الطغاة يجلبون الغزاة – بعض الحكام العرب نموذجا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سُأل "أرسطو" ذات يوم: من يصنع الطغاة؟ فأجاب على الفور قائلا: ضعف المظلومين.
يُعرف الفيلسوف "أرسطو" الطغيان على انه: صورة للحكم الفردي في ممارسة السلطة من دون رقيب او حسيب، فهو بذلك يسبغ على نفسه صفات الألوهية، ولا يسمح لأحد بالتدخل في شؤونه.
ويُقال ان اول من استعمل مصطلح "الطغيان" هم اليونانيون في منتصف القرن السابع قبل الميلاد، حيث أطلقوه على الملك "جيجز". قد يكون الطغيان أقدم من ذلك بكثير، لكن عصر الطغيان تم تدوينه بصورة رسمية في التاريخ اليوناني القديم الذي أطلق عليه مسمى "عصر الطغاة الإغريق".
وقد عايش الكثير من فلاسفة اليونان مثل "افلاطون" و "أرسطو" حكم بعض الطغاة كأنظمة فاسدة، وفيما بعد ظهر الطغيان على أشده في بلاد الشرق حيث بلغ حد الطغيان لدرجة الألوهية والعبادة، إذ ان الطاغية كان يعتبر نفسه يمثل إرادة الشعب، ويستخف به ويستعبده، لدرجة ان "أرسطو" قال: "أن الشرقيين كانوا بطبيعتهم عبيد".
"الطغاة يجلبون الغزاة" مقولة تتكرر كثيرا في الأدبيات العربية، ويقال ان عالم الاجتماع العربي "ابن خلدون" تطرق لها في كتابه الشهير "مقدمة ابن خلدون". هذه المقولة الشهيرة أصبحت كثيرة التداول والاستخدام في الكتابات العربية منذ بدية التسعينيات من القرن المنصرم، نتيجة أفعال وتصرفات الطغاة العرب الذين استعبدوا شعوبهم، وانتهى بهم الأمر بما يليق بالطغاة على مر العصور.
"صدام حسين" الذي حكم العراق بالحديد والنار، ارتكب حماقته الكبرى عندما غزا الكويت في الثاني من شهر أغسطس عام 1990م، حيث قامت الولايات المتحدة بتشكيل تحالف دولي – من ضمنه دول عربية – لطرده من الأراضي الكويتية وقد تم ذلك. ولكن الكويت التي لم يكن على أراضيها أي وجود اجنبي قبل الغزو المشؤوم، اضطرت حكومتها بعد الغزو للقبول بوجود اجنبي على أراضيها على شكل قواعد عسكرية لحماية امنها من غدر وعدوان جيرانها واشقائها.
لم تكتف الولايات المتحدة بما فعلته من طرد الجيش العراقي من الكويت، ففي شهر مارس من عام 2003م، قامت الولايات المتحدة بالتحالف مع ربيبتها بريطانيا بغزو العراق واحتلاله، بحجة وجود حاكم طاغية يقتل شعبه بالسلاح الكيماوي ويهدد جيرانه. الواقع ان الولايات المتحدة تريد ذريعة لتدمير القوة العسكرية العراقية، ونهب ثرواته النفطية وتقسيم العراق الى دويلات ثلاث على أسس عرقية ومذهبية. اما مصير "صدام" فكما يعرف الجميع، أُخرج من حفرة تحت الأرض وهو بهيئة يرثى لها، وحوكم وأعدم شنقا في صبيحة "عيد الأضحى". منذ ذلك الوقت والى يومنا هذا، والعراق عمليا بلدا محتلا من عدة دول اجنبية وإقليمية، وشعبه يقاتل بعضه البعض.
اما طاغية دمشق "بشار الأسد" الذي ورث الحكم من الطاغية أبوه في شهر يونيو عام 2000م، بعدما أجبر مجلس الشعب السوري على تعديل الدستور وخفض الحد الأدنى لعمر الرئيس من 40 سنة الى 34 سنة، فبدلا من التجاوب البناء للمطالب السلمية لشعبه بالإصلاح والمشاركة، قام جلاوزته باعتقال 15 طفلا من مدينة حوران – جنوب سوريا – وتعذيبهم وبتر أطراف أصابع بعضهم، لأنهم كتبوا عبارات مناهضة للنظام على الجدران. سوريا منذ العام 2011م غارقة في بحر من الدماء والدمار الذي طال البشر والحجر. اكثر من 300 الف قتيل، وربما ضعف هذا العدد او اكثر من الجرحى والمعوقين، وحوالي نصف عدد السكان مهجرين في الداخل والخارج، والمدن الكبرى التي على شاكلة "حلب" مدمرة بشكل كبير.
