كتَّاب إيلاف

كيف يتمّ إشغال الشعوب وتطويعها بالتفاهات؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

من ضمن الألاعيب الستراتيجية للسيطرة على الشعوب المقهورة ومنها بلادي المبتلية بكل أسقام الدنيا؛ تكاد تكون نظرية إشغال الناس بكل ماهو منحطّ ومبتذل وسيء وتوَهان العقل وحشوه بكل ماهو ضار مما يسبب لهذه الرؤوس المنهكة أصلا من كل انواع الصداع الكلي والنصفي مما يفقدها التفكير السليم والرؤية المثلى.

وتعمل وسائل الاعلام الغثّة التافهة المرهونة بيد السلطات الاكثر تفاهةً منها دورا في تصدّع العقل وتغييبه عن الوعي النابه واختيار بديل من المعلوماتية المريضة التي لافائدة منها فلا تُغني عقلا ولا تسمن جسدا وقد تشكل ضررا جسيما في العقل الجمعي والفردي على السواء.

ففي عصر العولمة هذا تعمل الفضائيات الكثيرة على تشتيت الذهنية فتقدم لك طبقا من المعلومات غير النافعة والتي تسبب للجموع الساذجة أمراضا مزمنة على المدى البعيد والأبعد دون ان تطبّب ما في دواخل الانسان من أسقام نفسية وعقلية وشرود في الذهن وتهويمات فكرية وخزعبلات من الرؤيا الضارة غير السليمة تفقد توازن الانسان وتجعله عرضة لتقبّل كل مايريد الاخرون من حشوهِ في فكرهِ وأعماقهِ.

هذه الفضائيات غالبا ماتمنحك فنّا هابطا مبتذلا عديم المتعة والفائدة بدءا من المسلسلات الطويلة المدبلجة المشتراة بملايين الدولارات من جيوب شعوبنا الفقيرة لتعطيل وشلّ الانتاج الفني دراميا وسينمائيا عندنا ؛ الى رقص مبتذل وغناء أجوف فارغ من العواطف والمثل والقيم النبيلة تتخلل كل ذلك سيل من الدعايات الصلفة وغير المعتنى بها فنيا وجاذبيةً للمستهلك واحيانا تكون وقحة وبلا ايّ حياء لسلع متعددة الأغراض والاستعمالات هدفها نفض الجيوب مما تبقّى من مال ولا نغالي ان معظمها كاذبة خاصةً العقارات الطبية المشكوك في فعاليتها عن التنحيف وقطع الشهية وزيادة القوة الجنسية...الخ.

تقدّم لك ايضا القنوات التلفزيونية المدعومة ماليا من جهات سياسية ودينية لفيفا من الثرثارين والمتفيهقين يقيئون عليك من النصائح الرثّة والفتاوى الضارة مع سيل من القذع والكلام البذيء ومنهم دعاة الدين وسياسيون مهمشون أجَراء ينفثون تحليلات غير منطقية ما انزل الله بها من سلطان يمتهنون إنعاش النزعات الطائفية وترويج الكراهيات القومية والعرقية والمذهبية فترى الاثني والرجعي والسلفي والعلمانيّ الناقص المعرفة وغير المهذب يتصايحون في لاعقلانية ليحشروا في أذهان المتلقين والمستمعين خزعبلات من الفكر العويص غير المتوازن.. بعد ذلك يأتي دور العرّافين وكاشفي الطالع يضربون الودَع على عواهنه شطّ ام أصاب بلا دراية كمن يضرب حجارة على ظلمة.

ترى وتسمع خليطا غير متجانس من الاهواء الخانقة وإعلام مبعثر يميل بك شمالا ويمينا ويوقعك أسفل سافلين دون ان يرتقيك الى الاعلى ، إعلام لايستحق حتى اسمه وفاقد لدوره في التوعية الصحيحة واظهار الحقائق فقد ولّت سلطته الرابعة الى غير رجعة وحلّت مكانه سلطات المنافع الشخصية والفئوية والاعتبارات النفعية الخاصة منها افراد ذوو نفوذ مالي ورؤوس مشبعة بالمطامع الذاتية يلتصقون جزافاً بمجتمع يسمونه مجتمعا مدنيا لتحقيق منافع ضيقة لشرائح صغيرة من النخب التافهة يليها سلطة العشائر وأعرافها وتقاليدها الرثّة وفرضت على الشعب كله رغما عنه.

