مقاتلو المعارضة السورية يحاصرون مقر داعش في الرقة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
دمشق: حاصر مقاتلو عدد من تنظيمات المعارضة السورية الاثنين المقر الرئيس لـ "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) في معقلها في مدينة الرقة في شمال سوريا، في اطار هجوم واسع ضد هذا التنظيم المرتبط بالقاعدة. وتأتي هذه الجبهة الجديدة التي تتواجه فيها "الدولة الاسلامية" ضد تحالف لمقاتلين من كتائب اسلامية وغير اسلامية، بعدما كان الطرفان يقاتلان ضد نظام الرئيس بشار الاسد، قبل اسبوعين من مؤتمر دولي لحل الازمة السورية مقرر عقده في سويسرا.
ويواصل الائتلاف السوري المعارض اجتماعاته في اسطنبول غداة تجديد انتخاب أحمد الجربا رئيسا له، للبحث في المشاركة في هذا المؤتمر. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان "كتائب اسلامية وكتائب مقاتلة تحاصر منذ امس الاحد المقر الرئيس للدولة الاسلامية في العراق والشام" في مبنى محافظة الرقة، مركز المحافظة الوحيد الخارج عن سيطرة النظام السوري.
واشار الى ان مقاتلي هذه الكتائب حرروا "خمسين معتقلا في سجن الدولة الاسلامية في (مبنى) إدارة المركبات في المدينة بعد السيطرة عليه". واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان السجناء هم مقاتلون معارضون وناشطون احتجزتهم الدولة الاسلامية، ولا يشملون الاب اليسوعي باولو دالوليو او صحافيين اجانب.
ومنذ سيطرة مقاتلي المعارضة على الرقة في آذار/مارس 2013، يتهم ناشطون "الدولة الاسلامية" بفرض سطوتها ومعاييرها المتشددة على المدينة، وارتكاب عمليات خطف وقتل. وبحسب المرصد، يحتجز هذا التنظيم الجهادي مئات الناشطين المعارضين للنظام ومقاتلين ومدنيين.
ودفعت هذه الممارسات، وبينها راهنا اغتيال طبيب معروف يتعاون مع مقاتلي المعارضة، كتائب مقاتلة الى شن هجمات على مقار للدولة، لا سيما في محافظتي ادلب (شمال غرب) وحلب (شمال)، ولاحقا في الرقة. كما تثير الدولة الاسلامية حفيظة السكان ومقاتلي المعارضة في مناطق تواجدها، اذ يتهمونها بفرض معايير اسلامية صارمة، والقيام باعمال "مسيئة للثورة السورية" منها خطف الصحافيين الاجانب، والسعي إلى طرد خصومها.
وقام عناصر الدولة في حزيران/يونيو الماضي بقتل فتى سوري في الـ15 من العمر في مدينة حلب (شمال) بعد اتهامه بالتلفظ بعبارات اعتبروها مسيئة بحق النبي محمد. وافاد المرصد السوري الاثنين عن العثور على جثة مقطوعة الرأس لفتى قرب مقر للدولة الاسلامية في بلدة كفرنبل في ادلب (شمال غرب).
من جهة اخرى، افاد المرصد بعد ظهر الاثنين ان "الدولة الاسلامية" انسحبت من مدينة تل ابيض الحدودية مع تركيا. وفي وقت لاحق، فجر عناصر من هذا التنظيم سيارة مفخخة في حاجز تابع للواء مقاتل في بلدة دركوش في محافظة ادلب، بحسب المرصد الذي تحدث عن "خسائر بشرية" غير محددة في صفوف المقاتلين.
واعتبر مصدر امني سوري ان المواجهات بين جهاديي الدولة الاسلامية والمقاتلين المعارضين "متوقعة". وقال لفرانس برس "المعارك التي تدور بين المسلحين وداعش (الاسم الذي تعرف به الدولة الاسلامية) هي خلافات متوقعة، ومن المنتظر ان تكون اكثر عنفا وحدة". اضاف "انهم مرتبطون باطراف مختلفة، وبالتالي فان اهدافهم ورؤاهم وتوجهاتهم مختلفة، ولا يجمع بينهم سوى الارهاب".
ويتهم نظام الرئيس الاسد دولًا اقليمية وغربية بتوفير دعم لمقاتلي المعارضة الذين يصنفهم "ارهابيين". وتخوض المواجهات ضد تنظيم الدولة الاسلامية ثلاث تشكيلات كبيرة هي "الجبهة الاسلامية" التي تعد من الاقوى في الميدان السوري، و"جيش المجاهدين" الذي تشكل حديثا/ واعلن الحرب على "الدولة الاسلامية"، و"جبهة ثوار سوريا" ذات التوجه غير الاسلامي.
اما جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة، والتي تعد بمثابة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، فانضمت كذلك الى المعركة ضد الدولة الاسلامية لا سيما في مدينة الرقة، حيث كان الطرفان على خصومة. وقال عبد الرحمن لفرانس برس الاثنين ان "جبهة النصرة هي المكون الاساسي الذي يحاصر مقر الدولة الاسلامية في الرقة". وتتألف جبهة النصرة بشكل اساسي من افراد سوريين، في حين ان "الدولة الاسلامية" تضم العديد من المقاتلين الاجانب القادمين من خارج البلاد. وادت المعارك المتواصلة منذ الجمعة الى مقتل عشرات المقاتلين من الطرفين.
وفي تداعيات النزاع السوري وتمدد "الدولة الاسلامية" في دول الجوار، سيطر هذا التنظيم هذا الاسبوع على مدينة الفلوجة في غرب العراق، وتبنى تفجيرا انتحاريا بسيارة مفخخة في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله الشيعي حليف دمشق.
وقبل اسبوعين من الموعد المحدد لمؤتمر البحث عن حل للنزاع السوري في سويسرا في 22 كانون الثاني/يناير، يبحث الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الثلاثاء قرار المشاركة في هذا المؤتمر/ الذي يبدأ اعماله في مدينة مونترو، ويستكملها بعد يومين في جنيف.
ويرفض المجلس الوطني السوري، احد ابرز مكونات الائتلاف، المشاركة في المؤتمر الذي اصطلح على تسميته "جنيف 2". وسبق للمجلس ان لوّح بالانسحاب من الائتلاف في حال قرر الاخير المشاركة في المؤتمر، مطالبا بضمانات حول رحيل الرئيس الاسد من سدة الحكم. وكان الائتلاف المجتمع في اسطنبول اعاد الاحد انتخاب احمد الجربا رئيسا له لولاية ثانية. ويعد الجربا مقربا من المملكة العربية السعودية، وهي من ابرز الداعمين للمعارضة السورية في مواجهة نظام الرئيس الاسد.
وفي اطار التحضيرات للمؤتمر، قال مسؤول اميركي بارز يرافق وزير الخارجية الاميركي جون كيري في زيارته لبروكسل ان "هناك خطوات يمكن ان تقوم بها ايران لتظهر للمجتمع الدولي انها جادة في ان تكون لاعبا ايجابيا". وتعد طهران ابرز الحلفاء الاقليميين للنظام السوري الذي "يتمسك" بمشاركتها في المؤتمر، في حين ترفض المعارضة هذا الامر.
وتواصلت اعمال العنف الميدانية في سوريا الاثنين، فقتل عشرة اشخاص على الاقل بينهم ثلاثة اطفال في قصف جوي على بلدة بزاعة في الريف الشرقي لمدينة حلب، كما قتل ثلاثة اشخاص ايضا في قصف مماثل استهدف بلدة يلدا جنوب العاصمة دمشق، بحسب المرصد السوري.