فضاء الرأي

الطائفية كلها شر

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لا تزال القلوب مشحونة على بعضها، و لا تزال الكراهية ساكنة في أعماق جوارحنا، نرفض التعايش لا لشيء غير أننا ألفنا البعد و القطيعة، قاموسنا لا يعترف بأننا أخوة ولا يعترف أيضا أننا شركاء و مصيرنا واحد، أصبح كل واحد منا يخفي حقده على أخيه الذي لا يمتلك قدره حيث القدر أجبره على أن يسلك طريق لا يستطيع تغييره بسبب الظروف الاجتماعية و التاريخية التي نشأ فيها، الفرد منا أصبح كذلك لا لأنه اختار بل البيئة التي ترعرع فيها تفرض شروطها و تحدد ما هي الهوية التي تتكون منها شخصية كل فرد فينا في هذا العالم.

الحروب الطائفية دمرت الأشياء الجميلة ودمرت الأخضر و اليابس، حتى المنازل و الشوارع و براءة الطفولة كلها بلا استثناء مدمرة، الطائفية طوفان لا يدر شيئا إلا و هشمه هل رأيتم طوفاناً يترك خلفه حديقة من الزهور ؟ أم رأيتم الخراب و الدمار يعم المكان و الديار ؟ هكذا هي الطائفية لا تنشر إلا البؤس و لا تزرع إلا الشوك و لا تبني إلا الدمار، هل هناك من يرغب أن يكون المستقبل بهذا الشكل و هذه القتامة ؟ أعلم لا أحد يرغب في ذلك لكن تصرفاتنا تقول العكس!

التناقض الذي يصنعه الإنسان غريب جدا لا أحد يستطيع تفسيره أو فهمه، يريد حياة آمنة لكنه يزعزع ذلك وينشر الفوضى، يرغب في مستقبل مشرق و يفعل ما يجعل هذا العالم أكثر ظلاما مما نحن فيه، لا أدري كيف يفكر هذا الإنسان وهو يحمل كل هذا التناقض و الازدواجية في تصرفاته و سلوكياته التي فيها الكثير من الغرابة، نقول أننا أخوة و لازال الكثير منا ينفخ في نار الطائفية التي نحن حطبها إذا لم نكف عن اللعب فيها و بجوارها.

الحياة لا تكون جميلة و كلنا طيف واحد متشابه في كل شيء بل تكون بائسة و تعيسة، الجمال يتحقق بتنوعنا و اختلافنا لأننا بهذا التنوع نكمل النقص الذي يفتقده الآخر بهذا الاختلاف نجعل من هذا العالم أكثر ثراء لنا و للأجيال القادمة التي ترغب بحياة أفضل مما نحن فيه الآن.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لا يفكر
خوليو -

يقول السيد الكاتب بانه لايدري كيف يفكرهذا الانسان وهو يحمل كل هذه الازدواجية ،،، هذا الانسان المقصود ياسيد لا يفكر،، بل ينقل الازدواجية الأصلية المقدسة ،،هذه القداسة المصطنعة هي التي تمنعه من التفكير ،، الشعوب الاخرى التي فصلت القداسة والنقل عن التفكير الحر،، تقدمت وهذا بالصبط ما يلزمنا ،،اي ان نفصل النقل المقدس عن التفكير والا سنظل نتداوى ببول البعير .

أسئلة للكاتب
فول على طول -

نتفق معك أن الطائفية كلها شر ...ولكن ماذا تقصد بالأخوة ؟ هل تقصد الأخوة فى الدين أم فى الوطن أم فى الانسانية ؟ بالتأكيد فان المسلم مطالب بالأخوة فى الدين وهذا من الشرع الحنيف ...وأيضا مطالب بالحب فى اللة والكراهية فى اللة أى يكرة المخالفين لة فى العقيدة ...هل ترى أن الكراهية فى اللة منطق صحيح ومن اللة ؟ وهل ترى أن الكراهية فى اللة ليست طائفية بل وصايا الهية اسلامية ؟ نقطة ومن أول السطر . هل ترى أن الشيعى ليس رافضى وأشد كفرا من اليهو والنصارى ؟ أو هل ترى أن السنى ناصبى وينطبق علية الكفر عند أهل الشيعة ؟ نقطة ومن أول السطر - هل ترى كم فرقة من أهل السنة والجماعة وكلهم يكرهون بعضا ...وأهل الشيعة أيضا ...وأن الكراهية عندكم وصايا ربانية ؟ هل تقدر على محاربة هذة النصوص ..أو هل ترى نصوصكم ربانية وغير قابلة للنقاش ؟ اذن ما تقولة هو مجرد حرث فى الماء ومجرد كلام فى الهواء الطلق ولن يغير شيئا ...اذن عن أى أخوة تتحدث ؟ سيدى الفاضل الخرق أكبر بكثير جدا من الرتق ...نقدر لك احساسك الانسانى الراقى ولكن النصوص التى لم تحرف ووصايا الدين الأعلى غير قابلة للاصلاح الا بالبتر نهائيا ...هل تقدرون على ذلك ؟ الاجابة بصدق وشجاعة سوف تريحكم وتريح البشرية من كراهيتكم .

-

لماذا لا تضعون الإصبع على الجرح ، وعندها قد يمكن مداواته!؟ الطائفية شر ، بل هي من أكبر الشرور وربما من أعمِّها على البشرية كلها . للأسف الشديد أن إخوتنا المسلمين لا يملكون الجرأة على الإعتراف بأن الطائفية قد باتت ماركة مسجلة إسلامية ، فالطائفية التي انتشرت في فترات من التاريخ المسيحي، اندثرت وإلى الأبد ، بسبب وعي المسيحي لعقيدته الاي تدعو للمحبة والتسامح. متى يعترف المسلم السني بالمسلم الشيعي والعكس، عندها قد تنطلق شرارة القضاء على آفة الطائفية المقيتة . الشيء الذي يتغافله الكاتب وكل الكتاب المسلمين، هو عدم إعتراف الإسلام السنِّي تحديداً بغيره من الناس وبحرية هذا الغير في عقيدته بحيث يسمح ذلك بالتعايش معاً في مجتمع واحد ووطن واحد . أطلقوا حرية العقيدة في بلاد الحرمين ، واسمحوا للناس أن تعيش بسلام مع أنفسها، وامتنعوا عن قيادة البشر كالحيوانات ، ربما نستطيع العيش سوية .