تأتي لاحقا نظرية إشغال الشعوب المبتلاة بسياسيين ماكرين ودهاة في اثارة القلاقل والرزايا من مشعلي الحرائق المجتمعية في خلق تصعيدات طائفية ونزاعات مناطقية لتشتيت الاستقرار وإبقاء الناس في حالة نزوح دائم وتهجير قسري من اجل فكّ اللحمة الوطنية وتفتيتها وطمس معالم اية وحدة وطنية وتغذية الخلافات العشائرية وإظهار أعرافها وقوانينها المريضة وجعلها فوق القوانين التشريعية وفوق الدستور ؛ فتمّ ابراز القيم والتقاليد العشائرية وخاصة الجانب السلبي المبتذل منها بحيث انتشرت مظاهر " العطوة " و" الفصل " وما يسمّى بالمشية بين القبائل لردّ الاعتبار للمتضررين كذباً والمعتدى عليهم زيفاً ؛ وكل ذلك من اجل ابتزاز المال من الناس واختلاق المنازعات بين العشائر المتجاورة وهذه الحالة تغذيها الدولة عن عمد ؛ القصد منها تهميش القوانين المرعية لدى المحاكم والإطاحة بالمواد والأطر القانونية وتهديم العدل والمحاكم ومن ثم تضييق الخناق على القوات المسلحة الحامية للبلاد والناس وأحسب ان تلك الظاهرة من أشنع وأقذر المصائب والرزايا والإتيان بميلشيات وعصابات مسلحة تابعة للأحزاب والتكتلات والمكوّنات الاثنية لتكون بديلا عنها وهي من تفرض سلطتها وسطوتها على الملآ المنهك وتحكم على مزاج قادتها أمراء الحروب وزعماء الميلشيات ورؤوس العصابات ومشايخ القبائل بحيث فقدت الدولة هيبتها وسطوتها وصار يُنظر اليها كآلة عاجزة او سلاح عاطل خرب.

كان البعث عندنا في عراق المآسي اول مجيئه للسلطة اواخر الستينات من القرن الماضي قد ابتكر وسائل عديدة لأحداث صداع في رؤوسنا وبثّ الخوف فينا رعبا لايهدأ حينما اختلق قصة " أبو طبر " هذا الجزّار البشريّ الذي صنعه

المنظّرون البعثيون وجعلونا في فزعٍ دائم في كل خطوة نخطوها وايّ وقت ترتجف اجسادنا هلعا منه وبالاخص اوقات الليالي الكدرة حتى رافقنا في أحلامنا وحلّ ضيفا ثقيلا في كوابيسنا ، وحالما خفت شبح الفرانكشتاين العراقي ابو طبر عادوا في سنوات السبعينات ليرعبوا الشباب العراقي فتيانا وفتيات بالملاحقة ويراقبوا مايلبسون وما ينتقون من قصّات شعر طويلة كانت سائدة وقتذاك ووصل الامر الى صبغ سيقان البنات لابسات الميني جوب بالدِّهان عقابا لهنّ وتشويه قوامهنّ ، وقصّ شعر الشباب امام المارة تنكيلا وتشفّيا بهم ، ثم تبعتها وسيلة اخرى لخلق المشاكل وتدويرها لصالح السلطة فاغلقوا الحانات والنوادي الاجتماعية باعتبارها -- وفق منظورهم – مرتعا لشاربي الخمور عملا بتوجيهات القائد الضرورة حينما سمّى نفسه عبد الله المؤمن واعلن بدء " الحملة الايمانية " لأشغال الناس وتصديع رؤوسهم بابتكاراته ذات الاهداف والمرامي الخبيثة كي ينسى الشعب همومه الرئيسية الكبرى ويشغله ويُلهي عقله ونفسه ليفكّر بالسفاسف والترهات والتفاهات ويجعلها من اولويات اهتماماته ، ناهيك عن اختلاق ازمات متعددة قصدا كإخفاء السلع الرئيسية من الاسواق عن عمد لحصر تفكير المواطن في امور جانبية وينسى همومه الرئيسية في نيل حريته واستلاب وطنه وإغفال حقوقه كمواطن وتكميم أفواه الناس كي لايطالبوا بها. هكذا يتمّ السيطرة على الشعوب ولَيّ ذراعها وحشو الادمغة بما يصدّع الرؤوس ويُرخي النفوس ويُقضي على التمرد والعصيان والثورة.

