الروس عززوا مكانتهم دوليًا وبشار تجنب ضربة أميركية
الأسد وبوتين... الفائزان الرئيسيان في صفقة الكيميائي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في كل صفقة هنالك فائز وخاسر، صفقة الكيميائي السوري التي توافقت عليها موسكو وواشنطن تبدو في صالح نظام الأسد الذي نجا من ضربة عسكرية أميركية، في حين خرج بوتين من العزلة إلى الفعل والتأثير الدوليّ.
لميس فرحات من بيروت: على الرغم من أنها تشكل فرصة ذهبية للحد من الصراع الأكثر تعقيداً في العالم، من المحتمل أن ترسي الصفقة التي تم التوصل إليها السبت للتخلص من أسلحة سوريا الكيميائية الأساس لعلاقة جديدة بين الولايات المتحدة وروسيا، وتعفي الأسد من الدخول في صراع آخر عابر للقارات.
موسكو وواشنطن لن تتصادما
قال المستشار الروسي سيرغي كاراغانوف إن "جدول الأعمال القديم للحد من التسلح والأسلحة النووية، عفا عليه الزمن بجدية من حيث الشروط التي ينص عليها، لكن هذا لا يمنع أن روسيا والولايات المتحدة لن تقاتلا بعضها بعضا تحت أي سيناريو يمكن تصوره".
كاراغانوف، الرئيس الفخري لمجلس معهد السياسة الخارجية والدفاع في موسكو، قال ان الاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن أسلحة سوريا الكيميائية، مهما كانت نتائجه، سيصب في مصلحة روسيا لأن الأزمة السورية أثبتت أن موسكو يمكن أن تعمل مع واشنطن بشكل مثمر جداً لتفادي وحل أي صراعات تنشأ في المنطقة وخارجها.
واعتبر المستشار الروسي ان الجهود المشتركة بين بلاده والولايات المتحدة تعكس وضوحاً وصراحة كبيرة، لكن الكثير لا يزال يعتمد على القوات داخل سوريا وخارجها ، مثل الجهات المسلمة (السنية) في الشرق الأوسط التي تغامر وتدعم الثوار السوريين وتراهن على انتصارهم.
"إذا أثبتت الخطة الروسية بمساعدة الولايات المتحدة أنها قادرة على التغلب على هذه التحركات، عندها يمكن - وينبغي - التفكير بجدية حول إعداد خطة جديدة في العلاقة بين البلدين تقوم على تحديات جديدة ومشاكل عالمية جديدة" قال كاراغانوف لصحيفة لوس أنجلوس تايمز.
روسيا تعزز مكانها
الكرملين يحتاج هذا الاختراق، ليس فقط لتحسين آفاق السلام في الشرق الأوسط بل أيضاً لتعزيز مكانة روسيا على الخارطة الدولية، وهو ما يفسر الضغوط التي تمارسها حكومة الرئيس فلاديمير بوتين على السوريين من أجل التوصل الى اتفاق، وفقاً لما يقوله الكسندر غولتس، نائب رئيس تحرير صحيفة "يزدنيفي جورنال" الليبرالية.
"للمرة الأولى منذ أكثر من عقد من الزمان، وجد بوتين نفسه مهدد بعزلة دولية بعد قمة العشرين في سانت بطرسبرغ في وقت سابق هذا الشهر"، قال غولتس، مشيراً إلى أن ذلك يعود جزئياً إلى حقيقة أن الرئيس أوباما ألغى اجتماعه مع الزعيم الروسي.
هذا الواقع يمكن أن يفسّر تمسّك الكرملين بقوة إلى مسألة الأسلحة الكيميائية السورية، والعمل على حلها - ليس رغبة في الحفاظ على الرئيس السوري بشار الأسد - بل لإنقاذ هيبة روسيا الدولية التي بدات بالغرق.
وأضاف غولتس: "الكرملين يبذل كل ما في وسعه للضغط على الأسد من أجل الامتثال، لأنه طالما تستمر هذه الخطة بالنجاح سيكون بوتين في طريقه للصعود من جديد والامساك بزمام الأمور، وسيضمن أن يلمع صورته كبطل ينقذ كل من الأسد والرئيس أوباما.
نجاة الأسد
في الوقت الذي يستمتع فيه بوتين و أوباما على حد سواء بنشوة الخروج من مأزق صعب، يشعر الأسد أيضاً بالامتنان للحصول على الكثير من الوقت لايجاد وسيلة للتخلص من الثوار من دون أن تسقط صواريخ أميركية على رأسه.
"كشف الأسد عن المعلومات الضرورية حول مواقع قواعد الأسلحة الكيميائية ونشر الآلاف من الخبراء والقوات الدولية لحمايتها ثم تدمير سيستهلك الكثير من الوقت" قال كاراغانوف.
وأضاف: "كل ما يحتاج إليه الأسد الآن هو الوقت. وهكذا، فالأسد هو الفائز في نهاية المطاف".