الحركة الأسيرة "وثيقة الوفاق الوطني" ، كما أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، في افتتاح مؤتمر الحوار قبل عشرة أيام . وأكد أبو العلاء ، الذي يزور العاصمة السورية دمشق حاليا ، خلال لقاءه نايف حواتمه الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، بان الحوار الوطني تنتهي أيامه العشرة اليوم الاثنين . وكان الرئيس عباس ، قد منح المنظمات الفلسطينية في الخامس والعشرين من الشهر الماضي خلال الجولة الأولى للحوار مهلة عشرة أيام للتوصل لاتفاق حول وثيقة الأسرى ، مهددا في الوقت ذاته باللجوء لاستفتاء الشعب الفلسطيني في حال لم يتم التوصل لاتفاق بين ألوان الطيف السياسي.

وسبق أن كشف عزام الأحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية ، بان قريع مندوبا عن الرئيس عباس سيصل إلى دمشق اليوم الاثنين لتسليم الرئيس السوري رسالة من الرئيس عباس ، واصفا العلاقات مع دمشق بالجيدة. وكان الرئيس السوري بشار الأسد ، هاتف نظيره الرئيس عباس قبل يومين خلال تواجده في العاصمة الأردنية ، وبحث معه أخر التطورات في المنطقة ووجه له دعوة لزيارة دمشق وإرسال مندوب عنه إلى العاصمة السورية. بدوره أشار حواتمه ، إلى ضرورة الإجماع الوطني عملا بقرارات إعلان القاهرة آذار 2005(مارس) ، ووثيقة الوفاق الوطني التي شكلت أرضية الحوار عملا ببيان مؤتمر الحوار الوطني (27/5/2006) وحتى الآن.

وأضاف أبو خالد ، في بيان صحافي أرسل لـ(إيلاف) ، إن قطع الطريق على خطة أولمرت بالحل الأحادي الجانب تشترط مشروع سياسي فلسطيني موحد ، موضحا بان هذا يضع الشعب الفلسطيني أمام خيارين ، خيار الإجماع الوطني على وثيقة الحركة الأسيرة ، والخيار الآخر الذهاب إلى الشعب مصدر المرجعيات الديمقراطية لوضع حد لتفاقم الصراع على الصلاحيات بين مؤسسات السلطة ، وعناصر الاقتتال المدمر في شوارع قطاع غزة.
كما بحث الاجتماع المشترك بين أبو العلاء وأبو خالد ، في ضرورة اجتماع اللجنة الوطنية العليا لتفعيل وتطوير منظمة التحرير كما ورد بإعلان القاهرة ، وتم الاتفاق على بدء الاجتماعات التحضيرية الأسبوع القادم ، من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والأمناء العامين لفصائل المقاومة ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني.

الحوار الوطني في ساعاته الاخيرة

واصل مقربون من الرئيس محمود عباس اليوم محاولات الساعة الاخيرة لاقناع مسؤولي حركة حماس بقبول وثيقة الاسرى حول الوفاق الوطني التي يعتزم عباس الاعلان عن طرحها للاستفتاء العام اذا ما فشل الحوار. وتنتهي المهلة التي حددها عباس عند منتصف ليل الاثنين الثلاثاء. وعقد رجل الاعمال منيب المصري ورئيس المجلس التشريعي السابق روحي فتوح لقاءات مطولة مع مسؤولي حماس في غزة. وقالت مصادر في مكتب عباس ان قيادة حماس لا زالت تطالب بتعديل بنود في الوثيقة التي تدعو حماس لبقول قرارات الشرعية الدولية والعربية وتشكيل حكومة وطنية للخروج من الازمة التي يعيشها الفلسطينيون. واوضحت المصادر ان حماس "ردت على محاولات الوساطة التي يجريها المصري وفتوح بطلب تعديل الوثيقة وتمديد الحوار في غزة ثم نقله الى الخارج". وقال مسؤول مقرب من عباس "بالتاكيد فان الرئيس لن يقبل هذا العرض".

وشدد عباس اليوم على ضرورة انجاح الحوار الوطني الفلسطيني معتبرا ان الاستفتاء على وثيقة الاسرى حول الوفاق الوطني ليس غاية لكنه سيكون الطريق الوحيد اذا فشل الحوار. وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع خافيير سولانا المفوض الاعلى للعلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي "الاستفتاء ليس غاية، وانما هو وسيلة ونحن لا زلنا نتحاور الى الان وامامنا اليوم بطوله، ونرجو ان تتمكن الاطراف من تبني وثيقة الاسرى التي وقع عليها ممثلو جميع الاسرى في كل السجون. نتمنى ان يتفقوا عليها ولن نكون بحاجة الى الدخول في استفتاء". واضاف "لا زلنا نتحدث وارجو ان نبقى نتحدث عن الوثيقة ومن ثم اذا فشلنا لاسمح الله وارجو ان لا نفشل، واحث الجميع على الاتفاق والتوافق لانه المهم هو اتفاقنا".