نفس الحال ونفس الاساليب تجري الان وكأنّ اساليب البعث طوّعت مرّة اخرى وتكفّل بتنشيطها وإعادة تدوير نفاياتها من قبل حكّامنا الامّعة ولكن بأيدي عقول متأسلمة تذعن لما يوجّه الشيخ المعمم وسيّد القبيلة وغيرهما وهم كثرة كاثرة من ضيقي الافق وقليلي الخبرة والمران في قيادة الشعب وتدبير أحواله وتوجيهها نحو الأفضل.

من العراقيل الاخرى التي يتسلّى الاسافل بإشاعتها هي اهمال الخدمات التي تقدّم الى الناس وجعلها متردية الى ادنى حدّ فلا خدمات بلدية مُرضية مقنعة ولا طاقة كهربائية متواصلة ولا ماء صالح للشرب فترى المدن والاحياء منها حتى الرئيسية الحيوية وسط المراكز التجارية مليئة بالازبال والنفايات وقد تتراكم وتكوّن تلالاً هائلة في الكبر وتعمّ الظلمة والاجواء الكئيبة في الشوارع والبيوت بسبب سوء الطاقة الكهربائية على الاخص في المجمعات السكنية الفقيرة وانقطاع الماء وطفح مجاري المياه الثقيلة وعدم القدرة على تصريف مياه الامطار بحيث تترك مناطق شاسعة مغطاة بالمياه فترات طويلة حتى تأسن وتكون مرتعا ومنقعا للجراثيم والاوبئة بسبب التكسّر في أنابيبها وانسداد فتحاتها دون ان تمتد اليها يد البلدية لمعالجة الخلل.

اما التعليم فحدثْ ولا حرج حتى وصل الجهل الى رؤوس غالبية الاكاديميين في المعاهد العليا والجامعات ولا ادري كيف حصل هؤلاء الى درجات سامية وألقاب الدكتوراه وكيف سيتربى هذا الجيل الجديد من الشباب اذا كان القائمون على تربيته وتعليمه هم بأمس الحاجة الى ان يتعلموا إثراء النفس بالعفّة والرضا وعدم الميل الى المطامع والرشى مقابل النجاح الزائف للطلبة وإغناء العقل بالتخصص العلمي المديد.

هو ذا ديدن الانظمة السقيمة العاجزة عن البناء والارتقاء فتبثّ الشلل في كل المرافق الاقتصادية فترى الصناعة والمصانع الكبيرة الحكومية قد تحولت الى مقابر للاجهزة والاليات والمكائن ومعامل القطاع الخاص مشلولة غير مدعومة بسبب طغيان المستورد الرديء بحيث تتعطل اية نتاجات صناعية محلية وتعطيل الايدي العاملة ونشر البطالة وتوسعتها في كل المرافق الاقتصادية وطمر المهارات الفنية والتقنية والحرفية بحيث اتجه الشباب العامل للانضواء في صفوف الميليشيات او التطوع في القوات المسلحة او ابتزاز ضعاف الناس ماليا او التحايل على الساذجين ذوي الحاجات الملحة وكذالك الارتماء في احضان الشركات الامنية للعمل كعناصر حمايات لشخوص صارت بغفلة من الزمن عالية الشأن من رجال دين متحزبين وامراء حروب كانوا نكرات مهمشة ، وهذه هي المهن الغالبة عندنا وهذا مانراه حاصلا في بلادي.

وليست الزراعة بمنأى عن الاهمال المقصود لذا نرى في اسواقنا كل ماهو مستورد من الجوار وغير الجوار واصبحنا نأكل من نتاج الغير بعد ان كنا نُشبع الاخرين لنحقق ثروة تضاف الى ثرواتنا النفطية وصار حالنا هدرا لثرواتنا نتغذى بما يغدقه الاخرون علينا ونكتسي من نسيج ما تصنعه مصانع الغير لنا ونحتسي ماءً مستوردا محلّى بديلا عن ماء دجلة والفرات رافدي العراق العذبين وصفائهما الغائبين.

كأنني في هذا الوضع المرير الذي نعيشه والحبل المشدود خنقا على رقابنا أرى بأم عيني ما رآه " نعوم تشومسكي " حينما كرّس ستراتيجيات وقواعد التحكّم والتسلط والهيمنة على الشعوب المقهورة المبتلاة بالعجز والهوان والركون الى مايفرضه المتسلط على مقادير الملأ المتعب وإلهائه وتدجينه بحيث يقنع بسوء الحال نتيجة ضعفه وخموله وانقياده لما ترسمه الطغمة الحاكمة المتسلطة عليه بحيث تفقد الشعوب روح الثورة والجرأة والتمرّد وتبقى مثل حيوانات داجنة ترضى بما يقدّم اليها من اعلاف لاتسمن ولا تُعافي ؛ إنما بقاء على قيد الحياة في جانبها المظلم لا المضيء وهْـناً واستضعافا ونبذ اي تغيير يؤدي الى حياة افضل باعتباره جريمة وكفرا بالمقسوم والمحتسب من الخالق الرازق الموزّع

للارزاق وفق هوى الرئيس لا هوى الشعب المرؤوس حتى عمّ الجهل والغباء والطاعة العمياء فينا وصرنا نقاد كالأطفال الصغار بلا تفكير او نزوع للارتقاء ومكممي الافواه بشرائط لاصقة ومقيدي الأيدي بأصفاد لاتنتزع ، وإياك ان تنتفض او تتمرد على واقعك لئلا تُغضب الربّ الاعلى وأولياءه ، وارضَ بالمقسوم والمقدّر فهذا هو نصيبك من الدنيا وسوف تُجزى جنات في الآخرة وتعيش فيها دائما مخلّدا هناك برفقة الأولياء والصالحين ونعطيك ما سلبناه منك يوم كنت حيّاً بعد ان نشفع لك عند الخالق الكريم ، فاسكتْ واقتنع بنصيبك ولو كان شحيحاً.

ومن أشدّ الممارسات الاكثر قسوة في تدمير الشعوب هي سلب هويته الوطنية وتتمثل هذه الحالة في تشويه وتدمير إرثه وبالاخص المظاهر اللامعة منه ومسخ شخوصه الراقية المؤثرة بحيث ينسى المواطن جذره ومنبته ومحتده وتتضاءل حالة المواطنة والتعلّـق بالوطن الام وهذا مانلمسه الان من فقدان المشاريع الوطنية النزيهة فترى المواطن يتعلق بآمال ومنجاة من خارج حدود بلاده ويرفع شعارات دخيلة عليه ويعقد مؤتمراته تحت وصاية أجناب وغرباء مثلما حدث مؤخرا في مؤتمر استانبول لزعمائنا سنّة العراق تحت رعاية تركيا وكذا الامر يحصل لزعمائنا شيعة العراق وهم يتطلعون الى ماستقوله وتوجهه ايران وكأن الساسة العراقيين الان بيادق شطرنج تتحرك وفق هوى أيدٍ وأذرع دول الجوار تمتدّ لتطيل اللعبة او تقصيرها او حتى تدوير الفوز والخسارة وفق رغبات الغير لا رغبات اهل البلاد بحيث اصبحنا نعرف كل شيء عما يجري خارج الحدود وما تحاك من تدابير بشأننا حتى نسينا أنفسنا ونخبتنا السامية وطمرنا الجانب المضيء من انجازاتنا ماضيا وحاضرا وكأنك ياعراق لم تنجب قادة شرفاء ومبدعين وسياسيين يشار اليهم بالبنان ويعتدّ بانجازاتهم ونزاهتهم حتى وصل الامر بنا ان نرفع صور السيد الخامنئي والسيد الخميني الراحل في الساحات والشوارع الرئيسية ونسمي شوارعنا بأسمائهم بل وصل الامر بنا ان نعتدّ بشخوص نكرات لا رسوخ فكري لهم ، فهذا الشيرازي ينتصب امام ناظريك وذلك الحائري يحيّر عقلك في لوحة شاخصة كبيرة وسط عاصمتك تعمي بصرك وتحيّر عقلك من شيوع الافيون الديني ويخطب البغدادي في موصلنا الحدباء ليؤم الناس في صلاة جمعة حتى تقول في سرّك : يا إلهي ما الذي يجري في بلادي العزيزة ، هل وصل الإذلال الى هذا الحدّ ، هل غار الانحطاط الى الاعمق الذي لم يعد يطاق؟؟؟

