي تسكن الوادي، أنها كانت تتعبد في خيمة، أراد أن يجتذب هذه العائلات القرشية إلى أصلها الحميري اليمني مقله فبنى لهم بدلاً عن الخيمة ، معبداً صغيراً هو الكعبة . وقد اعترف الكثير من الكتَّاب المسلمين بأن تُبَّعاً الحميري هو الذي بنى الكعبة في مكة فنقرأ في سيرة إبن هشام:((قال إبن إسحاق، وتبَّان أسعد أبو كرب الذي قدم المدينة وساق الحِبْرَين من يهود المدينة إلى اليمن، عمَّر البيت الحرام وكساه، وكان مُلكه قبل مُلك ربيعة بن نصر)). كما نقرأ في كتب الإخباريين أن تُبّع الحميَري هو أول من فتح باباً للكعبة وأغلقها بالقفل. ويؤكد الباحثون والمؤرخون المسلمون، أن تبّعاً كان أول من صنع مفاتيح الكعبة؛ وهنا تحدَّر الإشارة بل يجدر القول أن أول من فتح باب الكعبة وأقفلت بالمفاتيح، لابد وأن يكون هو بانيها أيضاً. ويؤكد الباحثون المسلمون ومفسرو القرآن أن الملك الحميَري تُبّع كان أول من كسا الكعبة، كما أنه كان أول من وضع ولاةً وسؤولين عن الخدمة والتعبد الديني في الكعبة؛ ليس ذلك فحسب، بل يقولون أن تبّعاً هو أول من وضع التشريعات الخاصة بالتعبد في الكعبة ، ومن هذه التشاريع أنه لا يجوز تقديم الحيوانات الميتة، كما لايجوز للنساء في وقت الحيض الدخول إلى الكعبة وتقديم التقدمات فيكون الملك الحميَري تُبَّع أسعد أبو كرب في الحقيقة، ليس هو من بنى الكعبة فحسب، بل يكون هو مؤسس الطقوس التعبدية الدينية فيها . فَلَو كانت الكعبة قد بنيت منذ أيام إبراهيم، لكانت أصبحت غنية جداً بالطقوس وبالتراث التوحيدي الإبراهيمي وبكتب الأنبياء. أخيراً .. يمكن القول لا بل الجزم بأن إبراهيم وإسماعيل لا علاقة لهما بمكة وببناء الكعبة فيها، بل إنه أسعد أبو كرب ملك حِمْيَر ، وكان

مهما كان الإنتباه مركّزاً، يحصل الخطأ
-

الكتابة على الآيباد أو الأيفون مع خاصية prediction ، توقع في الخطأإذا لم ننتبه إلى كل كلمة نكتبها، وذلك أمر ليس بالهيّن . فقط سأشير إلى خطأ مهم لابد من إصلاحه، جاء في المشاركة رقم /14/, ولا أدري لماذا كرر المحرر المشاركة نفسها في ال/15/, إذن جاء فيها مايلي :"يقول الأشرفي الذي كتب تاريخ مكة،إن الكعبة كانت عبارة عن خيمة وذلك في القرن الخامس الميلادي..." (الأشرفي) هو الأزرقي، وهذه نبذة تعريفية عنه . ((أبو الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد الأزرقي الغساني المكي. ولد بمكة المكرمة لأسرة عريقة و توفى سنة 250هـ تقريباً.[1] كان معلق إسلامي، و مؤرخ في القرن التاسع. ألف كتاب أخبار مكة[2]. وهو كتاب يذكر تاريخ مكة بأكمله، ومعالمها، والمدن المجاورة لها، والطرق المؤدية لها، حتى أصبح دليل جغرافي شامل)) شكراً إيلاف

الشيخ مسلم يغيب/يندثر/ بسبب الصدمة
-

أرجو أن يكون غيابك يا فضيلة الشيخ مسلم بقصد البحث عن رد على الأدلة التي قدمتها لكم أنتم الإخوة المسلمين فيما يخص تاريخ مكة وتاريخ بناء الكعبة . أنا أعلم أنك في وضع حرج ياشيخ مسلم ، ولن تقدر على الرد على هذه الأدلة ، لذا أدعوك وأدعو جميع المسلمين لإعادة النظر فيما يخص العقيدة فما قدمته على مدى عشر مشاركات ، يثبت أن ماجاء في التراث الإسلامي عن إبراهيم وإسماعيل وعن كعبة مكة وبنائها ، لا يمت للحقيقة بصلة . الرب يفتح بصركم وبصيرتكم آمين .