وقال عباس "واذا لم يحصل هذا وكما قلت في خطابي، اذا لم يحصل وساكون اسفا جدا ليس لدينا طريق اخر الا ان نلجأ للشعب". واعلنت حماس اليوم الاثنين انها ستسانف مشاركتها في الحوار بعد ان كان ممثلوها تغيبوا عن الجلسات الثلاث الاخيرة للحوار في رام الله التي عقدت برئاسة عباس. وفي غزة افاد متحدث باسم حماس انه سيتم استكمال جلسات الحوار في مقر المجلس التشريعي في مدينة غزة بمشاركة حماس بهدف التوصل الى قواسم مشتركة حول وثيقة الاسرى المطروحة كقاعدة لجولة الحوار الفلسطيني.

وقال مشير المصري لوكالة فرانس برس ان حركته توافق على نقاط كثيرة في وثيقة الاسرى "لكن هناك قضايا تمس الثوابت الوطنية خصوصا المسالة المتعلقة بقرارات الشرعية الدولية حيث تتضمن الاعتراف باسرائيل ونحن اكدنا اننا سنتعامل بواقعية ومسؤولية وطنية مع قرارات الشرعية الدولية بما ينسجم مع مصالح شعبنا". واضاف ان "المسألة الاخرى متعلقة بمنظمة التحرير (الفلسطينية). نؤكد ضرورة تفعيل المنظمة لتكون الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وضرورة الشروع بخطوات تنفيذية لاعادة هيكلتها وتفعيلها". وقال ان "الحديث عن سقف زمني للحوار يمثل سيفا مسلطا على رقاب المتحاورين والحديث عن عدم تعديل وثيقة الاسرى يعني انه ليس هناك حوار بل فرض املاءات واجندة فئوية".

و كشف اليوم عن زيارة يقوم بها احمد قريع رئيس الوزراء السابق، الى دمشق للقاء الرئيس السوري بشار الاسد لطلب مساعدته في اقناع حماس بقبول وثيقة الاسرى. واكد عباس ردا على اسئلة انه اوفد قريع الى دمشق للقاء الرئيس السوري بشار الاسد. وقال "زيارة ابو علاء جاءت بعد حديث تليفوني بيني وبين الرئيس بشار الاسد حول احداث التلفزيون (مقتل مسلحين في دمشق) في الاسبوع الماضي ثم تحدثنا عن هموممنا الفلسطينية واتفقتا ان يذهب الاخ ابو علاء للقاء الرئيس بشار الاسد وهو لم يذهب لغير هذه الغاية وهو يحمل رسالة بهذا الموضوع".

يشار ان قيادة حماس في الخارج، لا رئيس المكتب السياسي خالد مشعل تتخذ من دمشق مقرا لها. وفي دمشق ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الرئيس السوري تسلم اليوم الاثنين رسالة من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس نقلها اليه قريع. وقالت سانا ان الرسالة "تتعلق باخر مستجدات الاوضاع الفلسطينية والحوار الفلسطيني الفلسطيني الجاري حاليا". واضافت ان الاسد وقريع بحثا "علاقات التعاون والتنسيق بين الشعبين الشقيقين والظروف الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني".

إدانة قتل اللاجئين بالعراق

إلى ذلك فقد أدانت الجبهة الديمقراطية ، صمت المجتمع الدولي على المجازر المرتكبة بحق أبناء الشعب الفلسطيني اللاجئين في العراق منذ النكبة عام 1948، وحملات التطهير العنصري ، التي باتت جزءا من سياسة يومية لعصابات الإجرام العنصري ، خاصة ضد المقيمين في مجمع البلديات في بغداد.
وأهابت الجبهة الديمقراطية ، بالمؤسسات والقوى الوطنية العراقية، وجامعة الدول العربية والمنظمات الدولية والإنسانية ، ومنظمات حقوق الإنسان ، بالعمل على وقف المجازر التي ترتكب بحق شعبنا في العراق.

كما لفتت إلى ما يتعرض له اللاجئين في العراق ومنذ سنوات ، إلى مسلسل إجرامي دموي ممنهج ومنقطع النظير ، يستهدف التهجير والاقتلاع ، حيث تتصاعد ضدهم حدة الأفعال الإجرامية ، وبيانات التهديد والوعيد لـ "فرق الموت"، وممارسات القتل الوحشي والطرد من المنازل ، والتضييق على حركتهم وحياتهم اليومية بكل الوسائل.

التعليقات