فما الغرابة ان يسود كل ماهو مبتذل في دولة أرادت – بعد سحق الدكتاتورية -- ان تبذر ديمقراطية حديثة ناشئة في هذا الشرق الاوسط المبتلي بالطغمة الفاسدة والحروب المديدة والعسكريتاريا وانظمة الفكر الواحد حتى جاء اليها مجرى متوسخ من سقاء الماء الطائفي العفن وأوحال الاثنية ؛ فخرّب اليانع والناهض وتم تدوير تلك الديمقراطية المبتغاة وحوّلوها الى ديمقراطية الطوائف.

لأقولها جازما وبيقين كامل اننا لم نستطع ان نبني دولة وكل ماعملناه اننا أنشأنا سلطة واهية وليتها سلطة قادرة ، فالدولة تقوم وتسمو ولا بدّ من رجال دولة يرفعونها على اكتاف صلبة بجهود استثنائية جبارة لابراز هيبتها من خلال مؤسساتها المدنية لترسيخ مبادئ المواطنة والسواسية واحترام القناعات الدينية والابتعاد عن الاصطفاف الضيّق أيا كان نوعه ؛ دينيا أو مذهبيا أو طائفيا او عِرقيا قوميا فهذه كلها معاول هدم للإطاحة بصرح الدولة الذي لابدّ ان يبقى شامخا مهيباً.

وقد أثبتت التجارب السياسية في كل بلدان العالم من خلال رؤيتنا وتلمّسنا بقدرات الشعوب الخلاّقة وزعمائها الشرفاء العقلاء المخلصين لبلادهم أيّما اخلاص ان مايسمى بالدول الفقيرة او الضعيفة هو ضربٌ من الوهم وتضليلٌ للمغفلين وفرضٌ لقناعات يراد لها ان ترسخ في الفكر الواهي الجاهل ، انما هناك دول معطّلة الفكر والعقل سواء من زعمائها السارقين ذوي المصالح الخاصة والضيقة والجهّال الغارقين في البلادة وعطب العقل او من شعوبها الكسولة والمغفلة الفاقدة للتطلعات السامية... ومن هنا ينشأ الفقر والجهل وتنتشر الاوبئة والاسقام البدنية والعقلية والنفسية ويعمّ الاحباط والخذلان والتعمية عن الرقيّ والنماء كما هو حالنا الآن.

جواد غلوم

jawadghalom@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
غريبة
كلكامش -

تحية الى الكاتب لكن هناك ملاحظه مهمة وهي ان لا يتخم المقالة بحشو لافائده منه اوتكرار المعلومة مرات مع احترامي له وتقديري ولمقالته

اماراتيه ولي الفخر
اماراتيه ولي الفخر -

وتعمل وسائل الاعلام الغثّة التافهة المرهونة بيد السلطات الاكثر تفاهةً منها دورا في تصدّع العقل وتغييبه عن الوعي النابه واختيار بديل من المعلوماتية المريضة التي لافائدة منها فلا تُغني عقلا ولا تسمن جسدا وقد تشكل ضررا جسيما في العقل الجمعي والفردي على السواء))<<لازم يشغلونهم حتى يتجهزون لخروج الساحر ويتبعونه بدون نقاش

الشعوب والتفاهات .
فول على طول -

سيدى الفاضل شعوب تافهه أصلا وغير قابلة للتعديل ...شعب يؤمن بالحمل أربع سنوات وقيل تسع سنوات ...ورضاع الكبير ونكاح الأطفال ....وجناح الذباب الذى بة شفاء ....والشهب ملائكة بمخاريق من نار ...ونائبة عراقية وزميلتها مسئولة مصرية يتقدمون بطلبات لجعل تعدد الزوجات اجبارى ....يعنى بدلا من دفاعهم عن الحريم يريدون عبودية الحريم بالقانون ....وشباب يفجر نفسة من أجل الحوريات ..وشابات يتطوعن للنكاح كنوع من الجهاد فى سبيل اللة ....نقول تانى ؟ هل ترى أى أمل فى اصلاح هذة الشعوب ؟ هذة هى الثقافة المقدسة التى ترضعها هذة الشعوب .. .

