أخبار

عوامل داخلية وخارجية قلبت موازين المعركة

ممارسات "داعش" أفسدت أسس الثورة السورية

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وحّد مقاتلو المعارضة السورية صفوفهم لطرد عناصر المجموعاتالجهادية بهدف بسط سيطرتهم على "المناطق المحررة" في سوريا، وايضاً لاستعادة موقعهم لدى الغرب الذي علّق مساعدته لهم في الفترة الأخيرة، بحسب ما يرى محللون.
بيروت: تدور منذ الجمعة، اشتباكات عنيفة بين تحالف ثلاثة تشكيلات كبرى لمقاتلي المعارضة السورية، في مواجهة عناصر "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، علمًا أن الطرفين كانا حتى وقت قصير في مواجهة خصم واحد هو نظام الرئيس بشار الاسد. عوامل داخلية وخارجيةويقول المتخصص في التيارات السلفية المعاصرة رومان كاييه إن "تلاقي عوامل عدة داخلية وخارجية مهّد لقيام هذا "التحالف المقدس" في مواجهة الدولة الإسلامية في العراق والشام".ويرى هذا الباحث في المعهد الفرنسي للشرق الاوسط (ايفبو) أن "العوامل الداخلية هي بشكل أساسي تدهور علاقة الدولة الاسلامية مع مجموع الكتائب الاخرى للمعارضة المسلحة، والتي كانت ترفض رغبة الدولة في السيطرة على مجمل الاراضي المحررة"، في اشارة الى المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.وتضاف الى هذا العامل ممارسات الدولة الاسلامية التي تثير حفيظة المقاتلين والناشطين المعارضين. ويقول كاييه إن "مقتل أحد قادة "الجبهة الاسلامية" تحت التعذيب في احد سجون الدولة الاسلامية في العراق والشام، صدم بشكل عميق الرأي العام في منطقة حلب (شمال)، ما وفر شرعية لهذه الحملة العسكرية ضد الدولة الاسلامية".وكان أعلن الاسبوع الماضي عن مقتل الطبيب حسين السليمان المعروف بأبو ريان، وهو ذو شعبية واسعة، على يد الدولة الاسلامية بعد تعرضه للتعذيب.ودفعت سلسلة من اعمال القتل المماثلة والخطف التي يقول الناشطون إن الدولة الاسلامية تقف خلفها منذ صيف عام 2013، بالكتائب المقاتلة الى اعلان حرب مفتوحة ضد هذا التنظيم المتشدد. تصرفات "داعش" لا تحتملويشير توما بييريه، الخبير في شؤون الجماعات الاسلامية في سوريا، الى أن "تصرفات الدولة الاسلامية في العراق والشام باتت لا تحتمل بالنسبة لغالبية المجموعات المسلحة (...) لا سيما محاولات الاستحواذ على المناطق الحدودية، ما يقطع الممرات اللوجستية للمقاتلين المعارضين".ويضيف هذا الاستاذ المحاضر في جامعة ادنبره أن "العديد من المجموعات أرادت منذ زمن طويل التحرك (ضد الدولة الاسلامية)، الا أنها كانت تواجه بممانعة "حركة احرار الشام"، التي كانت تتعاون بشكل وثيق مع الدولة الاسلامية".ويعتبر بييريه أن هذه الحركة، وهي أحد ابرز مكونات "الجبهة الاسلامية"، "اعطت على الارجح الضوء الاخضر (لهذه المعارك) اثر هجوم الدولة الاسلامية في العراق والشام على إحدى قواعدها قرب حلب واعدام الطبيب"، الذي كان ينتمي الى الحركة.ويضيف مؤلف كتاب "الدين والدولة في سوريا" أن "ما جعل المجموعات المختلفة تخرج عن تحفظها (على مهاجمة التنظيم)، الادانات لتصرفات الدولة الاسلامية الصادرة عن عدد من العلماء، ومن بينهم رجال دين قريبون من الايديولوجية الجهادية".
تأسيس الدولة الاسلامية في العراق والشامواعلن ابو بكر البغدادي، زعيم الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، في نيسان (ابريل) 2013 عن تأسيس "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، عبر دمج "دولة العراق الاسلامية" و"جبهة النصرة" التي كانت ناشطة منذ اشهر في القتال ضد القوات النظامية السورية.ويقول كاييه إن غالبية القادة العسكريين للدولة الاسلامية هم من العراقيين والليبيين، في حين أن غالبية مقاتليها هم من السوريين.وحظيت هذه المعارك ضد الدولة الاسلامية بمباركة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي يتهم هذا التنظيم الجهادي بأنه "سرق الثورة السورية" ضد الرئيس الاسد بسبب ممارساته.وردت "داعش" بالحديث عن "حملة اعلامية" تستهدفها، وتسعى الى "تشويه صورة رجال الجهاد الحقيقي في الميدان". العوامل الخارجيةويشير كاييه الى وجود عوامل خارجية خلف هذه الحملة العسكرية، ومنها أن "المعارضة تريد أن تبدو بمظهر حسن لدى الحكومات الغربية" عبر وضع حد لنفوذ الجهاديين في الميدان السوري.وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا اعلنتا في 11 كانون الاول (ديسمبر) الماضي تعليق مساعداتهما العسكرية غير القاتلة الى الشمال السوري خشية تصاعد نفوذ الجهاديين في النزاع.ويرى بييريه أنه يمكن "لبعض المجموعات المقاتلة من المعارضة أن تكون تحركت على أمل اقناع الولايات المتحدة بمساعدتها، لكن اشك بقوة في أن يؤثر ذلك على استراتيجية فك الارتباط الاميركية" في المنطقة.ويربط مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية بسام ابو عبد الله بين هذه المواجهات، واقتراب موعد مؤتمر "جنيف 2" لحل الازمة، والمقرر أن يبدأ اعماله في 22 كانون الثاني (يناير).ويقول ابو عبدالله إن هذه المعارك "على ارتباط واضح بجنيف 2"، وهدفها بالدرجة الاولى "اعادة تجميع تحت مسمى الجبهة الاسلامية لتنظيمات مختلفة ذات تمويل خليجي (...) واظهار هذه التنظيمات على أنها مكافحة للارهاب وفق المفهوم الغربي، في محاولة لاعطاء ورقة للائتلاف كي يستطيع أن يجلس الى الطاولة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف