دولة العراق والشام تقتل وتخطف وتعذب
"داعش" تنصر النظام السوري بإستهدافها نشطاء الثورة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يرجح كثير من نشطاء الثورة السورية أن يكون تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) قوة تخدم النظام في حربه ضد الثورة التي تستهدف اسقاط حكمه. فالجماعة المتشددة باتت تستهدف بشكل أساسي الجماعات المقاتلة الأخرى والنشطاء والمدنيين بشكل قاسٍ.
بهية مارديني: لا أحد يعرف متى بدأ ظهور الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) بالضبط، ولكن الأمر تطور بطريقة غريبة من وجودها المتنامي ومن طريقتها في بسط سيطرتها بإستعمال الخطف والقتل.
سألت "إيلاف" ناشطًا سوريًا داخل محافظة الرقة "لماذا تخشى داعش؟"، فأجاب: "لأنني إن واجهت رجالها سأجدفي بيتي أو سيارتيعبوة متفجرة، لا ضوابط لديهم ولا خطوط حمراء".
المعلومات المتوافرة تشير إلى أن تنظيم دولة العراق والشام في سوريا، تشكل بعد اعلان البغدادي في نيسان الماضي انضمام "جبهة النصرة" في سوريا الى دولة العراق والشام، وكان نهج الدولة يتماثل مع نهج النظام السوري، خاصة في ما يتعلق ببثّ الرعب بين صفوف الناس والاعتقالات.
واعتقلت (داعش) كل رموز العمل الديموقراطي وغيّبت المجتمع المدني نهائيًا على المناطق التي سيطرت عليها، وخاصة مدينة الرقة حيث تعتبر تلك المدينة مركزاً ونواة دولة العراق والشام في سوريا عموماً.
كما نفذت (داعش) مجموعة من الاغتيالات ليس تجاه النشطاء المدنيين بل استهدفت أيضًا قادة في الجماعات الأخرى والجيش الحر.
دخلت داعش في مواجهات مع الكتائب المعتدلة من بينها "احفاد الرسول"، حيث تم تفجير مقرهم بسيارة مفخخة واعتقال بعض افرادها، بينما هرب آخرون الى تركيا.
واستهدفت كذلك "كتائب الفاروق" العاملة في الرقة إذ تم تفكيك الكتائب بشكل كامل.
وبالاضافة الى الرقة تسيطر داعش على ريف حلب الشمالي وتمتلك أسلحة نوعية وسيارات دفع رباعي لم تستخدمها داعش ضد النظام السوري، وانما ضد الجيش الحر والكتائب الاسلامية الأخرى.
تعمل داعش على نشر فكرها في المناطق التي تسيطر عليها.
ويعتبر النشطاء أن داعش سرقت الثورة ومطالب الثورة وقيمها، وقد خرجت في الرقة مظاهرات عديدة ضد وجود داعش، قابلتها الجماعة المتشددة بالرصاص والنار والخطف والاغتيال.
واكثر الذين تعرضت لهم داعش هم الاعلاميون، ومن بين النشطاء والاعلاميين المخطوفين، الاب باولو داليلو وكان الاب باولو قد دخل الرقة يحمل رسالة سلام وتم خطفه على يد عناصر داعش.
ويرجح كثيرون أن لـ"داعش" صلة كبيرة في الظل، مع النظام السوري ويرون أنها تنفذ أجندته.
وقد روى شهود عيان لـ"إيلاف" أن الاب باولو الذي اختطفته داعش، شوهد في فرع المخابرات العسكرية في دمشق بعد فترة من خطفه بالرقة.
كذلك من بين المخطوفين، الصحافيان الفرنسيان، بيري ونيكولاس، والصحفي البولندي مارتن سودر، والناشط المدني فراس الحاج صالح، والدكتور اسماعيل الحامض، وزياد الحمصي، ورامي الرزوق، ومحمد ويس مسلم، وسمر الصالح، والصحافيون في مكتب تلفزيون "اورينت"، وآخرون.
وكثفت (داعش) من تواجدها في ريف إدلب في شمال البلاد أيضًا، إذ قامت باقتحام المكتب الإعلامي في بلدة كفرنبل في إدلب، أحد رموز الحراك المدني في سوريا، وصادرت معدات إذاعية وكومبيوترات وكاميرات ووسائل تعليم.
وأكد نشطاء أن مقاتلي داعش دهموا المكتب الإعلامي ومجلساً محلياً ومقر الإذاعة التي تبث من بلدة كفرنبل، واعتقلوا عدداً من النشطاء والإعلاميين قبل تركهم من دون إطلاق سراح المعدات الإذاعية، باعتبار هذه المعدات "شراً مطلقاً"، بحسب قول أحدهم وهذه لم تكن المرة الاولى، اذ صادروا معدات اكثر من اذاعة في اكثر من منطقة يسيطرون عليها.
وكانت بين "الغنائم" محتويات "باص الكرامة"، الذي يهتم بالأطفال النازحين في ثلاث مدارس في ريف إدلب ويقدم نشاطات ثقافية ودعماً نفسياً لأبناء هذه المنطقة.
وعُرفت كفرنبل باللافتات التي يكتبها ويرسمها نشطاء بسخرية تحمل نقدًا، الا أن داعش لم تكتفِ بالخطف بل قتلت الطبيب حسين السليمان (أبو ريان)، الذي قضى 20 يوماً في معتقلاتها وأخضعته لـ"أقسى أنواع التعذيب".
وقدم الائتلاف الوطني السوري المعارض تعازيه لأسرة الشهيد متعهداً "بمحاسبة قادة التنظيم"، داعيًا "جميع المقاتلين الذين انضموا له "ظانين فيه تنظيماً يعمل لتحقيق أهداف الثورة"، إلى "الانسحاب منه فوراً، وإعلان البراءة من تصرفاته وأفعاله المخالفة لطبائع السوريين".
ولم يغفر البيان للمغفلين الذين يعملون تحت راية التنظيم معتبرًا "أن الجهل بمشروع التنظيم وأجنداته لا يبرر لأحد البقاء في صفوفه، أو منح الولاء له".