كغيره من الطغاة، لم يتوانى "بشار" عن استخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه مرتين، وها هي سوريا ارض مستباحة من قبل الغزاة القريبين والبعيدين، يعيثون فيها الفساد والدمار. اما مصير "بشار" وكيف سينتهي به الأمر فالعلم عند الله، ولكن لا استبعد ان يلقى نفس المصير الذي لقيه كل طاغية على مر العصور.
وفي هذه العجالة، لا يفوتنا ان نذكر طاغية ليبيا "معمر القذافي" الذي وصف الشعب الليبي بالجرذان، لا لشيء سوى انهم، كشعوب العالم الأخرى، طالبوا بحقهم في المشاركة والإصلاح وبناء وطنهم. كلنا يعلم كيف كانت نهايته، القى الثوار القبض عليه وهو مختبئ في أنبوب لصرف النفايات، وأطلقوا عليه رصاصتين في الرأس واراحوه الى الأبد.
الأمر الذي يحير العقول، ان الطغاة العرب جميعا يصرون على ان الانتفاضات التي قامت ضدهم هي نتيجة تحريض ومؤامرات من الخارج، وينكرون ان هذه الانتفاضات انما انطلقت جراء ما تعرضت له شعوبهم من مظالم وقمع واهدار للحقوق. الطغاة لا يخشون شيئا كما يخشون يقظة الشعوب وصحوة القلوب، ولا يكرهون شيئا كما يكرهون الداعين الى الوعي واليقظة، ولا ينقمون على أحد كما ينقمون على من يوقظون الضمائر الغافلة. السؤال: هل يعتبر الحكام العرب الحاليين بما جرى، أم على قلوب اقفالها؟
التعليقات
منشأ الطغيان في بلادنا
خوليو -الطغيان موجود في جميع دول العالم وفي كل دولة له منشأ مختلف عن دولة اخرى ،،في بلادنا نشا الطغيان من يوم عملية التوحيد للآلهة ،،لو درسنا تاريخ الاديان عندنا لوجدنا ان تعدد الآلهة الذي كان معتمداً منذ عهد السومريين الذين تَرَكُوا وثاءق مكتوبة تدل على نوع عبادتهم ومن هم الهتهم ،، كان القمر هو الاله الرئيسي المعبود ورمزه الهلال حيث الاف التماثيل التي وجدت تدل بشكل قطعي على ذلك لمن يريد ان يفسر التاريخ بعلمية وموضوعية ،، وايضاً هناك الرسومات الجدارية وعلى الصخور تثبت ان القمر الاله هو الاله الذي كان يعبد ،،وايضاً كشفت التنقيبات كثير من المعابد ( بيوت الاله) في اليمن وفي الجزيرة العربية وفي كل منطقة الميسوبوتاميا وتركيا اليوم ،،لم يكن القمر الاله هو الوحيد المعبود بل هناك آلهة اخرى،، فالإلهة الشمس كانت موجودةايضاً والشمس باللغة العربية مؤنث وقد وصفها احد الشعراء بقوله وما التأنيث لاسم الشمس عيب / وما التذكير فخر للهلال/ ،، وفي الكتابات السومرية البابلية والأكادية والآشورية نقرا ان الاله القمر تزوج الآلهة الشمس فولد أبناء وبنات آلهة مثل إنانا وعشتار ولهم معابدهم كآثار ليومنا هذا ،،في الجزيرة العربية وفي مكة بالذات نجد ان اسماء البنات نتيجة زواج الاله القمر من الآلهة الشمس كان اللَّات والعزى ومناة وكانت رموزهن موجودة في الكعبة التي بناها اتباع الاله القمر المسمى الله وكان كثير من اتباعه يحملون اسمه مثل عبد الله وعبيد الله ،،،وكان هناك رموز لحوالي ٣٦٠ اله والجميع موجودون في الكعبة ولم يسجل التاريخ ان اتباع اي اله ان كان كبيراً او صغيراً تقاتلوا مع بعضهم البعض لأجل هذا السبب ،،اليس هذا نوع من