قراءات

قراءة في كتاب تيموثي ويتمارش:

تاريخ الالحاد أقدم من عصر التنوير الأوروبي

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&الالحاد ليس ظاهرة حديثة وهناك أدلة تؤكد ان عدم الايمان بقوى خارقة للطبيعة "قديم قِدَم الروابي نفسها"، كما يذهب الباحث البريطاني تيموثي ويتمارش. وبحسب البروفيسور ويتمارش استاذ الثقافة اليونانية في جامعة كامبردج فان الالحاد ليس وليد التنوير الغربي بل يعود في الحقيقة الى العالم القديم طاعنا بالافتراض القائل ان البشرية ميالة بطبيعتها الى الايمان بآلهة. ويسوق البروفيسور ويتمارش في كتابه الجديد "محاربة الآلهة" Battling the Gods سلسلة من الأمثلة التي تبين ان الالحاد كان موجودا في اليونان القديمة التي كانت تعبد آلهة متعددة. &ويصف الكاتب ما يقدمه من أدلة بأنه محاولة لانتشال الالحاد القديم من تحت الأنقاض التي أُهيلت عليه بتأثير آلاف السنين من التنديد المسيحي.&

ويرى الأكاديمي البريطاني ان الاتجاه المتعاظم نحو النظر الى الدين على انه "مبرمَج" في عقول البشر اتجاه يبعث على القلق البالغ. &ويقول "أنا أُحاول تقويض الفكرة التي يبدو انها تترسخ طول الوقت ، بأن هناك نزعة متجذرة في البشر تدفعهم الى الايمان" بالاديان. ويطعن كتاب ويتمارش بالرأي القائل ان الالحاد "اختراع حديث كان نتاج التنوير الاوروبي ونمط تفكير ما كان ليمكن تصوره من دون الفكرتين التوأمين للدولة العلمانية والعلم بوصفهما غريما الحقيقة الدينية" ، بل انها خرافة رعاها طرفا المناظرة حول "الالحاد الجديد". &ويريد المتمسكون بها ان يصوروا التشكيك في ما فوق الطبيعة على انه نتيجة تراجع الدين أمام العلم، فيما يريد المتدينون ان يصوروا هذا الشك على انه من الأعراض المرضية لعالم غربي منحط التهمته الرأسمالية ، كما يكتب ويتمارش. وكلاهما مدانان بتهمة الاستعلاء الحداثوي. &فان عدم الايمان بما فوق الطبيعي غابر القدم والجهل المطبق بتقليد الحضارات القديمة وحده الذي يدفع البعض الى الاعتقاد بأن "اوروبيي القرن الثامن عشر كانوا أول من حارب الآلهة" ، كما يكتب ويتمارش. "فنحن نميل الى ان نرى الالحاد فكرة لم تظهر إلا مؤخرا في مجتمعات غربية علمانية. &والخطاب المستخدم لوصف الالحاد خطاب في منتهى الحداثة. &وفي الحقيقة ان المجتمعات البدائية كانت أقدر بكثير من العديد من المجتمعات الأخرى على احتواء الالحاد في نطاق ما كان اعتياديا بنظرها".&"وبدلا من اطلاق أحكام تقوم على العقل العلمي كان الملاحدة الأوائل يثيرون ما بدا انها اعتراضات كونية على طبيعة الدين المتناقضة ـ حقيقة انه يطلب منك ان تقبل بأشياء ليست موجودة حدسيا في عالمك. &وتشير حقيقة ان هذا كان يحدث قبل آلاف السنين الى ان اشكالا من عدم الايمان يمكن ان توجد في كل الثقافات بل كانت على الأرجح دائما موجودة". &&ويشير ويتمارش في كتابه الذي راجعته صحيفة الغارديان الى ان افلاطون بوصفه فيلسوفا عاش في القرن الرابع قبل الميلاد يتخيل مؤمنا يوبخ ملحدا بالقول "أنت وأصدقاؤك ليسوا أول من حمل هذا الرأي بالآلهة! بل هناك دائما مصابون بهذا المرض ، بأعداد تقل أو تزيد". من هؤلاء المرضى كارنياديس رئيس الأكاديمية الافلاطونية في القرن الثاني قبل الميلاد الذي جادل بأن "الايمان بالآلهة ليس منطقيا" ، والأبقيوريون الذين كانوا في احيان كثيرة يُسمون atheoi التي تعني ملحدين باليونانية ، والكتابات الملحدة للفيلسوف زينوفان (إكسانوفون القولوفوني).&ومن الأمثلة الأخرى نصوص عُثر عليها عن أسقليبيوس إله الدواء والعلاج من نحو عام 320 قبل الميلاد ، بما في ذلك حالة رجل فقد القدرة على تحريك اصابعه لكنه سخر من قصص العلاجات الاعجازية التي تقدمها آلهة الطب ورفض الايمان بها. &ويكتب ويتمارش ان قصة هذا الرجل المكتوبة في نصوص قديمة دليل ثمين على وجود الشك بالدين كما كان يمارسه اليونانيون الاعتياديون. & ويرى ويتمارش ان تنوع المجتمعات اليونانية القديمة التي كانت تعبد آلهة متعددة يعني انه لم يكن هناك شيء اسمه دين تقليدي قويم ولا مرجعيات دينية تفتي كيف يجب ان يعيش الناس. &وفي حين كان الالحاد يُعد نظرة خاطئة فان الموقف العام موقف متسامح معه ، رغم ان مثل هذا التسامح لم يُمارس مع سقراط الذي أُعدم في اثينا لرفضه الاعتراف بآلهة المدينة. وفي حين ان ويتمارش لا يتخذ موقفا محددا من صواب الالحاد أو بطلانه فانه يؤكد في مقدمة الكتاب اقتناعه "الراسخ" الذي تعزز في مجرى ابحاثه وتأليفه الكتاب بأن التعددية الثقافية والدينية وحرية السجال لا غنى عنهما للحياة الكريمة. & ويكتب "ان غالبية الثقافات في تاريخ البشرية كان لديها شكل من أشكال الايمان بما هو فوق طبيعي ، من هذا الصنف أو ذاك. &وسيكون من الصعب ان ننكر ان هذه هي القاعدة السائدة ولكن هذا لا يعني ان الجميع في كل ثقافة كان لديهم هذا الايمان".&&Battling the Gods by Tim WhitmarshPublished by Alfred A. Knopf, division of Penguin Random House

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نقطة
نظام -

عدم الايمان بالله عز وجل يعني الايمان بالأوثان. لا بديل ثالث.

أمر مضحك حقاً
فهد سالم الشحي -

واضح هناك ملحدين وعبدة شمس وقمر وحيوانات بعد آدم عليه السلام ولهذا السبب بعث الله سبحانة وتعالى الأنبياء والرسل ، وبالعامية ماعرف ليش هالبحوث والبرفسور يضيع وقته عشان يثبت أنَّ الالحاد قديم مع انه واضح جداً :)

ملخص الكتاب
عمار -

"التنوير" الغربي لم يخدم الغرب في علاقتهم مع الخالق، فهم لا يزالون كالأمم السابقة وشعوب ما قبل التاريخ!

المهم :
فهد سالم الشحي -

قال تعالى في سورة فصلت ( إن الذين يلحدون فى آياتنا لا يخفون علينا ) ، وقال تعالى في سورة الحج ( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ) ، أتمنى من هذا الباحث وذاك البروفسور وإخواني الملحدين وغيرهم أن يتمعنوا بقول الله في الإلحاد ويبحثون ويستدلون ويستفسرون ويغوصون بعمق في التفكير بهذه الآيتين ...... صحيح المسلمين أخوتي في الدين ، ولكن شخصياً أعتبر الملحدين والكفار والمؤمنين في الديانات السماوية جميعهم أخوه لي في البشرية ( هذا للتوضيح )

اماراتيه ولي الفخر
اماراتيه ولي الفخر -

المهم :فهد سالم الشحي - GMT 18:38 2016 الجمعة 18 مارسولكن شخصياً أعتبر الملحدين والكفار والمؤمنين في الديانات السماوية جميعهم أخوه لي في البشرية )) >>> ما يجوز يا اخويه تقول هذا الكلام بطريقةهذي بتكون تطعن في القران بدون ما تقصد قال تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) فقط اهل الاسلام اخوانك واذا بترجع تكررها فبتكون من اهل النفاق >> قال تعالى (وَعَدَ اللَّه الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ )