على خلفية تشكيل الحكومة ووضع العراقيل المتكرِّرة
انقطع خيط الودّ بين "الجنرالَين" في لبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
العلاقة بين رئيس الجمهورية الجنرال ميشال سليمان وبين الجنرال ميشال عون غير ودّية هذه الايام، فهل تشكِّل هذه العلاقة سببًا إضافيًا في عرقلة تشكيل الحكومة اللبنانية؟.
بيروت: بين الجنرال ميشال عون، ورئيس الجمهورية الجنرال ميشال سليمان اكثر من خلاف على خلفية تشكيل الحكومة اللبنانية، فسليمان كرر اكثر من مرة باتجاه عون أنه لا يصلح لشيء أن نحصل على مقعد وزاري إذا ما خسرنا لبنان، وغرّد الرئيس اللبناني عبر تويتر بالامس قائلاً إن القوة الوحيدة في لبنان يجب أن تكون لمواجهة اسرائيل فقط، غامزًا من قناة حزب الله، وتحدث مرارًا عن مدى الخيبة التي يظهرها المجتمع الدولي عندما لا تتشكل حكومة في لبنان بعد 10 أشهر من المحاولات المتكررة.
وقال الرئيس اللبناني ميشال سليمان إنه "من المعيب التأخر في تأليف الحكومة، ورأى أن تطبيق الاستراتيجية الدفاعية يجعل الجيش القوة الوحيدة المسلحة. وفي حين ترتكز مباحثات الحكومة في الساعات الأخيرة على توزيع وزارتي الدفاع والداخلية، وتحديدًا بين سليمان وتيار المستقبل، على أن يعلن عن "حكومة أمر واقع سياسية خلال الأسبوع الحالي، كان لافتًا، تأييد رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون الكامل لـ"وثيقة بكركي الوطنية بعد أربعة أيام على إعلانها، على خلاف حلفائه الذين فضلوا الصمت.
وقبيل مشاركته في قداس عيد مار مارون في وسط بيروت، رأى سليمان أنه لا وجود لأي سبب يمنع تأليف الحكومة، لا سيما أن الظروف الداخلية أصبحت جاهزة، والمجموعة الدولية في نيويورك رسمت خريطة للبنان.
وتساءل "هل التمسّك بوزير أو بشرط أو بحقيبة أهم من التمسك بلبنان؟، وكشف أنه وخلال اللقاء الذي جمعه السبت في تونس، بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، طلب من فرنسا سلاحًا نوعيًا يمكّن لبنان من التصدي لإسرائيل.
من جهته، أعلن عون، الذي زار بكركي على رأس وفد لتهنئة البطريرك الماروني بشارة الراعي، تأييده مائة في المائة وثيقة بكركي التي أكدت على ضرورة حصر القوة العسكرية في يد الشرعية والتوصل إلى اتفاق بشأن الاستراتيجية الدفاعية. وتمنى أن "نتساعد مع الذين يؤيدونها على تطبيقها، لأنها تجسِّد المبادئ التي قام عليها لبنان".
علوش
يقول النائب السابق مصطفى علوش ( المستقبل ) في حديثه لـ"إيلاف" إن تأخير تشكيل الحكومة واضح من خلال تراجع قوى 8 آذار/مارس عن الاتفاق الاساسي الذي يتعلق بمسألة المداورة، والحقائب، وصيغة 888 لم يعد أحد يتحدث عنها، ولكن عمليًا، هناك جمود كامل في هذا الموضوع بالوقت الحالي، ونعتقد أن الوضع الاقليمي سيلعب دورًا اساسيًا في تعطيل الحكومة، خصوصًا بعدما تبين أن ايران تلعب دورها في قضية الازمة السورية.
عن العدائية الملاحظة بين عون ورئيس الجمهورية ميشال سليمان، والتي يعتبر البعض أنها تؤخر تشكيل الحكومة، يؤكد علوش أن رئيس الجمهورية لا يعمل على اساس العدائية، ولا يملك هذا الطبع، وقد أثبت مرارًا أنه بعيد كل البعد عن هذا المنطق، وهدفه الاساسي أن يخرج بتشكيلة حكومية قادرة على الاقل أن توصل لانتخابات رئاسية خلال الاشهر المقبلة.
عن اسباب عدائية عون من سليمان يقول علوش إن عون لا يحب أي رئيس جمهورية موجود في هذا المكان، والرجلان مختلفان تمامًا، فالرئيس سليمان يمتلك الكثير من الهدوء ولديه حسّ المسؤولية، وعون لديه حب المغامرات، والبطولات، ومستعد القيام بمغامرات خطرة تتعلق بالسيادة والامن الوطني من اجل تحقيق اهدافه الخاصة.
ويلفت علوش الى أن ميشال عون لا يستطيع ادارة تشكيل الحكومة أو عدم تشكيلها فهو لاعب موجود على الساحة غير أنه ليس الاساسي، حزب الله هو الذي يدير اللعبة وعون يستفيد من اللحظات الاقليمية من اجل ممارسة عناده، واثبتت كل التجارب على مدى السنوات الـ 8 الماضية، بعد التفاهم بين حزب الله والتيار العوني، أن حزب الله مستعد أن يتخطى رغبات عون بلحظات لها علاقة بالامور الاقليمية.
عن موقف تيار المستقبل من العلاقة غير السويّة بين عون وسليمان، يؤكد علوش أنهم في الاساس كانوا مؤيدين لمواقف سليمان حتى عندما يكون فيها بعض الاجحاف بحق قوى 14 آذار/مارس وتيار المستقبل، لأنه عمليًا موقع رئاسة الجمهورية يجب أن يكون بعيدًا عن التجاذبات وأن يكون دائمًا هو الحكم.
ويرى علوش أنه كلما تأخرنا في تشكيل الحكومة كلما خفّ الامل بانتاج حكومة على الاقل بما يسمى حكومة وفاق وطني، وأن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف يضيعان الوقت الطويل على "طبخة بحص".