مهرجان «كولن» بين الانتماء والانتهاء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الاستفتاء ليس ورقة ضغط شخصية أو حزبية أو عشائرية، ولا هدف تكتيكي مؤقّت أو استراتيجية تخبّطية، بل هو وسيلة حضارية للوصول إلى الاستقلال، وقرار جماهيري لتحقيق انتصار تاريخي للحركة التحرّرية الكوردستانية، فالشعب خرج لمهرجان كولن التاريخي وبمشاركة وفود أوروبية ومؤسّساتها المدنية، لأن يدلي بصوته الإيجابي بعبارة «نعم للاستقلال، نعم لكوردستان» وبرغبة عارمة في أن يعيش كريماً أبياً غير ذليل أو مُهان في دولته التي تمّ تقسيمها بمؤامرة دولية منحت من خلالها حقاً لمَن لا يستحقها وجرّدت مَن يستحق من حقّه، وبرفضه الكلي لأن يمارس بحقه من جديد المجازر والأنفالات والإعدامات والإبادات والتهجير القسري.
فعشرات الآلاف من المشاركين في مهرجان كولن للاستقلال خرجوا بشكل طبيعي وقانوني وسلمي ضد الواقع المرير والعبودية والاستبداد، فلوّنوا سماء مدينة كولن الألمانية بألوان العلم الكوردي وأطربوا شوارعها بهتافات عالية تطالب بحقّهم وحرّيتهم، واجتمعوا على قرار أن شعب كوردستان عازم على انتهاء حقوب التبعية والظلم والإقصاء، وسيحارب لأجل الانتماء – انتماء الهوية والثقافة وبناء الدولة الكوردية – بجميع الأساليب الديمقراطية والحضارية والمدنية، وصون كرامة وحُرمة جميع القوميات والأديان التي تعيش في كوردستان، والبحث عن خيارات السلام وعلاقات المجاورة المسالمة.
احتفالية مهرجان كولن كانت صرخة مدوية في عقول المتزمّرين، ففيها الشعب والعلم والصوت الكوردي كان موحّداً، رغم وجود شريحة من المثقفين والسياسيين الكورد الذين انخدعوا تحت ضغوط متنوّعة بالفصل بين الأجزاء الكوردستانية أو الحالة المناطقية، دون معرفتهم التامة أن هذا الفصل أو المناطقية الجغرافية هي من أحد أهم الخطط التي ركّزت عليها أعدائهم وجيرانهم الإقليميين لإضعاف قوّتهم المتواجدة في توحيدهم كَلَكمة في وجه مَن يتربّص بهم شرّاً واستبداداً، إلا أنهم في المحصلة فضّلوا أن يكونوا أتباعاً وعبيداً لأنفسهم «أيّهما أفضل تبعية الكورد للكورد، أم تبعية الكورد للعرب والأتراك والإيرانيين التي باتت “الدين“ سمتها الجوهرية؟» بدل أن يكونوا أدوات وقرابيناً تستخدم في حروب مغتصبيهم وصراعاتهم الأزلية، فيها الأجزاء الأربعة من كوردستان توحّدت في جزء واحد.
وتكمن أهمية هذا الحدث التاريخي، والذي يقام لأول مرة كحالة كوردية جديدة طغت عليها البصمة الشبابية والروح الصادقة لأبناء غربي كوردستان من حيث قوة المشاركة والتنظيم الفعّال والبعيدة عن العمى الحزبوي الضيق، وأيضاً في السياق ذاته تؤكد الصديقة “دوزكين حَمي“ عبر ما كتبته في صفحتها على الفيس بوك: «إنه مهرجان كبير، خاصة هذا الإقبال الهائل عليه من المشاركين الكورد، بالتأكيد ليس بالأمر الغريب إنما الأهميّة تكمن في المكان الذي تم فيه هذا الحدث، كدعم أوروبي للاستقلال، وإلّا لما كانت ستسمح لتجمعات غفيرة بهذا الحجم والشكل في شوارعها، أولاً وثانياً أغلب المشاركين حضروا المهرجان لإيمانهم بقضيتهم ولروح الكوردايتي ولرغبة شخصيّة حرَة، بعيدين كل البعد عن إجبارهم على القدوم بأوامر أو خطط حزبيّة، فالأجزاء الأربعة توحدت، وثالثاً الضجة الإعلاميّة سيكون صداها فعّالاً كرسالة للعالم وللعرب لا لإثبات الوجود بل للتأكيد على حق هذا الشعب العظيم على وطن حرّ».
