فضاء الرأي

جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا كوردياً

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

«في اعتراف يعتبر الأوّل من نوعه في تاريخ منطقة الشرق الأوسط، جسم سياسي سوري يعلن الاعتراف بإسرائيل، على أنها دولة مستقلة، وأن اليهود السوريين الحاملين للجنسية الإسرائيلية هم جسر للشعب السوري نحو الغرب والعالم».

إن مضمون هذه المقدّمة القصيرة تعني أن كلّ العرب سيحاربون المشروع الذي طرحته جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا، الساعي إلى السلام مع إسرائيل والاعتراف بها دولة مستقلة في قلب الشرق، ولكن التاريخ يثبت أن كل حكّام العرب مع إسرائيل، وحماة لشعبها وأرضها، والقضية الفلسطينية لم تكن إلا تجارة رابحة ومصدر دخل لمعظم الدول العربية، وعلى رأسهم سوريا، والدليل القطعي لذلك أن أغلب اللاجئين الفلسطينيين في سوريا كانوا مع نظام الأسد أو مشاركين في الميليشيات التي تقاتل لجانبه، وأيضاً معظم القوى السياسية الفلسطينية وعلى رأسها السلطة الفلسطينية وفتح وحماس والجهاد، الذين نادوا بعمالة كل مَن خرج ضد الأسد ونظام حكمه ومؤيدون مميّزون له. 

فيما فكرة "العدو الإسرائيلي أو الكيان الصهيوني" لم تكن إلا مجرّد أكذوبة زرعها حكّام العرب في عقول شعوبهم، تماماً كتذويقهم – بأنجس الطرق – لنظرية المقاومة والممانعة والصراع مع إسرائيل، فالتاريخ والوقائع أكدت أن إسرائيل ليست بعدوة بل صديقة وحامية لمصالح حكام العرب الاقتصادية وبقاءهم على السلطة ونهب خيرات بلادهم!! 

عند قراءة بعض أفكار التنظيمات السورية التي ولدتها الثورة السورية سنكتشف أن النقطة المشتركة بين تنظيمي «جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا والائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة» هي كلمة (الوطني)، أي أن كلا التنظيمين يرفضان كلياً تقسيم سوريا، والواقع الإعلامي منذ بداية الثورة شاهد على هذه الإيديولوجية الخاطئة، فيما الكورد المنخرطون في التنظيمين منقسمون بين مَن يرفع شعار الفيدرالية (بشكل خجول) وشعار الإدارة الذاتية (بشكل همجي غير مدروس)، وهنا مربط الحديث بين تهمتي «الأردوغاني» وهي تهمة يطلقها أنصار حزب الاتحاد الديمقراطي على أنصار المجلس الوطني الكوردي، وتهمة «البعثي» والتي يطلقها أنصار المجلس الوطني على أنصار الاتحاد الديمقراطي، وكان لا بدّ من أن يتحالف حزب الاتحاد الديمقراطي مع كلا التنظيمين، كون مشروعها يخدمهم ويتوافق أكثر من مشروع المجلس الوطني الكوردي الذي أصابه الهشاشة والانكسار، لكثرة الخلافات والأزمات الحاصلة داخله، فالاتحاد الديمقراطي أصبح يعمل وفق الخطوط العريضة، من رفضها للدولة الكوردية ومحاربتها بشكل عنيف، وتأسيس مشاريع تصبّ في مصلحة الدول المغتصبة لكوردستان، من أخوة الشعوب والاندماج الوطني السوري. 