اقترح عليك ان تكتب الى
سيستاني -

هل مشاهدة التلفزيون حلال اوحراماي المسلسلا ت يجوز مشاهدتها متى تحرم الزوجة على زوجها الانتخابات وحق مضاجعة الزوجةزواج المتعة بدعة ام هل هو زواج السرعة كسر الضلع هل هو شلع ام قلع الجهاد الكفائي هل هو هجومي ام دفاعي اوقفو هذا عند جدوده

فشل الكيان العراقي فشلا
Rizgar -

فشل الكيان العراقي فشلا مخزيا في تحقيق الرغبات العرقية العربية من الانفال والتعريب والاغتصاب الجنسي . لولا الدعم الامريكي للشيعة لكان اليوم عاصمة الانفال تحت حكم داعش .اللعنة على الامريكان.

ابران تعمل بهدوء
لاسقاط العبادي -

اوعزت ايران الى عميليها المالكي والجبوري بالرد على اتهام العبادي لمجلس النواب وهذه الخطوة هي جزؤ من الصراع الابراني الامريكي حول العراق ايران تسعى لاسقاطالعبادي كمحاولة لتطويق محاولات امريكا لتحجيم دور ايران في العراق الايام القادمة ستكشف اذا كان مصير محاولات ايران وعميليها المالكي والجبوري ستنجح ام لا ابران لديها اوراق عديدة اهمها المالكي وجيشه من جواسيس ايران وعملاؤها ايران الشريرة ستاني باساليب جديدة غير اسقاط العبادي لتطويق محاولات امريكا

تهافات فول
المزمنة والمتحيزة -

هكذا تبنى الأمم: الدين المعاملة.. ويؤثرون على انفسهم.. ان الله يحب اذا عمل أحدكم عملاً ان يتقنه...أَلَيْسَتْ نَفْسًا؟... ولا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَئآنُ قَوْمٍ علـى ألاَّ تَعْدِلُوا اعْدلُوا هُوا أقْرَبُ للتَّقْوَى.. وهل ينبؤك مثل خبير.. وشاورهم في الأمر.. من غش فليس منا.. وغيرها الكثير.

تهافت
بروفسور فول! -

ما حللك لعنوسة بالملايين بعد الحروب العالمية؟ لا يجدي، الازدراء... للأسف لا تستطيع المرأة العربية العانس الزواج .

الأستاذ غلوم
من ضياء الحكيم -

عزيزي الكاتب . بوركت في قلمك وفكرك المتقد وضميرك الحي . أنت وأنا نكتب لقيادات لاتقرأ ولاتعمل . تعاد المأساة من جديد بنفس صور من"يحملُون وباء القتل المذهبي والقومي ". سبقتك في كتابة مقال عن عراقنا الذي أصبح (دولةُ أحزاب ومساومات) ويستمر فيه المناخ الارهابي السائد والمسرح المشوه الذي يطل منه سياسيوه وأسلوبهم الأحادي والذي تمخّض عن معاناة لشعب العراق وتشريد أهله ودمار مجتمعه. كل ذلك يتطلب وقفات وحلول جذرية جدية وجريئة. والمخزي أن معظمهم يدعي بأنه من حملة الدكتوراه وهو بلا شهادة موثقة . حلُّ الأحزاب وتحجيم قياداتها عمل في منتهى الضرورة . ضياء الحكيم

