ضمن عمليات غسل دماغ واصطياد عناصر شابة
هذا ما يعنيه أن تُجنِّد "داعش" أطفالاً بعد النساء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ماذا يعني أن يسعى تنظيم داعش الى تجنيد الاطفال والمراهقين بعدما سعى الى تجنيد النساء سابقًا، هل يدخل الامر ضمن ما يسمى بعمليات غسل الدماغ واصطياد عناصر شابة؟.
بيروت: بدأ تنظيم "داعش" تجنيد اطفال بين سن الـ14- 16 عامًا، بعدما قام بتجنيد النساء سابقًا، ما مدى خطورة ذلك على الجيل الجديد، وتأثير الامر على أمن المنطقة ككل؟
يقول الكاتب والمحلل السياسي عادل مالك لـ"إيلاف" إنه يمكن الحديث بشكل جدي بأن لبنان بالتحديد ودول المنطقة بشكل عام، اصبحوا أسرى تنظيمات ارهابية تشكِّل خطورة كبيرة على الواقع العربي الحالي وعلى المستقبل، وهنالك تعددِّية في التنظيمات الارهابية، وتتعددّ الاسماء غير أن النتيجة واحدة، إنها ظاهرة خطيرة بالنسبة للبنان في الآونة الاخيرة، أن الارهابيين اصبحوا وطنيين ومن صنع لبنان، وبدل أن يصبح لبنان دولة منتجة ومصدِّرة للنفط، اصبح دولة منتجة ومصدِّرة للارهابيين، وهذه الظاهرة بالغة الخطورة واخطر ما فيها عدم وجود خطة متكاملة أو محكَّمة لمواجهة هذا النوع من الارهاب.
ويضيف مالك :" من خطورة هذه المظاهر تجنيد عناصر جديدة واخضاع هذه المجموعات بعمر صغير نسبيًا بأكبر عمليات نسميها "غسل دماغ" وعملية "اصطياد عناصر شابة"، وهذا يشكِّل اتجاهًا بالغ الخطورة بمعنى أن الامر يشكل اصطياد مواهب شابة وتحويلها عن أي عمل جدي لبناء المجتمع الذي تعيش فيه،الى عناصر هادمة.
وظاهرة الارهاب سواء أكانوا تكفيريين أو انتحاريين، تشكِّل ظاهرة العصر وخطورته.
لكل مرحلة اسماؤها
ويشير مالك الى أن لكل مرحلة الاسماء والتنظيمات الخاصة بها، ونسمع بتنظيم القاعدة منذ عشرين عامًا تقريبًا ومن ايام افغانستان، وليس بالضرورة أن تشير الى أمور محددة، هي فقط للاشارة الى وجود فكر تطرفي يعتمد الارهاب وسيلة للتعبير عن طروحاته وآرائه، والمرحلة الحالية سمعنا باطلاق "داعش" لنفسها مع تجدُّد الاحداث في سوريا، ويبقى أن لبنان اكبر متلقٍ لما يجري في سوريا، واصبحت نشاطات "داعش" داخل لبنان، وهي في صراع مع تنظيمات ارهابية أخرى كجبهة النصرة وغيرها، ويلفت مالك الى أن هذا التنافس يُعرِّض أو يضفي على الوضع في لبنان مخاطر جديدة، والسلطة اللبنانية تحاول قدر المستطاع مواجهة مثل هكذا تنظيمات ارهابية، ولكن حتى الآن لم يتمكن لبنان وغيره من وقف نشاطات هذه التنظيمات، الامر الذي سيؤدي في المستقبل القريب والمتوسط الى سيطرة الاجواء الارهابية في لبنان والمنطقة بانتظار تغييرات جذرية في المنطقة ككل.
دور داعش وأمن لبنان
ويؤكد مالك أن دور مجمل كل تلك التنظيمات القضاء على كل ما هو قائم، من منطلق مفهوم هذه التنظيمات أن كل السلطات والتنظيمات القائمة في لبنان والبلدان العربية غير صالحة لهذا الزمن، لذلك فهي تسعى من جانب واحد الى التهديم، لكن ليست لديها طروحات بديلة، إلا التبشير بأفكار متطرِّفة غير خاضعة للنقاش، وهذه التنظيمات لها افكار عقائدية لا يمكن النقاش معها والحل الوحيد بمواجهتها، لأن مثل تلك التنظيمات خطورتها بالتفشي داخل المجتمع، من خلال التوجه الى الشباب المصاب بإحباط كبير، ومثل تلك التنظيمات تصطاد هذا النوع من الاشخاص الذين لا يملكون أي شيء يخسرونه.
عن تخطيط "داعش" باستخدام بلدة عرسال معبرًا الى الداخل اللبناني، يرى مالك أن الخطورة تكمن بعدم امكان السلطة اللبنانية الحاضرة أن تواجه مخططات الارهابيين، بدليل أن العديد من الاماكن المعينة في لبنان داخل المخيمات وغيرها فيها العناصر التي تعمل على تجنيد الارهابيين، والسلطة في لبنان غير قادرة الا في الآونة الاخيرة على اكتشاف بعض العناصر التي خططت للتفجير كتفجير السفارة الايرانية في بيروت، والتفجير الذي استهدف الوزير السابق محمد شطح، وليس بامكان لبنان مقاومة مخططات ارهابية من هذا النوع، وعليه أن يكون شديد الحذر بتفادي قدر المستطاع هذا الارهاب.