هذان التنظيمان لم يعترفا بالكورد على أنه شعب له تاريخ وحضارة وجغرافية طبيعية، بل اعترافهما كان اعترافاً خجولاً مبنياً على العواطف ورابط الدم الوطني، حيث كلاهما اعترفا بالكورد على أنه مكون وليس شعب، والجميع يعرف معنى هاتين الكلمتين والفارق الشاسع بينهما، كلاهما اعترفا بالحقوق الثقافية والسياسية للكورد، وضرورة أن تلتزم القوى الكوردية العاملة في التنظيمين بتعزيز المشاركة الوطنية في أنشطتها وفعالياتها من خلال التأكيد على الوحدة الوطنية، إذاً ما فائدة بقاء الكورد في الائتلاف وانخراطهم الجديدة في عمل الجبهة؟

 إن كان – فعلاً وقولاً – جبهة الإنقاذ الوطني هو إطار وطني جامع كتعريف له، فهذا يعني أن وجود القيادات الكوردية المحسوبة على أحزاب المجلس الوطني الكوردي ضمن الهيئة السياسية للجبهة كوجودهم ضمن الائتلاف الوطني السوري (لا تُقدّم ولا تُؤخر)، لأن كل إطار سياسي هو يحمل مشروع الوطنية وتعزيزيها عن طريق كل المكونات أو الأقليات، وهو ضد مشروع الأحزاب الكوردية من حيث حق تقرير مصيرها، لأن من شروط الحصول على صفة العضوية في جبهة الإنقاذ أن يكون مؤمناً بالوحدة الوطنية والترابية لسوريا (دون ذلك خط أحمر)، وهذا يخالف للأهداف والمبادئ الواردة في النظام الداخلي لمعظم الأحزاب الكوردية، والسؤال: على أي أساس انضموا إلى الجبهة؟ وما الأهداف التي سيحققونها عن طريق الجبهة؟ وماذا سيجلبون للكورد؟ 

من الضروري أن ينسحب الكورد من الائتلاف، وينضموا – كحالة تجربة مؤقتة – للجبهة، لأنهم على الأقل قد يحظون على بعض التأييد الإسرائيلي، وبالتالي سيحظون تأييد معظم دول صانعة القرار في العالم، وعلى رأسهم أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي، بدل من تركيا ودول الخليج، والذين يعارضون ويحاربون كلّ تطلع كوردي جديد في المنطقة. 

ثم إن كانت جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا قد اعترفت رسمياً بالوجود الإسرائيلي كدولة ذات حكم وسيادة، فلماذا لا تعترف بحق الشعب الكوردي في الحصول على الفيدرالية كشعب وليس مكوّن قومي، وأن يكونوا حكّاماً على شعبهم؟ وهل سنشهد هذا الاعتراف الذي سيعد أيضاً الأول والأقوى من نوعه، من حيث اعتراف أول تنظيم سياسي عربي بالقضية الكوردية وضرورة حصولهم على حقوقهم وخارج إطار الوحدة الوطنية؟

أخيراً: يبقى عدّة استفسارات عالقة في أذهان الجميع، هل ستحظى إسرائيل بالاعتراف العربي والدولي من خلال المنسق العام للجبهة فهد المصري بدولة إسرائيل ليكون رجلاً يدخل التاريخ بأوسع وأخطر أبوابها في المستقبل القريب؟ اعترفت الجبهة بالوجود الإسرائيلي كدولة مستقلة فهل هي مستعدة وبشكل جدّي وحقيقي الاعتراف بالوجود الكوردي في منطقة الشرق الأوسط كشعب له تاريخ قديم وعريق وبناء الدولة الكوردية المستقلة؟ ما مدى تأييدها بمسألة الاستفتاء على مستقبل إقليم كوردستان التي ستجري قريباً بغية الإعلان عن الدولة الكوردية والانفصال التام عن العراق؟ أيقبل النظام السوري الراهن بمشاريع الجبهة دون أن تخترق صفوفها السياسية والعسكرية إعلامياً وميدانياً كما فعلت بالجيش الحرّ والائتلاف السوري؟ إن كانت لا تعتبر نفسها بديلاً منافساً للائتلاف السوري أو ممثلاً للشعب السوري فلماذا اعترفت بالوجود الإسرائيلي وهي الحديثة التأسيس والبعيدة عن الأنظار؟ وهل جميع السوريين متفقين على ذلك؟ والأهم ماذا استفاد الكورد حتى الآن من الائتلاف السوري حتى يستفيدوا من جبهة الإنقاذ الوطني؟ 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
للكُرد حصراً
الدكتور حسن الدهوكي -