فول
مسلم -

لا يترك الفول اية فرصة للطعن في الاسلام والمسلمين حتى لو كان المقال لا علاقة له بهما,لا اعرف سببا رئيسيا لتلك الدرجة من الحقد القبطي,شبهاته التي طرحها في تعليقه رقم 3 سبق وان تم تفنيدها جميعا بالادلة والبراهين القاطعة,ومع ذلك لا يزال يكررها ربما لان بضاعته اوشكت على النفاد,وهو لا يستطيع الاجابة على اسئلة تتعلق بشبهاته:1-ما هو الخيار الانسب للعانس:هل تتزوج ولو على ضرة,ام تبقى عانسا طوال حياتها فتحرم نفسها من حاجتها البيولوجية وانجاب اطفال يملاون حياتها 2-متى كان زواج العانس عبودية وما ادلتك عليها؟هل قمت باستبيان شمل كل زوجات التعدد وتبين لك انهن في عبودية؟3-ما نسبة الشباب الذين يفجرون انفسهم من اجل الحوريات فقط,ام ان لمعظمهم اهداف سياسية او اجتماعية او غيرها؟4-وكم نسبة الشابات اللواتي جاهدن بالنكاح؟وهل وجود بعض الظواهر المحدودة يبرر تعميمها على مليار ونصف؟اجب على الاسئلة ثم قول تاني وتالت ورابع !!!

مقالة طويلة لم نخرج منها بشيء
كل الذي قلته يا سيد جواد نعرفه؟ -

نعم هناك حكام سارقين و شعب مغفل يتعلق الاوهام و يصفق للدجالين و للحكام الفاسدين و لكن لم تقل لنا ما السبب الذي جعل الشعب بهذا المستوى من الضحالة و النفاق هل السبب يكمن في الحكام و هل تعتقد انه يمكن من حاكم فرد مهنا حسنت نواياه و نزاهته يمكنه ان يحكم هذا الشعب و يرتقي بهذا الشعب ؟ هل الدجاجة من البيضة ام البيضة من الدجاجة ؟ أأنا اعتقد ان العلة تكمن في الشعب و الشعب الراقي يفرز من افراده من هو الجيد و الكفوء و النزيه ليتسلم السلطة ، اما الشعب المتخلف المنافق المشاغب المتفصم على ذاته و الازدواجي فيفرز من هو الأكثر نفاقا ر ازدواجية و تهورا ليضعه في الواجهة ، السؤال التالي هو هل الجينات هي المسؤولة عن كون الشعب سيئا منافقا ام هو العراء و الماء و المناخ و الطبيعة الجغرافية ام هو السبب هو موروث هو الموروث الديني لهذا الشعب هو الذي جعله بهذه الدرجة من البؤس و السوء، انا اعتقد ان الخطوة الاولى تبدأ بتنشئة الأطفال على ثقافة جديدة تنتقد ما هو سائد من الموروث الديني و تعمل على التخلص منه و نحتاج آلى زعيم شجاع تكون عنده الشجاعة و يفتح عيون الناس و يشير بجرأة الى الخلل الموجود في ثقافتهم الدينية و ضرورة نبذها بدل تقديس ذلك الموروث الديني المبني على الكراهية و الطائفية و سياسة الانتقام و الثأر