الديمقراطية والتعايش السلمي الاجتماعي ،، ذلك العهد الذي لم يكن فيه طغيان انتهى عند ظهور من ادعى ان كل تلك الآلهة كاذبة ويجب تحطيمها والوحيد الموجود هو الاله القمر الذي كان من طقوس عبادته الصلاة خمسة مرات في اليوم والغسل قبل الصلاة واعتبار الهلال هو رمزه والطواف حول كعبته وبشكل عاري تقريباً،، وان لا اله الا هو وهو اكبر من جميع الآلهة ،،الاله القمر المعبود الذي اكتشف معبد له هناك وتماثيل محفور عليها رمزه وهو الهلال،،لم يكن الاله الوحيد ،،فهناك الاله التوراتي الذي بدا ينتشر في الجزيرة العربية فهناك قبائل اعتقدت به وتخلت عن عبادة الاله القمر ،، هذا خلق نوع من التصادم والخلافات الدموية
أنما يقلدون السلف الصالح
عربي من القرن21 -أقرأو عن أتفاق العقبة الثاني , مع الصعاليك , الهدم الهدم الدم الدم !!..
شكرا للرائع خوليو
فول على طول -كل الشكر والتقدير للرائع خوليو والذى أتى بسبب الاستبداد من المنبع كما يقولون ...ولا نعرف هل الكاتب يلوم الغرب الغزاة أم الحاكم المؤمن المستبد ؟ عموما سوف نركز على استبداد الحكام المؤمنين .....بالتأكيد فان الكاتب يعرف مسألة : والأمر شورى بينكم وهو بين مجموعة صغيرة جدا من أهل الحل والعقد وهم العصابة التى حول الحاكم ...هم يختارونة وهو يجزل لهم العطاء ....ويعرف أيضا مسألة عدم الخروج على الحاكم المؤمن والذى ينطق الشهادتين حتى وان جلد ظهرك وسلبك أموالك ...هذة الذرائع مقدسة ومن عند اللوح المحفوظ ...اذن لما لا يستبد الحاكم ؟ الغريب أن الحاكم ذكر أمثلة قليلة جدا من الحكام المؤمنين المستبدين ولا أعرف لماذا لم يذكر البقية ؟ وتاريخ الذين أمنوا ملئ بالحكام المستبدين ويقولون عنهم سيدنا فلان وسيدنا علان رضى اللة عنهم ....والكاتب يعرف أن الديمقراطية كفر حسبما يقول أسيادنا المشايخ ....هل عرفت سبب الاستبداد سيدى الكاتب ؟
ليست دول بل محميات باعلام
واحد -من المخجل إطلاق اسم دول على محميات يحكمها جهلة كل مايفعلونه ان يحرموا ويطوفوا كل أربعة سنوات حول البيت الأبيض لتقديم النذور لساكنه مهما كان ، احدهم لايخجل ان يتوسل جيشاً من المرتزقة ليحميه من شعبه والآخر يأتي بمرتزقة ليحاربوا دفاعاً عنه لان جيشه يفر في كل معاركه وثالثهم يحكم بلده الهنود والبنغال ومراقص الترفيه للاجانب في القواعد الأجنبية في المنطقة ، هل تستحق ان تسمى دول .بعض الطغاة جلبوا الغزاة والبعض الاخر فرشوا السجاد الأحمر لاستقبالهم ، هذا هو الحال. والقطيع يستمر بالتصفيق . ياسيدي لن ينفع صراخنا وصراخك تحت مياه بحور الذل في هذه البلاد المغضوب عليها
محتارين
jj -فئة من الناس لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب على خزوق الحكم ام خزوق الغربة و الأفضل ينقبروا في الغربة ...
حكام كتاب
كريم الكعبي -لاأعرف من الذي يكتب مثقف ام حاكم طاغي ، الكاتب اختار شخصيتين من حكام العرب وكان ترامب واضح لابد من حلب الخليج نتيجة حمايتهم للسنوات الماضية، أما طغاة العرب الاخرين فيهم حديث طويل، اتحفتنا اخي الكاتب عن بحر الصين وليس الخليج