أما فيما يتعلّق بالخوف العربي والتركي والإيراني من عملية الاستفتاء التي بدأت بهذا المهرجان الجماهيري الضخم، والذي أثبت أن الكورد ماضون في الدفاع عن حقهم، وأن هذا الحق الشرعي يُؤخذ ولا يُعطى كحسنة أو شفقة، سأسأل القرّاء والمثقفين وكل مَن يرفضون قيام دولة الكورد ويصرّون على أن يعيشوا معهم بوحدة ترابية ولغوية وثقافية، وعليهم أن يحكموا بعقلهم قبل ضميرهم ويجيبوا على أسئلتي: «هل أستفتي الشعب الكوردي لأن يلحق بالعراق أو سوريا أو إيران أو تركيا؟ هل سألوا الكورد إن كانوا راضين بالبقاء في تلك الدول القمعية الشوفينية بنسبة 95% إن لم تكن أكثر؟! هل احتكم إلى أية محاكم في تقسيم كوردستان وإعطائها لتلك الدول بموجب معاهدة سايكس – بيكو أو لوزان أو سيفر؟ أتقبلون بإعادة هذا السيناريو الأسود على جبينكم ببقاء الشعب الكوردي منقسماً بين سياسات التتريك والتعريب ودكتاتورية الخميني في الشرق الأوسط الجديد وعلى نفس الأيادي؟» فإن كنتم لم تعطوا قطرة دم لرسم حدودكم، فالكورد أعطوا أنهاراً من الدم، وسينتزعون حريتهم وحقوقهم مهما كلف من الدم والدمع والدمار.
ولكن في النهاية لا بدّ للجميع من إدراك حقيقة أن الموازين تغيّرت والأدوار استبدلت، فمَن كان في الأمس مجرّد ورقة «جوكر» بيد اللاعب يستخدمها في السرّاء والضرّاء وتماشياً لأهوائه، أصبح اليوم هذا اللاعب «جوكراً»، وهو ما ينطبق في الوقت الراهن على الكورد وقضيتهم، الذين تحوّلوا من ورقة إقليمية بيد أعدائهم إلى لاعب إقليمي وذو وزن كبير «وأي لاعب؟!»، إنه لاعب يمتلك رئيساً كالبارزاني بحكمته وصبره اللا محدودين، وبجيش قوي مدرّب كقوات البيشمركة، وتراكم الخبرة السياسية الأكاديمية والتجربة العملية في النضال والحكم وإدارة مناطقهم، خاصة في ظلّ اعتقادات تشير بأن الاستفتاء لا يعني بالضرورة إعلان استقلال كوردستان، وأنه فقط تكرار لسيناريو 2005 الذي جلب للكورد مكتسبات محدّدة دون حصولهم على حقّهم العام والمتمثل بالدولة الكوردية، ولكن هذه المكتسبات تطوّرت واستثمرت نتائجها مع فشل الشراكة الكوردية – العراقية وعدم التزام حكومات (الجعفري والمالكي والعبادي) بتنفيذ ما وقع على عواتقها من اتفاقات ووعود، إذاً فمهرجان كولن للاستقلال سيقفز بالكورد إلى صدارة الملفات الدولية الواجبة حلّها والوقوف إلى جانبها ونقلها إلى مرحلة جديدة.
إدريس سالم
كاتب وصحفي كوردي
التعليقات
لكن باقل الخسائر!