بسيطة يا شيخ ذكى
فول على طول -

الشيخ ذكى فى تعليقة رقم 10 يكرر الكلام السمج بأن البشر - الأقباط مثلا - يحقدون على الاسلام ..يا شيخ ذكى أنتم تستحقون الشفقة . أما كلمة الحقد على الاسلام فهذا يؤمن بة المشعوذون فقط ..ما معنى الحقد على الاسلام ؟ هل الاسلام صعب المنال ؟ ما الذى بين أيديكم أو فى الاسلام يجعل البشر يحقدون علية ؟ ما الغريب الجميل فى الاسلام وصعب المنال كى نحقد علية ؟ يا ذكى كفاكم مهاترات ..وقلنا للمرة المليون نحن نقرأ لكم كتبكم ...هل تقدر أن تقول لى عن أى شئ أتينا بة خارج كتبكم ؟ يا رجل متى تخجلون ؟ وبالمرة أنت لم ترد على الحمل أربع سنوات وقيل تسع سنوات ...ورضاع الكبير ونكاح الأطفال ....وجناح الذباب الذى بة شفاء ....والشهب ملائكة بمخاريق من نار ..والأرض محمولة على قرون ثور لة عشرون الف قرن ..الخ الخ وهذة مجرد أمثلة ..هل ما أقولة من تأليفى مثلا ؟ أما الخيار الأنسب للعانس فهو : ليس بالجنس وحدة يحيا الانسان بل بالأخلاق وأن تشغل نفسها بأعمال انسانية أفضل من " ضرة - لاحظ كلمة ضرة من عندك وأنت لم تفهم معناها كالعادة - وفى المقابل فان القران لم يسمح بالتعدد من أجل العوانس يا فالح بل من أجل أن يتمتع الفحول ولا عزاء للاناث ...ومن أجل أن يغريهم بالغزو والنهب ...ثم من قال لك أن عدد الاناث أكثر من الذكور ؟ وماذا لو حدث العكس ...هل تسمح بالمرأة أن تعدد أزواجها حتى تقضى على عنوسة الرجال أم سوف ترتجف وتنفخ عروقك وتقول : أستغفر اللة ..؟ وماذا عن دول الايمان التى بها عدد الاناث يتساوى مثلا مع الرجال ...هل يمنع التعدد ؟ يا شيخ ذكى : التعدد شريعة ذكورية وعبودية للاناث واحتقار للادمية ..والتعدد بالتأكيد سوف يكون مصحوبا بالأنجال دون حساب ويزداد أطفال الشوارع والطلاق الخ الخ ...يا رجل متى تحترمون أدميتكم ؟ ولا يهم نسبة الرجال الذين يفجرون أنفسهم أو عدد مجاهدات النكاح ...المهم أنة فى الشرع الحنيف والحوريات من أساسيات الشرع ولا تقدر تنكرها ...خد مثلا : التعدد فى الشرع ولكن نسبة بسيطة منكم تفعلة ...والحج من الشرع ونسبة بسيطة منكم تفعلة ...والصلاة من الشرع ونسبة بسيطة منكم تفعلة ...هل معنى هذا أنها لا توجد فى الشرع ؟ أو الذين لا يفعلونة ليسوا مسلمون ؟ يا رجل نحن نتكلم عن شرع ..وعن تعاليم ..فهمت ؟ أما حكاية المليار أو 2 مليار - خد 5 مليار عليهم من عندى - فلا يمثل أى شئ ....لا تهرب يا شيخ ذكى ...غلبتنى معاك يا ف

هذا من كتابنا
أيها المدلس -

هذه عينة من الأحاديث والآيات التي تحث على المساواة والعدالة الانسانية بمعزل عن الدين والمعتقد: (مرت برَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَنَازَةٌ، فَقَامَ. فَقِيلَ له: إِنَّهُ يَهُودِيٌّ، فَقَالَ: أَلَيْسَتْ نَفْسًا؟) ، وقال تعالى: ( ولا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَئآنُ قَوْمٍ علـى ألاَّ تَعْدِلُوا اعْدلُوا هُوا أقْرَبُ للتَّقْوَى)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِين). وقيل ان الآية الأخيرة وضعت في مدخل أحد أشهر كليات الحقوق والقانون في الغرب. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ» (الحُجرات: 11)،

قليلاً من
المنطق والتجرد -

يقول المدلّس فول في استنكاره للتعدد (المقيد بشروط العدل والقدرة) أنه "ليس بالجنس وحده يحيا الانسان بل بالاخلاق!". لنختبر فرضية الرهبنة تاعتو لنتحقق من واقعية أفكاره. في خلاصة لاستطلاع رأي "عالمي" أجرته شركة "ستاتيستا" عن أكثر عشر دول حول العالم يخون فيها الرجال زوجاتهم ، وجد بأن نسبة الخيانة بلغت في الدنمارك 46%، في ايطاليا 45%، في المانيا 45%، في فرنسا 43%، في النرويج 41%، وفي بلجيكا 40%، وفي اسبانيا 39%. حصلت بريطانيا وفنلندا على أدنى معدل والبالغ 36%. أما تقديرات المعهد الفرنسي لاستطلاع الرأي فقد بلغت 55% لكل من فرنسا وايطاليا فيما يخص الرجال. وبطبيعة الحال، فان هذه الارقام التقديرية تبخس من الواقع بسبب حساسية الموضوع وخصوصيته. وعليه، فمعظم التقديرات تقرب من حقيقة ان نصف الاسر خربة في اوروبا.