أكد الاستماع لمطالب الأنبار وتجاهل إطلاق النائب العلواني
المالكي يدعو السنة لعدم الإنسحاب من الحكومة والبرلمان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي القوى السياسية في إشارة إلى السنية منها إلى عدم الانسحاب من الحكومة والبرلمان وقال إن جهد الدولة سينصب في محافظة الأنبار الان على توفير الخدمات وإصلاح الخط الدولي السريع الذي نسفت القاعدة جسوره وفتح الحدود الدولية الغربية وحماية المسافرين والاستماع الجاد لمطالب اهل الأنبار المشروعة.
لندن: طالب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في كلمة متلفزة اليوم الثلاثاء وتابعتها "إيلاف" جميع "السياسيين باتخاذ مواقف حكيمة غير منفعلة بالأحداث والابتعاد عن أي موقف يمكن ان يصنف لصالح القاعدة والارهاب والطائفيين وإلغاء فكرة الانسحابات من الحكومة والبرلمان التي قال انها "اتعبت الدولة" في إشارة إلى استقالة عشرات النواب السنة من البرلمان امس ومقاطعة نواب العراقية لاجتماع مجلس الحكومة اليوم.
ووعد المالكي بالاستماع إلى مطالب الأنبار المشروعة من دون أن يؤكد تلبيتها كما لم يشر إلى إطلاق سراح نائب الأنبار المعتقل منذ السبت الماضي احمد العلواني والذي كان الافراج عنه احد شروط رموز الأنبار لإزالة ساحة الاعتصام الذي تم الاتفاق عليه الاحد الماضي.
وخاطب المالكي في كلمته المتلفزة الموجهة إلى "أبناء المحافظات الغربية الاعزاء" قائلا "يا اهلنا في محافظة الأنبار العزيزة أخاطبكم في هذه اللحظات الدقيقة، فبعد مضي سنة كاملة على حركة الاعتصام وما مارسته الحكومة من صبر وتحمّل وعمل على تلبية المطالب المشروعة بما يقع تحت صلاحياتها، وكثرة المناشدات من شيوخ العشائر ورجال الدين والحكومة المحلية التي وصلت حد الاستغاثة بأن ساحة الاعتصام اصبحت مصدر قلق وأذى للناس وخرجت من سياقها إلى سيطرة الجماعات الارهابية التي تريد فرض سلوكياتها الخاصة على المحافظة ومصادرة حريات الناس وكراماتهم وانتهاك حرماتهم، فاستجابت الحكومة المركزية وبالتعاون مع الحكومة المحلية وشيوخ القبائل الكرام ورجال الدين، بالدخول إلى الساحة وإخلائها سلميا بحيث لم ترق قطرة دم واحدة وهو عمل يدل على حكمة القيادة الميدانية وجهد العشائر والشرطة المحلية، وانتم أعرف بما حدث في فض اعتصامات أقل خطورة وأقل تعقيدا في بلدان اخرى في منطقتنا". واشاد "بما قام به وزير الدفاع ومحافظ ورئيس مجلس المحافظة وكل اعضاء الحكومة المحلية والقادة الميدانيين الذين اشرفوا على هذه العملية".
ودعا المالكي الجيش الى الانسحاب من المدن وتسليمها للشرطة، في اشارة الى مدينتي الرمادي والفلوجة في الانبار، مؤكدًا أن القوات المسلحة تتفرغ الان "لإدامة زخم عملياتها في ملاحقة أوكار القاعدة في صحراء الأنبار ولينصرف الجيش إلى مهمته مسلما إدارة المدن بيد الشرطة المحلية والاتحادية بعد هذا النجاح".
ووجه الوزارات كافة إلى العمل من أجل "توفير الخدمات المطلوبة وإصلاح الخط السريع الذي نسفت القاعدة جسوره، وتوفير الحماية اللازمة للمسافرين، وفتح الحدود الدولية على مدار الساعة امام حركة المسافرين والبضائع، والتواصل مع دول الجوار لتعود الحياة وينتعش الاقتصاد، والاستماع الجاد لمطالب أهل الأنبار المشروعة التي يجب أن نسمعها منهم وليس من الذين لا يريدون تنفيذها ولا يرون حلا لهذه الازمة".
وخاطب المالكي في الختام "العراقيين الشرفاء" بالقول "إن نجاح أبناء القوات المسلحة في ضرب أوكار القاعدة وملاحقتهم، يجب أن يذكر باعتزاز وفخر، وان يقف الجميع خلف ابنائهم وهم يخوضون هذه الحرب المقدسة".
ودعا "السياسيين إلى اتخاذ مواقف حكيمة غير منفعلة بالاحداث والابتعاد عن أي موقف يمكن أن يصنف لصالح القاعدة والارهاب والطائفيين، وإلغاء فكرة الانسحابات من الحكومة والبرلمان التي اتعبت الدولة وحرمت المواطن من كثير مما كان ينبغي تحقيقه، وان كل مفردات العملية هذه وغيرها سيكون للقضاء قراره في محاسبة المقصر والمسيء فيها".
وتأتي كلمة المالكي في وقت تجددت فيه اليوم الاشتباكات في محافظة الأنبار اثر قيام قوات الامن امس الاثنين بفض ساحة اعتصام محتجي الرمادي رافقته اشتباكات دامية قتل خلالها عشرة مسلحين واصيب 30 بجروح في المدينة وفقا لمصادر طبية. وقد انتشرت قوات الجيش العراقي في مناطق متفرقة في غرب المدينة وعلى اطرافها الغربية اليوم حيث تقع اشتباكات متقطعة كما فرضت القوات حظرا للتجوال فيها.
وما زال المسلحون الذين ينتمون إلى عشائر رافضة لفض الاعتصام وبينهم أيضا بعض أنصار النائب السني أحمد العلواني الذي اعتقل السبت الماضي يقطعون الطريق الرئيس عند مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) المجاورة الذي يؤدي إلى مدينة الرمادي.
وتعيش الرمادي ظروفًا قاسية حيث بدأت المواد الغذائية بالانقطاع عن المدينة وكذلك الوقود بينما اصبحت الحركة فيها محدودة جدًا واقتصر التنقل على الدراجات الهوائية والنارية. ويخشى مراقبون أن تزيد عملية فض الاعتصام من التدهور الامني في البلاد وان توسع الهوة بين السنة والسلطة.
وكان المالكي اعتبر الجمعة الماضي أن ساحة الاعتصام في الأنبار تحولت إلى مقر لتنظيم القاعدة مانحًا المعتصمين فيها "فترة قليلة جدًا" للانسحاب منها قبل أن تتحرك القوات المسلحة لإنهائها. ويشهد العراق موجة عنف غير مسبوقة أدت إلى مقتل اكثر من 6800 شخص خلال العام الحالي 2013 استنادا إلى مصادر رسمية بينهم اكثر من 640 قتلوا منذ بداية الشهر الحالي.