غالبية من يعادونَ طموحاتَ الشعبَ الكُرديَّ على منصّة إيلاف هم من مسيحيي المهجرِ، من الذين يدعون الآشورية، وعلى رأسهمُ من يسمي نفسه عراقيٌّ متبرمٌ بالعنصريينَ. هم يحاولون التذاكي علينا وذلك بإستعمالِ أسماءٍ عربيةٍ وذلك بغرضِ زيادة الأحقادِ بين الكُردِ والعربِ وكذلك ممارسةً لفن التذلّل للعرب. وهم في ذلك مغفَّلون عن حقيقة أن العربَ في أغلبهمُ تقبلوا فكرةَ إستقلالِ كردستان ويكرهونَ بعضهمُ أكثر من مّا يكرهونَ الكُردَ. إذا أنا أقول أن كلُّ من إستعملَ اسماً فيه كلمةُ عراقي هو في الغالب مسيحي متأشور. حتى من يكتبون بإسم الأرمن ليسوا بأرمن بل متأشورون. أرجوا من أخواني الكُرد عدم التهجم على العرب بدونِ مبررٍ. لا بل حتى المسيحيين من مواطني الإقليم على العين والرأس، لكن آشور إنطفأت وناسها أختفوا في ظلمات التاريخ. من يسمون أنفسهم آشوريين الآن مثل مستر ساكو، صاحب النصوص الغير المتماسكة مضمونا والمُهلهلةِ شكلاً ومضموناً، هم في الحقيقة كُرد مسيحيون إنسلخوا عن أمتهم قبل مائةٍ وخمسين سنة. ولم نستغرب؟! فها هم الإيزيديون ينسلخون عن أمتهم الكُردية الآن وأمام أعيننا! ملاحظة، من حقِّ أيِّ كُرديٍّ إقتباس هذا النص بدون الرجوعِ لي.

اختصار الزمن،
زبير عبدالله -

في الطريق الى برلين،شاركني في القطار الماني في بداية الثمانينات من القرن الماضي،كان القطار ينفث دخانه عاليا يحث الخطا من اسطانبول ،الى برلين،في حوار شيق،سالته اذا كان قد زار سوريا ،قال نعم ،كنت في جولان من خلال اسرائيل،،الجميع ادرك ان الحل في سوريا يمر عبر تل ابيب(بل اورشليم القدس)...حتى يختصر الجميع الوقت ،والدماء والمال،ليعرفوا جيدا ،ان كوردستان والاعتراف بها يوفر عليهم كل ذالك،،،وختى لاينظروا سبعين سنة وياتي احفاد اللبواني،والفهد،ويعترفوا بكوردستان،،،

للكتابة فقط
زبير عبدالله -

فيما يخص القضية الكوردية ،مافي حدة احسن من حدة، جماعات وافرادا، نظاما ومعارضة، الكل في العداء سواء، لايوجد تصنيف دقيق للمعارضة...والكورد هم الأخرين منهم من يؤذن في منارة الإخوان مثل عبد الباسط سيدا، ومنهم يلعلع رشاشة ابتهاجا ليحافظ على خط التوتر العالي، لتأمين ضخ النفط لدبابات الاسد، وآخر يأخذ بنصائح اردوغان، ويتهجم على حماة سد الطبقة،....يقول الرفيق ما وتسي تونغ، السلطة السياسية تنبع من ماسورة البندقية، هذا ينطبق ععلى الوضع السوري حاليا.، المعارضة السورية الجميع متفق على الاعتراف باسرائيل، والذي لم يزر اسرائيل علنا زارها سرا أو التقى بهم في اوربا، أو مكان اخر....لكن من الأفضل لإسرائيل الحفاظ على من اختبره، من آخرين يتم ترويضهم، الأسد أفضل من اية معارضة سورية اعترفوا أو لم يعترفوا بها، واعتراف بعض جهات المعارضة ، ينصب في مصلحة الأسد ، ولهذا يطلقون مثل هذه التصريحات..هذا ليس للمساعدة وإنما دفاع عن الاسد...إسرائيل نجحت في الشرق الأوسط سياسة ، وقوة عسكرية ، ومن مصلحة العرب الحفاظ على إسرائيل قبل دولهم ، والا فإن ايران، كما قال الكاتب القدير صالح القلاب، ستخرج نسوان القادة العرب من احضانهم(على الهواء مباشرة قالها)....إسرائيل فقط تستطيع أن تدوس على عمائم قم السوداء، وطبعا وقتها جميع المعارضة السورية ، ب مافيهم الأسد سيعترفون بكوردستان،..على الساحة الكوردية السوريةحاليا ، الأمريكان هم الأكراد الوطنيون،..ولالأحد غيرهم، والكوردي القادم هو من يختاره الامريكي....أما كيف وإلى متى ..وما أوحينا من العلم إلا قليلا

ايها الكردي المهلهل دائما
أشوري يفضح المحتلين لارضه -

ايها الدكتور الكردي المهلهل كتابة ومعلومات وخلق وأسلوب واليك القارعة ان كنت تدري ما القارعة وكالاتياولا-كان هناك اسرى اسرى-عبرانيين-توراتيين ما يسمى الان اسرائليين-نعم كانوا اسرى -لانهم بدو رحل اي العبرانيين-جاء بهم أجدادي الاشوريين اهل الحضارة والقيم واهل ارض الجنة على الارض اي أرض أشور المحتلة وخاصة اربيل ونوهدرا وليس دهوكك ونينوى وغيرها نعم قام اجدادنا بجلب هولاء الى ارضنا لتعليمهم دروس الاخلاق ىوعدم صنع المشاكل العنصرية والخبيثة والان اي اكراد مسحيين ياهذا؟والمسحية لها اكثر من 2000 سنة وانتم يا قبائل البدو الجبلية المتنقلة بي ايران وافغنستان والبنجاب ليس لكم في ارضنا غير 180 عام واتحدى ان تثبتوا العكس وهاتوا اثبتاتكم ان كنتم تستطيعون ايها المهلهلون -وضعا ووثائق ودائما والمهم اي اكراد مسحيين واي اكراد يهود يا هذا واليهودية ديانة لشعب الله المختار -وتتم من ظرف الام ىوحتى ما يسم الرابي-او الرابي- او معلمهم -لا ينتخب او يعين الا بعد فحص الحمض النووي ام ولانكم بندقية للايجار لهم ولمشروعهم فهذا عادي لكم وعنكم لانكم تعودتم على هذا وهذه حقيقتكم وسبب وجودكم وكثرة عددكم وخاصة في ارض الاشوريين والارمن لانكم كنتم الاداة الاساسية في ابادة ملايين الارمن والاشوريي والنمهم ؟؟ من هو المهلهل يا مسكين-ومسكين بمعنى مسكين الحق والوثيقة والاثبات ولا تملك شيئ؟؟ ثانيا-ساكو المهلهل قد كان سببا لمرض ىعضال عند كتاب ومعلقي الاكراد في موقع ايلاف هذا المرض اسمه مرض ساكو عند الاكراد فكل شيئ ساكو والمهم يحكي لي بعض اصدقاء ساكو الاشوري الكندي ان له اصحاب ينقلون من ما يسمى قادة مسحيين مدنيين ودينيين ان البرازاني ورهطه واجهزته تتربص لساكو ولن تتركه عندما تحين الفرصة المناسبة والمهم دائما يعاتبون ازلامهم من القادة المسحيين في ارض اشور المحتلة وكل العراق -يعاتبونهم لتصرفات وكتابات ساكو الاشوري الكندي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟فمن هو المهلهل يا دهوكي؟؟؟؟؟؟؟شكرا ايلاف مقدما لنشر الرد