روسيا تحذر بتدخل علني وتغيير استراتيجي أميركي
أوكرانيا تفجّر الحروب الكلامية بين موسكو وواشنطن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
حرب كلامية واتهامات وأشرطة سرّية مسرّبة بين موسكو وواشنطن على وقع تداعيات الأوضاع في أوكرانيا، وتحذيرات من روسيا بتدخل علني.
اتهم أحد كبار مستشاري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة بالتدخل في شؤون أوكرانيا الداخلية، وذلك في انتهاك صريح لاتفاقية وقعها البلدان عام 1994، وقال إن موسكو قد تتدخل هي الأخرى. وتزامناً، كشفت محادثة نشرت على موقع يوتيوب بين مسؤولة في وزارة الخارجية الأميركية والسفير الأميركي في أوكرانيا عن تغيير صريح في الإستراتيجية الأميركية حيال الانتقال السياسي في هذه الدولة.
وقال المستشار سيرغي غلازييف إن الأميركيين ينفقون 20 مليون دولار في الاسبوع لدعم المجموعات المعارضة في أوكرانيا وأنها تزود "المتمردين" الأوكرانيين بالاسلحة وغيرها. والمح غلازييف، الذي اتهم الولايات المتحدة بتجاهل مذكرة التفاهم حول الضمانات الأمنية التي وقعها البلدان عام 1994، إلى أنّ روسيا قد تتدخل في أوكرانيا هي الأخرى.
ويجتمع الرئيس الأوكراني فكتور يانوكوفيتش بالرئيس بوتين اليوم الجمعة في منتجع سوتشي جنوبي روسيا، حيث سيحضر الرئيسان الحفل الافتتاحي للدورة الأولمبية الشتوية هناك.
روسيا - أوكرانيا
يذكر أن روسيا متهمة هي الاخرى بالتدخل في الشأن الأوكراني، وذلك باستخدام الاغراءات المادية لاقناع الرئيس يانوكوفيتش بالتخلي عن فكرة التقارب مع الإتحاد الأوروبي لصالح تعزيز علاقات أوكرانيا بروسيا وغيرها من جمهوريات الإتحاد السوفياتي السابق.
وقال المستشار غلازييف للنسخة الأوكرانية من صحيفة كومارسانت "بموجب تلك الوثيقة (مذكرة التفاهم المذكورة أعلاه)، يفترض أن تكون روسيا والولايات المتحدة ضامنتين لسيادة أوكرانيا وسلامتها الاقليمية، وهما مجبرتان على التدخل عندما تنشأ أزمات كالتي نراها حاليًا".
وكانت المذكرة - التي وقعتها المملكة المتحدة أيضًا - قد وقعت بعد تنازل أوكرانيا عن مطالبتها بأي جزء من الترسانة النووية السوفياتية عقب انهيار الإتحاد السوفياتي وتفككه. وحذر غلازييف، من ان الرئيس يانوكوفيتش قد يضطر لاستخدام القوة ما لم تنهِ المعارضة احتلالها لميدان الاستقلال في كييف الذي دخل شهره الرابع. وقال "عندما تواجه سلطة ما خطر وقوع محاولة انقلابية، ليس لها من خيار سوى استخدام القوة وإلا تعم الفوضى البلاد".
واتهم غلازييف الأميركيين "بالتدخل بشكل فاضح واحادي في شؤون أوكرانيا الداخلية"، وقال: "ثمة معلومات تشير إلى أنّ المعارضين يتلقون تدريبًا عسكرياً في السفارة الأميركية (في كييف) وأن السفارة تزود هؤلاء بالاسلحة". وقال غلازييف إن الموقف سيعود للاستقرار في حال كفت الولايات المتحدة عن التدخل.
شريط مسرّب
في غضون ذلك، نشر شريط صوتي في الانترنت يقال إنه تسجيل لمكالمة هاتفية بين مساعدة وزير الخارجية الأميركي فكتوريا نولاند وجفري بلات السفير الأميركي في كييف تصف نولاند فيه الجهود التي يبذلها الإتحاد الأوروبي لحل الازمة في أوكرانيا بعبارات نابية.
كما يناقش بلات ونولاند بصراحة في المكالمة جدارة زعماء المعارضة الأوكرانية الثلاثة. ورفضت السفارة الأميركية في أوكرانيا التعليق على الشريط المسرّب.
وفي المحادثات التي نشرت على يوتيوب يوم الثلاثاء أبلغت مساعدة وزير الخارجية الأميركي السفير الأميركي في كييف جيفري بايات أنها لا تعتقد أن فيتالي كليتشكو بطل المصارعة السابق الذي تحول إلى سياسي وهو زعيم المعارضة الرئيسي يجب أن يكون في الحكومة الجديدة.
وقالت في التسجيل الذي يصف الأحداث التي شهدتها أوكرانيا في يناير كانون الثاني "لا أرى ان كليتش (كليتشكو) يجب أن يكون في الحكومة.. لا أرى ذلك ضرورياً ولا أراها فكرة صائبة". واجتمعت نولاند يوم الخميس مع الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش لمناقشة حل للاحتجاجات المناهضة للحكومة التي تجتاح الجمهورية السوفياتية سابقًا منذ شهر تشرين الثاني (نوفمبر).
تعليق ساكي
وفي تعليق على الشريط، قالت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية في إفادة صحافية "أنا لم أقل أنه غير صحيح". وأضافت أن نولاند اعتذرت لنظرائها في الإتحاد الأوروبي عن التعليقات المذكورة.
ومن المؤكد في ما يبدو أن المحادثات المسرّبة ستتسبب في إحراج للولايات المتحدة وتعزز الاتهامات التي تشير إلى أنّ المعارضة الأوكرانية يجري التلاعب بها من قبل واشنطن.
وفي التسجيل الذي نشر على يوتيوب تناقش نولاند وبايات الإستراتيجيات للعمل مع ثلاثة رموز معارضة رئيسية هم كليتشكو وأرسيني ياتسينيوك وزير الاقتصاد السابق واوليه تيانيبوك الزعيم القومي اليميني المتطرف. وأشارت نولاند إلى إشراك الأمم المتحدة في حل سياسي للأزمة في كييف.
وكان الآلاف من ناشطي المعارضة الأوكرانية، بعضهم يحملون الدروع والهراوات، ساروا يوم الخميس في مظاهرة من المعسكر الذي اقاموه في ميدان الاستقلال في العاصمة كييف إلى مبنى البرلمان في استعراض للقوة.
وكاد المتظاهرون أن يحتكوا بمؤيدين للحكومة كانوا معتصمين قرب البرلمان خلف حواجز يحرسها المئات من رجال الشرطة، ولكن المظاهرة مرّت بسلام.