زبير عبدالله -افهام الجماعات المسلحة الكوردية،وحدات حماية الشعب في غرب كوردستان(اقصد هنا قياداتهم),بان يتخلوا عن الاوهام الامة الديمقراطية،ويدعوا الى وحدة الحركة الكوردية،في غربي كوردستان،وتسخيرها لخدمة الاستفتاء،والاستقلال،هذا اولا.ثانيا:على قادة قنديل القاء السلاح،والانضمام الى المعارضة التركية وتنظيم مسيرات سلمية مليونية،والكف عن اثارة ايران وتركيا ،لاتهامهم بالارهاب وبالتالي اعطاء المبررات للعدوين قم وانقرة ,لاتهام الحركة الكوردية بالارهاب،وانكار حقوقهم...انبرى احد هذه القيادات،ليقول ان قيادة جنوب كوردستان،تشوش على مشروعهم الشرق اوسطي(ياللمهزلة)...وان على سويسرا ان تتعلم منهم!!!!!ثالثا على قادة التغيير ان يغيروا انفسهم،ويكفوا عن خدمة ايران....رابعا :الغرب يرى مصالحه في عراق موحد،اكثر لو كان هناك دولتين،وهنا على القيادة. الكوردية ان تفهمهم،بان مصلحتهم في كوردستان افضل من ان لايكون لهم شيئ بالمرة...
كركوك هزم داعش
ناصر -لقد أصبت في البدايه ولكن الاتجاه كان خاطئا ، نعم انها ورقه شخصيه وحزبيه وعشائريه وللاضافه أجنده اردوغانيه بارزانه لتقسيم ولتأمين مصادر الطاقة للاتراك مقابل بقاء ال بارزاني أطول مده في السلطة .الاحتفال كان مهرجان كأي مهرجان اخر قامت بها الانظمه الديكتاتوريه لمبايعة القائد تحت مسميات الدولة القوميه او الأمن القومي او الدفاع عن مكتسبات الامه وهكذا من خدع رخيصه لشعوب المنطقه.من كان يريد إقامة دوله للأكراد لايتأمر على قادة الأكراد في الأجزاء اخر من كوردستان ..!!ترى كيف يفسر كاتبنا الأمين الصادق عملية الفاشلة للمخابرات ( ميت) التوركيه لااختطاف او اغتيال القائد العسكري البارز في الحزب العمال الكوردستاني ب ك ك السيد جميل بايك في السليمانية ...!!!! بِعد ان تم التعاون والتخطيط في أربيل ...!!!!! استغرب ونحن قي عصر العولمه بينما بعض الكتاب لايزالون يكتبون كانهم في سوق العكاظ !!.
مو كل واحد يسوي
استيفتاء بكيفه وعلى مزاج -مو كل واحد يسوي استيفتاء بكيفه وعلى مزاجه فالاستيفتاء لها شروط وموافقة دول المنطقة ودول الجوار وكل القوى العالمية وبعدين تردون دولة على اي اساس والدولة ينرادلة ارض واين ارض الاكراد انتم الاكراد ساكنين ومحتلين اراضي الارمن والاشوريين هناك ثلاث شعوب ارمنية واشورية ويونانية ابيدت واحتلت ارضها من قبل الاتراك والاكراد المجرمين هل الاكراد والاتراك عقبو على جريمتهم جريمة التطهير العرقي للارمن والمسيحيين 23 وبعدين انشاء دولة جديدة يجب ان لا تكون عدوانية وتسبب المشاكل لجيرانها وما يسمى كردستان لها مشاكل مع الكل مع الارمن والاشوريين واليونان والعراقيين والسوريين والايرانيين والاتراك
طيب، أعلنوا كولن دولة لكم
عراقي متبرم من العنصريين -تقول جنابك: كان عدد الأكراد الذين حضروا هذا الاستفتاء المسرحي عشرات الألوف، طيب، لماذا لاتعلنوا دولتكم الكردية في كولن أو ستوكهولم مثلاً؟ إنك بالطبع ستجيب بأن هذه الدول أوروبية وأنتم مهاجرون إليها ولا يحق لكم أن تفعلوا ذلك. إذن لماذا تحاولون تأسيس دولتكم في العراق أو سوريا وأنتم أيضاً مهاجرون إلى هذه الدول ولم يمض على وجودكم في بلادنا أكثر من ١٤٠ سنة؟ هل تعرف مَن هو المخطئ الأكبر الذي ارتكب جناية التاريخ؟ إنه نحن العراقيين الذين أرخينا لكم الحبل كما لم يُرخِهِ أحدُ لمتسلّلٍ إلى بلاده أو مهاجرٍ من قبل، ومنحناكم حقوقاً خرافية لاتستحقونها، الدول الغربية تمنحكم حق اللجوء والجنسية بشرط أن تبرهنوا على مواطنتكم الصالحة ليكون حالكم كحا باقي المواطنين وإلا تتعرّضون للتسفير، أما نحن فقد سمحنا لكم بمشاركتنا في كل شيئ وهذه أكبر خطيئة ارتكبناها في حياتنا، كنا نظن أنّ عطفنا وإحساننا لكم سننال من ورائه شكراً أو اعترافاً بالجميل على الأقل لكن تَبَيَّن أنكم من ذوي النوايا السيئة والأطماع الخبيثة فانتهزتم كل ظرف استثائي وغرّتكم الأماني حين أدخل أسيادكم الصهاينة في عقولكم بأنكم أصحاب هذه الأرض في الوقت الذي حتى أنتم اعترفتم بأنّ مدّة تواجدكم في أرضنا لاتزيد على ١٤٠ سنة كنتم قبلها في مهاباد وإيلام ايران وحتى زعيمكم التحفة مسعود بارزاني وُلِدَ في إيران، لقد وَصَلَت بكم الوقاحة إلى أنكم أيها الأكراد تريدون تأسيس كيان لكم في شمالنا العزيز، ألا بُعداً لكم وتعساً، وسوادأ لنهاركم قبل ليلكم لما سوّلت لكم انفسكم إعلان كيانٍ لكم في بلدنا، وخسئتم وألف خسئتم، أقول لكم أيها الأكراد يامصدر كلّ شرّ لحق ببلدنا وشعبنا: إنّ أيّ كيانٍ ستعلنونه سيكون كياناً لقيطاً بكل مالهذه الكلمة من معنى، واعتبارأ من اللحظة التي تعلنون فيها هذه الحماقة ستلقون منّا ـ نحن الشعب العراقي وليس الأنظمة ـ كل مالا يسرّكم، وتمعّنوا في الجملة الآتية: إذا كنتم قد عجزتم عن مجابهة الأنظمة لوحدها فما بالكم وأكثر من ٣٠ مليون سيحاربونكم للدفاع عن ترابهم ووحدة أراضيهم،؟!
مرتزقة الليفي فعلا اغبيا
Levy -مرتزقة الليفي فعلا اغبياء .
Jerks
Robin -I agree with Levy, they are really stupid. No one can prevent the Kurds from reaching their legitimate goals
الدولة الكوردستانية المست
Rizgar -الدولة الكوردستانية المستقلة كفيل بصيانة كرامة المواطنين , بدون دولة كورد ستناية , لا يمكن صيانة كرامة المواطنين الكوردستانيين. راجع ذلة الاكراد في ضل حكم صدام على يو تيوب. راجع جرائم الكيان العراقي السرطاني الخبيث في الانفال والتعريب و الاغتصاب الجنسي ...راجع مجازر الكيان ضد المسيحيين ١٩٣٢..راجع مجازر الكيان ضد الازديين ١٩٧٥ ...راجع جرائم الكيان ضد اليهود ١٩٤٨ ....وما الفرق بين داعش وكيان الحقارة ؟؟ مقارنة جرائم الكيان السرطاني الخبيث مع جرائم داعش , جرائم داعش مجرد تسلية عربية بسيطة .